المحكمة الدستورية الأمريكية: الذكاء الاصطناعي لا يمكنه الاختراع
⬤ رفض مكتب الولايات المتحدة لبراءات الاختراع تسمية الذكاء الاصطناعي كمخترع ضمن طلب براءة اختراع تقدم بها مطور الذكاء الاصطناعي.
⬤ تصعدت القضية لتصل أخيراً إلى المحكمة الدستورية الأمريكية التي أكدت: لا يمكن اعتبار الذكاء الاصطناعي مخترعاً وتسميته في براءات الاختراع.
⬤ اعترض بعض الأكاديميين على القرار بحجة أنه يهدد القدرة التنافسية للولايات المتحدة ويقف في وجه الاستثمار في مجال الذكاء الاصطناعي.
شهدت الفترة الأخيرة حركة سريعة للذكاء الاصطناعي الذي أصبح يعتبر مؤلفاً وصانع محتوى وحتى محامياً في بعض الأحيان، لكن هل يمكن أن يصبح مخترعاً؟ يبدو أن الجواب هو لا وفقاً للمحكمة الدستورية العليا الأمريكية، حيث أكدت المحكمة قراراً سابقاً بمنع تسجيل براءة اختراع لصالح ذكاء اصطناعي قام بتطويره عالِم حاسوب أمريكي.
بالتفصيل، طلب ستيفن ثيلر، مؤسس شركة Imagination Engines المختصة بتكنولوجيا الشبكات العصبية الاصطناعية المتقدمة، تسجيل براءة اختراع باسم نظام ذكاء اصطناعي قام بتطويره اسمه DABUS (اختصار لـ”جهاز للتمهيد المستقل للوعي الموحد”). إذ يقول ثيلر أن DABUS اخترع نماذج أولية فريدة لحامل مشروبات وأيضاً ضوء للطوارئ تستحق براءة اختراع.
وفقاً لرويترز، رفض الطلب كل من مكتب الولايات المتحدة لبراءات الاختراع والعلامات التجارية وقاضٍ فيدرالي في ولاية فرجينيا على أساس أن DABUS ليس إنساناً. وقضت المحكمة الفيدرالية بأنه لا يمكن إصدار براءات الاختراع إلا للبشر وأنه لا يمكن اعتبار الذكاء الاصطناعي التابع إلى ثيلر مخترعاً وفقاً للقانون. بعدها رفع ثيلر قضيته إلى محكمة الاستئناف الأمريكية للدائرة الفيدرالية العام الماضي، والتي من جهتها أيّدت القرار وأكدت مجدداً أن قانون براءات الاختراع الأمريكي يتطلب أن يكون المخترع بشرياً.
وفي 24 من شهر أبريل الحالي، رفضت المحكمة العليا عقد جلسة استماع لقضية ثيلر على الرغم من إشارته إلى استخدامات الذكاء الاصطناعي العديدة في مجالات مثل الطب اليوم. وأضاف ثيلر أن رفض إعطاء براءات الاختراع للذكاء الاصطناعي “يحد من قدرات نظام براءات الاختراع لدينا، ويحبط تحفيز الابتكار والتقدم التكنولوجي على أكمل وجه.”
مع ذلك، وجد ثيلر مَن يدعمه في المحكمة العليا. حيث قال أستاذ القانون في جامعة هارفارد، لورانس ليسيج، وأكاديميون آخرون إن القرار “يعرّض المليارات من الدولارات من استثمارات حالية ومستقبلية للخطر، ويهدد القدرة التنافسية للولايات المتحدة ويصل إلى نتيجة تتعارض مع نص قانون براءات الاختراع الواضح”.
وفي كفاح آخر لثيلر في سبيل منح الحقوق الإبداعية إلى الذكاء الاصطناعي، رفع ثيلر في شهر يناير الماضي دعوى ضد مكتب حقوق الطبع والنشر في الولايات المتحدة الذي رفض منح حقوق الطبع والنشر لعمل فني أنشأه ثيلر بواسطة DABUS في عام 2012 يُدعى A Recent Entrance to Paradise. إذ لاقى الطلب رفضاً متكرراً لأن العمل افتقر للبصمة البشرية التقليدية.
يذكر أن ثيلر، البالغ 73 عاماً، كان أحد أهم علماء أنظمة تعلم الآلة كما ساهم في عدة اكتشافات برمجية مهمة في العقود الماضية. كما قاد هوس ثيلر بالذكاء الاصطناعي إلى كونه محط تركيز تقرير كبير من صحيفة The Economist باسم “المخترع الذي وقع في غرام الذكاء الاصطناعي” والذي سلط الضوء على آراءه الجدلية حول وعي الذكاء الاصطناعي وخطوط التوازي التي يرسمها بينه وبين البشر.