الولايات المتحدة تنوي استخدام منشئات كانت مخصصة للأسلحة النووية لمشاريع الطاقة النظيفة
⬤ تخطط وزارة الطاقة الأمريكية إلى تخصيص مساحات كبيرة لمشاريع الطاقات المتجددة، وبالأخص الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.
⬤ تتضمن المساحات المخصصة مواقع تطوير وتخزين للأسلحة النووية، وكان بعضها قد تضمن تسريبات سابقة للوقود النووي.
⬤ في عام 1967 كانت الولايات المتحدة تمتلك أكثر من 31 ألف سلاح نووي، فيما انخفض العدد الآن إلى دون 4 آلاف فقط.
أعلنت وزارة الطاقة الأمريكية أنها حددت أراضٍ تم استخدام معظمها كمناطق أمنية عازلة في السابق، على أن يتم استخدامها مستقبلاً لمشاريع توليد الطاقة النظيفة ومنها محطات طاقة شمسية وطاقة الرياح والطاقة النووية. وتصل مساحة هذه الأراضي الإجمالية إلى حوالي 283 كيلومتراً مربعاً، وهي منتشرة عبر خمس ولايات مختلفة. لذا قد يتم إنشاء أكبر محطات للطاقة النظيفة في الولايات المتحدة على أراضٍ يحتوي بعضها على منشئات للأسلحة النووية تعود إلى حقبة الحرب الباردة. حيث قالت وزيرة الطاقة الأمريكية جينيفر جرانهولم في حدث أقيم في مقر وزارتها في العاصمة واشنطن: “كل هذه المواقع آمنة الآن، فهي نظيفة تماماً وجاهزة لإعادة التطوير.”
في الماضي، كانت العديد من الأراضي التابعة للحكومة الأمريكية مخصصة لمنشئات تطوير وتصنيع الأسلحة النووية، وبالأخص في العقود الأولى من الحرب الباردة عندما كانت كل من الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي يتسابقان على بناء العدد الأكبر من الأسلحة النووية وتطوير طرق جديدة وأكثر فعالية لتوصيلها. لكن ومنذ نهاية الستينيات خفضت الولايات المتحدة من مشاريع بناء أسلحة نووية جديدة، وبدأت بإخراج بعضها من الخدمة بشكل تدريجي. ومع نهاية الحرب الباردة عام 1991، تم التخلص من الغالبية العظمى من الأسلحة النووية الأمريكية وباتت العديد من مراكز تخصيب المواد النووية ومراكز تصنيع الأسلحة خارجة عن الخدمة وغير مستغلة، وكذلك حصل للعديد من مواقع تخزين هذه الأسلحة.
تشمل قائمة الأراضي التي حددتها وزارة الطاقة لإعادة التطوير المحتملة “موقع هانفورد” في ولاية واشنطن على الساحل الغربي للولايات المتحدة، وهو مخبر خارج عن الخدمة أنشأته الحكومة الأمريكية في أربعينيات القرن الماضي لإنتاج الوقود النووي، وقد تم استخدام المختبر لتزويد مشروع مانهاتن الذي صنع أولى القنابل النووية على الإطلاق بالوقود النووي عالي التركيز. وبالنظر إلى أن الموقع كان من الأوائل من نوعه، فقد عانى من تسريبات متعددة للنفايات المشعة، وكلف تنظيفه وإعادة تأهيله مليارات الدولارات على مدار عقود من الزمن، وقد بات مناسباً لإعادة التخصيص حالياً وفق وزارة الطاقة الأمريكية.
تهدف وزارة الطاقة الأمريكية من هذه الخطوة إلى تحقيق أهداف الحكومة الأمريكية المتمثلة في إمداد شبكة كهرباء الدولة بالطاقة النظيفة حصراً بحلول عام 2035. وقال مسؤولون إن العديد من المواقع لديها بالفعل عملاء طاقة وقوى عاملة منذ الآن.
وفق بيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية (EIA)، فقد كانت الطاقات المتجددة مسؤولة عن 21.5% من توليد الكهرباء في الولايات المتحدة خلال عام 2022، فيما تم توليد 18.2% منها من الطاقة النووية التي لا تصنف كطاقة متجددة حقاً لاعتمادها على الوقود النووي. لكن وعلى الضفة الأخرى للمحيط الهادئ، تعد الصين -التي هي أكبر مستهلك عالمي للكهرباء- متفوقة من حيث استخدام الطاقات المتجددة، فهي تعتمد على الوقود الأحفوري في توليد 49% فقط من طاقتها، فيما يتم توليد ما تبقى من مصادر أخرى تتضمن عنفات السدود وطاقة الرياح والطاقة الشمسية وكذلك الطاقة النووية.