بسبب فيديو رائج على الإنترنت، الآلاف يتورطون في قضايا احتيال دون أن يدركوا ذلك
⬤ ظهرت في الأيام الأخيرة عدة فيديوهات رائجة على تيك توك تروج لطريقة للحصول على المال مجاناً بفضل ثغرة في نظام مصرف.
⬤ تسمح الثغرة بإيداع شيك دون رصيد في حساب الشخص، ومن ثم سحب المال قبل أن يكتشف النظام وجود أي خطأ.
⬤ فوجئ الآلاف بأن الطريقة لا تقدم لهم مالاً دون مقابل، بل تحمل معها قضية احتيال يمكن أن تصل عقوبتها للسجن والغرامات.
عبر الأيام الأخيرة، شهدت منصة تيك توك، وعدة منصات تواصل اجتماعي أخرى، انتشاراً سريعاً لعدد من الفيديوهات التي تظهر «خدعة» تسمح لمستخدميها بالحصول على المال بكميات تصل إلى عشرات آلاف الدولارات دون مقابل. لكن وكما هو الحال في معظم هذا النوع من الفيديوهات، كان الأمر مجرد نشاط غير قانوني يظهر على أنه طريقة سحرية لكسب المال.
كانت «الخدعة» المزعومة تعمل بطريقة بسيطة نسبياً: يقوم المستخدم بكتابة شيك موجه إلى نفسه مع رصيد بعشرات آلاف الدولارات. وبعدها، يقوم المستخدم بصرف الشيك باستخدام التطبيق الهاتفي لمصرف Chase الأمريكي. وبينما يستغرق صرف الشيكات والتحقق منها عدة أيام عادة، فقد كان المصرف يتيح تحويل الرصيد مباشرة قبل عملية التحقق حتى.
الخطوة التالية والأخيرة هي الذهاب إلى جهاز ATM، وسحب كامل الرصيد الذي ظهر فجأة في الحساب. وبالطبع سرعان ما انتشرت الفيديوهات لأشخاص يستعرضون كيف حصلوا على مبالغ بعشرات آلاف الدولارات بهذه الطريقة. ويبدو أن الخدعة انتشرت كفاية لتظهر أرتال من المستخدمين الذين ينتظرون دورهم لاستخدام أجهزة ATM الخاصة بمصرف Chase.
بالنظر إلى العمر المتوسط الأصغر لمستخدمي تيك توك ربما، فقد كان الكثير من مشاهدي الفيديوهات يفتقدون للثقافة المالية تماماً. وبالنتيجة، اتجه الكثير من الشباب إلى محاولة محاكاة الخدعة، وبالأخص في عطلة نهاية الأسبوع الأخيرة، حيث وجدوا أنه بإمكانهم تكرار العملية عدة مرات حتى والنجاة بفعلتهم على ما يبدو.
بالطبع، ومع يوم الإثنين، سرعان ما عالج مصرف Chase المشكلة التي ظهرت، ولدى إتمام المعاملات التي أجراها المستخدمون، تم تغيير قيم حساباتهم إلى قيم سالبة تعكس كونهم قد سحبوا أموالاً أكبر من رصيدهم الحقيقي بالاستناد إلى تلك الخدعة.
مع اكتشاف أن الخدعة لن تمر حقاً كوسيلة للحصول على المال، شارك الكثير من صانعي الفيديوهات الأولى صوراً لحساباتهم التي باتت تظهر ديوناً كبيرة بعشرات آلاف الدولارات. وبينما تمسك البعض بادعاء أن المصرف لن يتمكن من فعل شيء تجاه الأمر، فقد كان من الواضح أن الخدعة قد انتهت.
من غير الواضح حالياً إن كان المصرف سيمنح للمستخدمين الفرصة لإعادة الأموال التي سحبوها دون فرض رسوم إضافية، لكن الأكيد هو أن الأمور لن تمر ببساطة. حيث من المعروف أن المصارف شديدة الحرص على متابعة تحصيل حقوقها المالية مهما صغرت، وفي حالة مثل هذه، فالقضية تتضمن الاحتيال، مما يعني إغلاق حساب المستخدم، وإضافة اسمه إلى قائمة تمنعه من الحصول على الخدمات المصرفية والائتمانية في الولايات المتحدة.
لكن وبينما يبدو الحرمان من الخدمات المصرفية أمراً سيئاً للغاية، وبالأخص في اقتصاد متقدم كما الولايات المتحدة، فالتهديد الأخطر حتى هو الملاحقة القانونية. حيث أكد الخبراء القانونيون أن ما حصل هو احتيال بشكل لا لبس فيه، وفي حال متابعة هذا النوع من القضايا، من الممكن أن يحصل المستخدمون على أحكام تتضمن غرامات باهظة وحتى سنوات في السجن.
لعل الدرس المستفاد، والمتكرر، هنا هو أن فيديوهات الثراء السريع لا تعكس الواقع حقاً، فهي إما طرق غير قانونية وأساليب احتيال متكررة (يعود هذا النوع من الاحتيال إلى عصر يسبق الإنترنت حتى)، أو أنها خدع تستهدف استغلال المشاهدين بشكل أو بآخر. لذا من المهم التذكر أن الأمور التي تبدو أفضل من أن تكون حقيقية، قلما تكون حقيقية.