النمو القوي للسوق السعودي يستقطب عمالقة الحوسبة السحابية – مقابلة مع شريك في PwC
في عالم الاستشارات والخدمات الاحترافية، هناك العديد من الشركات الصغيرة المتنافسة، لكن هناك بالمقابل «الأربعة الكبار» الذين يهيمنون على المجال عالمياً، وتعد شركة PwC التي تأسست عام 1998 واحدة من هؤلاء الأربعة الكبار. وأثناء حضور الشركة في فعاليات إطلاق Google Cloud في المملكة العربية السعودية، تسنى لنا الحديث مع بعض أفرادها، وأجرينا مقابلة مع السيد مينا غبّور، أحد شركاء PwC، وحدثنا عن نشاط الشركة وتعاونها الحالي والمستقبلي مع Google Cloud.
هل يمكنك أن تخبرنا عن عملك مع شركة PwC؟
أنا شريك مع شركة PricewaterhouseCoopers (PwC) في منطقة الشرق الأوسط، وأتولى مسؤولية المشاريع المتخصصة بالتحول للشبكة السحابية. وتتضمن طبيعة أعمالنا في منطقة الشرق الأوسط أنْ ننجز الأمور المرتبطة بسلسلة القيمة الخاصة بالانتقال السحابي؛ بدءاً من وضع الاستراتيجيات وتقديم الاستشارات الموجهة لصناعة معينة أو إلى الحكومات المركزية. ونعمل مع العملاء في عمليات ترحيل البيانات والعمليات السحابية، كما نغطي سلسلة القيمة كلها.
كذلك نحن متخصصون في مجالات أمن السحابة باعتبارها جزءاً من ممارسات الثقة الرقمية لدينا، ونتعاون على نحوٍ وثيقٍ مع الجهات التنظيمية في المنطقة، لا سيما في المملكة العربية السعودية مثل الهيئة الوطنية للأمن السيبراني، ووزارة الاتصالات وتقنية المعلومات، والبنك المركزي السعودي. ونستثمر كثيراً في طريقة تطبيق الامتثال التنظيمي على عمليات الانتقال السحابي لجميع عملائنا، ونفخر حقاً بمكانتنا الرائدة في السوق.
ويمكننا القول إنّنا طورنا إمكانيات كثيرة وجعلناها متمحورةً حول البيانات والذكاء الاصطناعي، بدءاً من وضع الاستراتيجيات وتنفيذها وانتهاءً بإدارة الخدمات، وذلك لدى معظم مزودي السحابة، خاصة هنا في المملكة العربية السعودية، حيث لدينا استثمارات كبيرة وعملاء كثيرون مع Google Cloud وغيرها من عمالقة الحوسبة السحابية.
ما هي طبيعة شراكتكم مع Google Cloud؟
إننا من الشركاء العالميين الرائدين لجوجل، ولدينا برامج ضخمة قيد العمل حالياً مع جوجل على الصعيد العالمي والإقليمي في المنطقة. ولعل من الأمور التي يجهلها كثيرون في السوق أننا أكبر مؤسسة في مجال الخدمات المهنية وضمن “الشركات الأربعة الكبرى” تستخدم Google Cloud بنفسها؛ فنحن نستخدم خدمات Google Cloud عبر الإيميل الإلكتروني والمحادثات والعمليات حسب مبدأ الطرفين. فشراكتنا مع Google Cloud هي باختصارٍ قوية ووثيقة.
لماذا اختارت Google Cloud الوجود في السعودية الآن برأيك؟
تتميز المملكة العربية السعودية بأنها سوقٌ بارزٌ يشهد أقوى نمو اقتصادي، وهذا السوق يعد من الأكبر على الصعيد العالمي، ومع ذلك تظل نسبة تبني التكنولوجيا السحابية في مراحلها الأولية ضمن البلاد. وتمتلك السعودية استثمارات ضخمة وطموحاً كبيراً على أصعدة الرقمنة، وزيادة تبني التكنولوجيا السحابية، والشركات الناشئة. فنحن نتحدث عن مشروعات عملاقة حقاً، مثل شركة التحول الرقمي في أرامكو، وصندوق الاستثمارات العامة، ومشروع القدية، ومشروع نيوم وغيرها.
لا شكّ أنّ هذه المشاريع تستقطب عمالقة الحوسبة السحابية وتشجعهم على الاستثمار في المملكة؛ فكل مشروع منها يحتاج إلى أساس تكنولوجي قوي وآمن، وواجهة خلفية للحصول على الدعم الضروري بوتيرة سريعة ونطاق كبير وتكلفة فعالة. فهذه هي الأسباب التي تفسر حجم الاستثمارات الكبيرة التي تأتي إلى المملكة العربية السعودية. ويسعني هنا أن أضيف نقطة أخيرة؛ ففي وقت سابق من هذا العام، أدخلت عمالقة الحوسبة السحابية استثمارات قيمها 10 مليارات دولار أمريكي في مجال تبني التكنولوجيا السحابية ضمن السعودية، على أن تمتد طوال الأعوام الثلاثة القادمة.