بسبب سعرها المنخفض، أوروبيون يستخدمون الألواح الشمسية كأسوار منازل
⬤ أظهر تقرير أن عدداً متزايداً من الأشخاص يبنون سياجات منازلهم من الألواح الشمسية.
⬤ خلال العام الماضي فقط، انخفضت تكلفة الألواح الشمسية بحوالي 50%، لتصبح أرخص من أي وقت مضى.
⬤ يعود جزء كبير من تحطم أسعار الألواح الشمسية إلى زيادة العرض الذي وصل إلى 3 أضعاف الطلب مؤخراً.
استعرض تقرير أخير نشرته صحيفة Financial Times الإنجليزية حالة غريبة من استخدام الألواح الشمسية: وضعها بجوار بعضها البعض كأسوار فاصلة بين المنازل بشكل مشابه للأسوار الخشبية أو القرميدية المستخدمة عادة.
للوهلة الأولى، يبدو هذا النوع من الاستخدام مهدراً للغاية وغير منطقي حتى، إذ تخسر الألواح الشمسية الموضوعة بهذا الشكل الجزء الأكبر من قدرتها على توليد الكهرباء، حيث أن جزءاً كبيراً منها سيكون في الظل، كما ستكون زاوية ضوء الشمس عليها غير مثالية. لكن وبالنسبة لعدد متزايد من الأشخاص لا يعد ذلك رادعاً حقاً.
يعود السبب الأساسي لهذا الاستخدام الغريب للألواح الشمسية إلى عاملين أساسيين: الانخفاض المستمر والمتسارع لأسعار الألواح الشمسية من جهة، واستمرار ارتفاع أجور تركيب المنظومات الشمسية، وبالأخص في البلدان ذات الاقتصادات المتقدمة.
باجتماع هذين العاملين معاً، يجد الكثير من الأشخاص أن فكرة وضع الألواح الشمسية كسياج فاصل هي أمر منطقي تماماً. حيث بات سعر هذه الألواح منخفضاً كفاية لتتم مقارنته مع أنواع المواد الأخرى المستخدمة في بناء السياج، وبينما لن تولد هذه الألواح سوى جزء يسير من الطاقة القصوى الممكنة، فهي تبقى مفيدة عند توزيع عدد كبير منها، وهو ما يسمح به السعر المنخفض لها.
يعود أحد أسباب انخفاض أسعار الألواح الشمسية إلى التطور التقني الكبير في الصناعة، حيث سمح ذلك بزيادة الإنتاجية وتحسين قدرة الألواح الشمسية على توليد الطاقة بشكل كبير. لكن يرى الخبراء أن الأمر أعمق من ذلك، وأن جزءاً كبيراً من السعر الحالي (الذي انخفض إلى أدنى من النصف مقارنة مع العام الماضي) ناتج عن عامل أساسي: الصين.
في السنوات الأخيرة رفعت الصين من إنتاجها للألواح الشمسية بشكل كبير، ومع زيادة الدعم الحكومي والمساعدات المقدمة للشركات العاملة في المجال، انخفضت تكلفة الألواح إلى حوالي 11 سنت أمريكي لكل واط من الكهرباء، كما زاد الإنتاج العالمي ليتجاوز الطلب الحالي بكثير.
بالإضافة إلى تخفيض السعر الشديد، قاد توسع الصين في المجال إلى أزمة لشركات الألواح الشمسية في باقي مناطق العالم. إذ أفلست عدة شركات هامة في المجال في أوروبا والولايات المتحدة نتيجة عدم قدرتها على المنافسة مع الصناعة الممولة حكومياً، فيما تبحث شركات أخرى عن مشترين نتيجة عدم قدرتها على المنافسة في الظروف الحالية.
نتيجة الواقع الحالي، بدأت بعض الأصوات تعلو لفرض جمارك مرتفعة على واردات الألواح الشمسية الصينية لحماية الصناعات المحلية، وبالأخص مع جدال المتابعين بكون شركات السيارات الصينية تقوم بخطوة مشابهة ربما تضرب صناعة السيارات الأوروبية التي تعد إحدى أهم دعامات القارة العجوز.