المستقبل قادم: أبرز ما ستقدمه التقنية في عالم الهواتف الذكية
قبل عقد ونصف من الزمن كان مفهوم الهواتف الذكية لا يزال حديث العهد، حيث كانت الهواتف المتاحة حينها تستخدم الأزرار وبالكاد تقدم ميزات أساسية مثل تصوير الفيديو وتسمح بالاتصال بالإنترنت بسرعات منخفضة للغاية عبر شبكات الجيل الثاني. لكن منذ حينها تغير العالم التقني بأكمله وتحولت الهواتف الذكية من أدوات إضافية قد تساعد لبعض المهام إلى جزء أساسي من الحياة اليومية للجميع.
بفضل المواصفات العالية للهواتف الموجودة اليوم، بات من الممكن القيام بالكثير من المهام باستخدامها دون الحاجة لاستخدام حاسب شخصي حتى. وقد أفادت ميزات مثل شاشات اللمس الكبيرة والشحن السريع واللاسلكي والدفع الإلكتروني والكاميرات المتعددة عالية الجودة بتشكيل حياتنا اليومية.
مع التغير الكبير الذي حدث في سوق الهواتف الذكية عبر السنوات الأخيرة، فمن المنطقي توقع تغييرات مشابهة من حيث تأثيرها في المستقبل. حيث لا يزال المجال واحداً من الأكثر نمواً وتطوراً رغم التباطؤ النسبي حالياً. لذا سنتناول هنا بعض المجالات المثيرة التي قد تسير الهواتف الذكية نحوها في المستقبل.
قبل الخوض بالتقنيات المنتظرة مستقبلاً، من المهم التذكير بأن التنبؤ بالأمر شبه مستحيل، فالعديد من التقنيات الواعدة قد تفشل بجذب المستخدمين أو أنها لا تتحول إلى منتجات واقعية مفيدة حقاً.
الشاشات القابلة للطي وربما اللف
لعل واحدة من أهم التطورات التي حصلت في عالم الهواتف مؤخراً هي ظهور هاتف Samsung Galaxy Fold عام 2019، وعلى الرغم من أن الهاتف عانى من مشاكل عديدة يصعب إحصائها، فقد أثبت أن فكرة الهواتف القابلة للطي ليست بعيدة عن الممكن. وبسرعة تبعه مجموعة من الهواتف الأخرى القابلة للطي.
مؤخراً تم إطلاق النسخة الثانية من هواتف Fold بالإضافة إلى هاتف Z Flip الذي يطوى بشكل مشابه للهواتف القديمة. ومع أن أياً من الهواتف ذات الشاشات القابلة للطي يعد هاتفاً منتشراً اليوم، فالتقنية ناجحة حتى الآن والأرجح أنها ستلعب دوراً كبيراً في المستقبل مع استمرار الطموح إلى هواتف بشاشات أكبر لكن دون التضحية بقابلية الحمل في الجيب.
تقنية MicroLED
في هواتف اليوم هناك خياران أساسيان فقط لشاشات الهواتف: شاشات LCD الرخيصة التي تقدم متانة عالية وعمراً طويلاً لكن تمثيلها للألوان وتباينها ليسا بالمستوى المطلوب. وبالمقابل OLED التي تقدم ألوان مشرقة وتبايناً مثالياً وتجربة عرض لا تضاهى، لكنها أقل متانة وتكلف كثيراً وتعاني من مشاكل الاحتراق (Burn-In) مع الوقت.
لحسن الحظ هناك تقنية قادمة من الممكن أن تحل الأمر تماماً: MicroLED، حيث تقدم هذه التقنية فوائد كل من LCD وOLED معاً، وعيبها الوحيد حالياً هو السعر المرتفع للغاية. لكن مع تطور التقنية لتناسب الهواتف ستنخفض تكلفتها وتصبح منافسة هامة في الهواتف الذكية من الفئة العليا على الأقل.
الشحن اللاسلكي غير المقيد
مع أن تقنية الشحن اللاسلكي موجودة منذ سنوات الآن وقد باتت جيدة جداً فيما تقدمه اليوم، فهي لا تزال تعاني من مشكلة أساسية: يجب أن يكون الهاتف قريباً جداً وشبه ملاصق للشاحن اللاسلكي ليستفيد منه. لكن الأمور قد تتغير في السنوات التالية مع عمل عدة شركات على تقنيات تسمح بالشحن اللاسلكي عن بعد.
مؤخراً قامت شاومي باستعراض شاحن لاسلكي مستقبلي سيتمكن من شحن الهواتف على بعد أمتار حتى (ولو أن السرعة بطيئة للغاية) بالاعتماد على الأمواج المليمترية. كما تعمل كل من موتورولا وعدة شركات على تقنيات مشابهة ربما تكون أساس الشحن اللاسكي المستقبلي.
تغيير اللون حسب الرغبة
قبل بضعة أسابيع كشفت شركة OnePlus عن تصميم لنموذج تجريبي لهاتف يمتلك غطاءً خلفياً مصنوع من الزجاج لكن مع ميزة فريدة من نوعها: بالاعتماد على شحنة كهربائية والخواص الفيزيائية لبعض المواد من الممكن تغيير اللون حسب الرغبة بين عدة ألوان مختلفة.
حالياً لا تزال الميزة تجريبية وغير متاحة على أية هواتف. ومع أنها لا تمتلك فائدة حقيقية من حيث تجربة المستخدم حقاً، فمن الممكن أن نشهدها مستقبلاً كوسيلة لتمييز هواتف شركة ما تصميمياً أو أن تنتشر بشكل أكبر حتى في حال كان الإقبال عليها كبيراً كفاية.
الواقع المعزز
عبر السنوات الأخيرة كان حال تقنية الواقع المعزز متأرجحاً للغاية في الواقع، حيث تم التشويق لها في العديد من المناسبات دون أن تتحول إلى واقع منتشر حقاً، حيث لا تزال محصورة بمجالات ضيقة إلى حد بعيد وبضعة تطبيقات تستفيد منها فقط في الوقت الحالي.
مستقبلاً ستلعب تقنية الواقع المعزز دوراً أكبر في عالم الهواتف الذكية، وبالأخص مع ازدياد التركيز على الذكاء الاصطناعي والعتاد المخصص الذي سيساعد هذه التقنيات على الازدهار بشكل أكبر حتى.
الميزات الصحية
منذ الآن يمكن الاعتماد على الهواتف الذكية للكثير من الميزات الصحية في الواقع، فهي قادرة على توفير مكان ممتاز لتعقب النشاط البدني والحالة الصحية والوزن والحمية والعديد من الأمور الأخرى. لكن وبالاعتماد على التقنية الملبوسة من جهة والتعاون مع المنظمات الصحية ستلعب الهواتف الذكية دوراً أكبر في الصحة مستقبلاً.
منذ الآن تعمل الشركات الكبرى للهواتف الذكية على تضمين المزيد من الميزات الصحية، حيث توفر كل منها تطبيقات خاصة بالصحة، وفي بعض الحالات كما Apple هناك عمل على إضافة ميزات مثل التاريخ الطبي الكامل للمستخدم إلى الهاتف بحيث توفر تطبيقات الصحة بديلاً للسجلات الطبية المعتادة وتساعد على توفير رعاية صحية أفضل للمستخدمين وبالأخص في الحالات الطارئة.
التركيز على الخدمات أكثر من العتاد
حتى الآن لا تزال الشركات المختصة بالهواتف تجني الجزء الأكبر من المال من بيع العتاد نفسه، لكن المستقبل القادم سيركز على الخدمات والبيئة المتكاملة بالدرجة الأولى. حيث يمكن ملاحظة ذلك من جهود Apple المستمرة لتقديم المزيد من الخدمات المدفوعة لمستخدميها، فيما هناك جهود مشابهة من الشركات الأخرى مثل Google ومكاملتها لنظامي Android وChromeOS وكذلك Samsung التي تتعاون مع Microsoft منذ سنوات لتقديم بيئة موحدة أكثر تتيح الاستفادة من قاعدة المستخدمين للعتاد كمستخدمين محتملين للخدمات المتنوعة.