بشكل مثير للجدل، مطورو الألعاب يستخدمون الذكاء الاصطناعي لاستنساخ صوت ممثل ميت
أعلنت شركة CD Projekt البولندية، المختصة بتطوير ألعاب الفيديو الإلكترونية، أنها استخدمت تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي بغرض إعادة إنتاج صوت ممثل متوفى لاستعماله في التوسعة الجديدة للعبة Cyberpunk 2077.
فقد عمدت الشركة إلى إنتاج صوت الممثل الصوتي البولندي ميلغوست ريجيك، المتوفى عام 2021، وذلك باستخدام إحدى خورازميات الذكاء الاصطناعي لاستعماله في النسخة البولندية من توسعة Phantom Liberty الخاصة بلعبة Cyberpunk 2077. وبطبيعة الحال أعلنت الشركة أنها لم تُقدِم على هذه الخطو ة إلا بعد الحصول على موافقة عائلة الممثل الراحل، وقالت أيضاً إنها فكرت في الاعتماد على ممثل صوتي آخر بدلاً منه في التوسعة الجديدة، بل فكرت كذلك بإعادة تسجيل حواراته بصوت الممثل الجديد في اللعبة الأصلية، لكنها امتنعت عن ذلك في نهاية المطاف.
وكان ميكولاج سيجويد، مدير التوطين في شركة CD Projekt قد صرّح قائلاً: “لم يعجبنا هذا النهج بتاتاً، فريجيك كان واحداً من أبرز المؤديين الصوتيين البولنديين، وأداؤه في اللعبة كان ممتازاً”.
وتعاقدت الشركة مع ممثل صوتي آخر لأداء بعض الحوارات الجديدة للدور، ثم استخدمت برنامجاً خاصاً لاستنساخٍ للأصوات وتقليدها يعرف باسم Respeecher، وذلك لإنشاء خوارزمية تغير صوت الممثل حتى يشبه صوت ريجيك. وعلّق سيجويد على الأمر بقوله: “استطعنا بذلك أن نصون أداءه في اللعبة ونحافظ عليه”.
ولا شك أنّ الصعود السريع لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي التوليدي، القادر على إنشاء محتوى نصي أو صوتي أو مرئي، قد أثار أسئلة أخلاقية بخصوص استخدامه في الأعمال الإبداعية ضمن صناعة الترفيه. فمن المعلوم أنّ بعض سلاسل الأفلام، مثل سلسلة Star Wars، اعتمدت التكنولوجيا حتى تستبدل الممثلين المتوفين. وقد أثار هذا النهج المتزايد لاستخدام الذكاء الاصطناعي خشية الممثلين وحفيظتهم، وكان من أبرز الأسباب المؤدية إلى إضراب المؤلفين والممثلين في العام الحالي في هوليوود.
وفي الشهر الماضي وافق الممثلون الصوتيون لألعاب الفيديو الإلكترونية على القيام بإضرابٍ قبل مفاوضة شركات الألعاب بخصوص مواضيع مختلفة، من ضمنها استخدام الذكاء الاصطناعي لإعادة إنشاء أعمالهم وأدائهم الصوتي دون موافقتهم. وقال راي رودريجيز، رئيس النقابة: “إن الاستخدام الفوضوي للذكاء الاصطناعي يهدد وظائف الأشخاص ممن يكسبون قوت يومهم باستخدام أصواتهم أو صورتهم”.