المدير الحالي لمايكروسوفت يرفض خطة نظيره السابق
عندما تسلم ساتيا ناديلا منصب المدير التنفيذي لشركة مايكروسوفت فإنه تولى إدارة الشركة وسط مرحلة انتقالية كبيرة حيث أن المدير السابق ستيف بالمر امتلك رؤية خاصة بمنافسة شركة ابل وأعلن سابقاً أن مايكروسوفت هي شركة “أجهزة وخدمات” وأتت الأجهزة في المقام الأول ومن ثم الخدمات.
رفض ناديلا بشكل قاطع هذه السياسة التي اتبعها بالمر وذلك عبر قيامه بإرسال بريد الكتروني طويل جداً (حوالي 3200 كلمة!) إلى موظفيه يوم الأربعاء الماضي محدداً الاتجاه الذي ستسير فيه الشركة وهو الانتاجية والمنصات، وبدلاً من أن تتحول مايكروسوفت إلى شركة مثل ابل تهتم بالتحكم ومراقبة كل تفاصيل التقنيات التي تقوم ببيعها، فإن ناديلا يرغب بجعلها شركة تشبه جوجل التي تعتبر تصميم الأجهزة نوعاً من أنواع الفن وتهدف إلى بيع عدد كاف من الخدمات إلى عملائها.
ولتوضيح الأمر نذكر ما حدث عام 2012 حين تخلى ستيف بالمر عن أحد أهم سياسات الشركة وأعلن أن مايكروسوفت ستصمم حاسوباً خاصاً بها وهو The Surface ما وضع الشركة لأول مرة على خط المنافسة وجهاً لوجه مع شركائها من الشركات المصممة للحواسيب، وفي الأشهر التالية أعاد تنظيم الموظفين وأنفق 7.2 مليار دولار لتستحوذ مايكروسوفت على شركة تصنيع الهواتف نوكيا والتي تعتبر ثاني أكبر صفقة لمايكروسوفت بعد صفقة شراء سكايب بمبلغ 8.5 مليار دولار.
يوم الأربعاء الماضي أعلم ناديلا موظفيه أنه سيتخلى عن فلسفة ” الأجهزة والخدمات ” حيث صرح:
“مؤخراً قمنا باعتبار أنفسنا شركة أجهزة وخدمات ورغم أن هذا الوصف كان عاملاً مساعداً في بداية مرحلتنا الانتقالية إلا أننا الآن نحتاج لتطوير الاستراتيجية الخاصة بنا”.
وبدلاً من “الأجهزة والخدمات” ستصبح الإنتاجية هي الفلسفة السائدة في مايكروسوفت حسب تصريح ناديلا:
“سنعيد إحياء الإنتاجية لنتيح لكل شخص وكل منظمة على هذا الكوكب الفرصة لتحقيق المزيد والمزيد وأنظمة التشغيل الخاص بنا تمثل الفرصة الأكبر خصوصاً وأننا نعمل من مركز قوة”.
تعاني مايكروسوفت في الفترة الأخيرة من أجل إيجاد مهمة أو هدف جديد لها بعد أن تم تحقيق الهدف السابق والذي كان عنوانه “توفير حاسوب في كل مكتب وفي كل منزل”، ولهذا السبب قام ناديلا بطرح المهمة الجديدة لمايكروسوفت بعنوان “التركيز على إعادة إحياء الإنتاجية والمنصات”، ويوضح ناديلا أنه يريد لمايكروسوفت أن تصب اهتمامها على الشخص الذي يستخدم الجهاز بدلاً من أن يكون هدفها إجبار الناس على استخدام منتجاتها:
“سنعيد إحياء الإنتاجية لأولئك الأشخاص الذي يسبحون في بحر من الأجهزة والتطبيقات وشبكات التواصل الاجتماعي، سوف تدور في بالهم أسئلة كثيرة سنجيبهم عليها عبر خدمة Q&A، سوف يتغلبون على مشكلة اللغة ويغيروا العالم وذلك عبر مترجم سكايب”.
ناديلا لا يرغب على الإطلاق بالتخلي عن خطة مايكروسوفت في تصنيع الهاردوير لكن ما يريده هو توظيف وحدات تصنيع الأجهزة من أجل تطوير مجموعات جديدة من الأجهزة، وفي ذلك تشابه كبير مع رؤية شركة جوجل حول مجال تصنيع الهاردوير في شركتها مثل Pixel touchscreen Chromebook.
في الوقت الحالي فإن مهمة نوكيا ستكون بالتركيز على الهواتف بنظام Windows وهو الأمر الذي ذكره ناديلا بشكل صريح:
“سنقوم بكل مسؤولية بتمهيد الطريق أمام Windows Phone والذي هو هدفنا مع أجهزة وخدمات نوكيا”
لا يعد هذا الأمر مفرحاً بالنسبة لل 25000 موظفاً الذين وضعوا على قائمة جدول الرواتب بعد صفقة نوكيا والذين يريدون معرفة فيما إذا كان هناك تسريح للموظفين أم لا.
أخيراً فإن هذه الرؤية على الرغم من أنها تبدو رائعة للغاية إلا أن التحدث عنها شيء وتنفيذها شيء آخر تماماً، فأي شخص أمضى وقتاً كافياً باستخدام تطبيقات مثل Siri الخاص بشركة ابل أو Cortana الخاص بمايكروسوفت يعلم تماماً أنهم لم يقدموا الفائدة المرجوة منهم كما تخيل المصممون.