المفوض الأوروبي للصناعة: “أقنعة الوجه الصينية لا تحمل نوايا خفية”
منذ ظهور فيروس كورونا في الصين ثم انتشاره في جميع دول العالم، أصبح التكاتف بين الحكومات ضروريًا للمرور من هذه الأزمة، خاصةً في أوروبا التي تشهد النسبة الأعلى من الوفيات والإصابات في الوقت الحالي. وبعدما استطاعت الصين السيطرة على المرض نوعًا ما، بدأت بعض شركاتها في إرسال المساعدات إلى الدول الأوروبية، بما في ذلك كمامات الوجه للوقاية من العدوى.
لكن تقديم المساعدات الصينية لم يمر مرور الكرام، فقد واجهت شركات صينية مثل هواوي وغيرها الكثير من الانتقادات إثر تبرعها بملايين أقنعة الوجه الواقية للدول الأوروبية التي استشرى فيها كوفيد 19، وفي مقدمتها إيطاليا وإسبانيا، حيث ظنّ البعض أن هذه المساعدات لها أهداف سياسية غير مُعلنة وربما تكون لاستغلال الأزمة الراهنة للحصول على موافقات تجارية في دول الاتحاد الأوروبي، حسب تقرير رويترز.
ومن جانبها، نفت المفوضية الأوروبية حيث أعلن المفوض الأوروبي للصناعة “تيري بريتون” أنّه لا يعتقد بوجود أي نوايا خفية من وراء تبرّع شركة هواوي والشركات الصينية الأخرى بأقنعة الوجه للدول الموبوءة، ويرى أنّ التضامن وتضافر الجهود هي أفضل طريقة للتعامل مع الخطر المُحدق.
وردًا على إمكانية وجود أهداف أخرى للشركات الصينية من وراء التبرعات، قال تيري:
“بالتأكيد لا. فقد عملت كرئيس تنفيذي لشركة في السابق، وأنا على يقين تام بأنه لا تجري الأمور عادة على هذا المنوال، باعتبار أن كافة الرؤساء التنفيذيين للشركات تقع على عاتقهم مسؤولية تقديم يد العون والمساعدة للدول التي يعملون بها، خصوصًا عندما تقوم الحكومات ذاتها بطلب ذلك”.
يجدر بالذكر أنّ المفوض الأوروبي للصناعة ألغى زيارته إلى الصين في يناير الماضي بسبب مخاوف الأمن والسلامة، لكنّه أكّد على ضرورة التركيز على سُبل التعاون المُشترك بين الدول لمواجهة الأزمة التي ضربت العالم أجمع، بدلًا من إضاعة الوقت في إلقاء الاتهامات والخلافات السياسية.
رد الجميل
وأوضح تيري أنّ هذه التبرعات الصينية تأتي كنوع من رد الجميل لقارة أوروبا التي أرسلت في السابق ما يصل إلى 56 طن من الإمدادات في ذروة انتشار الفيروس بالصين، لذا من المنطقي أن تبعث الشركات الصينية بالمساعدات في الوقت الحالي بعدما أصبحت أوروبا هي بؤرة المرض.
وكان جوسيب بوريل، مُنسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، أدلى بتصريحات مثيرة للجدل قبل أسبوع حول ما أسماه بـ “سياسات الكرم” في إشارة إلى تبرعات الشركات الصينية لدول الاتحاد الأوروبي حاليًا.
وتجدر الإشارة إلى أنّ الاتحاد الأوروبي كان قد أقر عدم حرمان هواوي من العمل على تطوير شبكات الجيل الخامس في دول الاتحاد، وذلك بعد يوم واحد من قرار مماثل من الحكومة البريطانية بواسطة رئيس الوزراء بوريس جونسون.
ويُعتبر هذا القرار منافيًا للعقوبات الأمريكية على الشركات الصينية وفي مقدمتها شركة هواوي، حيث شنّت الحكومة الأمريكية حملة متواصلة لإقناع دول أوروبا باتخاذ إجراءات مماثلة ضد الشركة الصينية.