هل يحتاج الماك إلى مضاد فيروسات؟
هناك الكثير من اللغط حول نظام تشغيل الماك وقوته أمام الفيروسات التي تستهدف الأنظمة الأخرى، حتى أنّ البعض يعتقد أن جهاز الماك لا تصيبه الفيروسات وبالتالي لا يحتاج الماك إلى مضاد فيروسات لإيقافها من الأساس، لكن هل هذا حقيقي فعلًا؟
في تقرير طويل على موقع كمبيوتر وورلد، تحدّثت الكاتبة «كارين هاسلام» حول هذه القصة باستفاضة، وخاصةً المخاطر التي تواجه مستخدمي نظام الماك، ومميزات وعيوب برامج مضادات الفيروسات على الماك.
تاريخ الماك مع الحماية
على مرّ السنين عُرف عن نظام تشغيل الماك من أبل على أنّه محمي جيدًا لعدة أسباب، لكن في الأعوام القليلة الماضية تغيّر هذا المعتقد بنسبة كبيرة، لدرجة أن أحد التقارير وصف الزيادة في تهديدات الماك في 2019 بالهائلة، حيث زادت بنسبة 400 في المائة مقارنةً بعام 2018.
المُثير للاهتمام في هذا التقرير المقارنة التي عقدها بين التهديدات لنظام الماك من جهة ونظام ويندوز من جهة أخرى، فلم تُصبح تهديدات الماك تُضاهي ويندوز فحسب، بل أصبحت أكثر منها أيضًا.
هل التهديد يعني الاختراق؟
بالطبع لا، لذلك إذا كنت تستخدم الماك لا تبدأ بالذعر الآن، فهناك العديد من التدابير الأمنية التي وضعتها أبل في نظام الماك ومُفترض أن تحمي مستخدمي النظام من تلك التهديدات، ومن المميزات الأمنية التي وضعتها أبل في نظام الماك والتي تجعلك تطمئن نوعًا ما Gatekeeper الذي يمنع النظام من تثبيت البرامج التي لم توافق عليها أبل رقميًا، دون الحصول على موافقتك أنت، وهو شيء يُشبه حماية نظام اندرويد عندما تحاول تنزيل تطبيقات من خارج متجر جوجل بلاي.
لكن هذه البرامج ليست الخطر في الوقت الحالي، بل فيروسات الإعلانات التي تملأ شاشة الماك بالإعلانات المنبثقة، ويشير خبراء الحماية إن نُظم الحماية في الماك ليست قوية بما يكفي لقمع هذه الفيروسات.
وعادةً ما تنتشر تلك الإعلانات بسبب تثبيت برامج التنظيف مثل MacBooster وMacKeeper – نفس أنواع البرامج تنتشر على ويندوز بالمناسبة – ولكن مع السمعة السيئة التي بدأت تلك التطبيقات باكتسابها في السنوات الأخيرة، انخفضت نسبة فيروسات الإعلانات المنبثقة في 2019 مقارنةً بعام 2018.
ومع ذلك، لا تزال هناك بعض المخاطر والتهديدات الأخرى، مثل البرامج التي تستهدف العملات المشفرة كعملة بيتكوين، وهجمات التصيّد بالبريد الإلكتروني، والإعلانات التي تخترق متصفح الويب، وغيرها من التهديدات.
اقرأ أيضًا: كيفية التحويل من ويندوز إلى ماك بسهولة
السؤال المهم هنا، لماذا زادت التهديدات على الماك في الآونة الأخيرة؟
والإجابة بسيطة ولا تحتاج إلى تفكير طويل، فالنظام أصبح أكثر شهرة من أي وقت مضى، ومبيعات الماك بوك بمختلف أنواعه وإصداراته تزيد بالملايين كل عام وفقًا للتقارير المالية التي تنشرها أبل سنويًا.
كيف تحمي أبل نظام الماك من الفيروسات؟
كما ذكرنا في السطور السابقة، تبذل أبل جهودًا كبيرة في حمايتك من الفيروسات والبرامج الضارة، وتجعل من المستحيل تقريبًا تنزيلها على جهازك في المقام الأول، ناهيك عن تثبيتها عليه. فلن تتمكن مثلًا من فتح أي ملف قبل أن يتحقق منه النظام ويقارنه بقائمة البرامج الضارة، وحتى لو لم يكن به أي ضرر فإن النظام لن يسمح لك بفتحه بشكل طبيعي إذا لم يكن من مطور معتمد لدى أبل.
ويتم هذا الأمر بواسطة أداة الحماية Xprotect التي تعمل في الخلفية في هدوء ولا تتطلب أي إعدادات من المستخدم، ومن خلالها تملك أبل قائمة بالبرمجيات الضارة التي تعمل على تحديثها تلقائيًا باستمرار، وكل هذا دون أن تعيق سرعة أداء جهاز الماك.
المميزات الأمنية في macOS Catalina
عندما تم إطلاق تحديث كاتالينا في أكتوبر من عام 2019، أضافت أبل العديد من مميزات الأمان والخصوصية الجديدة، حيث أصبح على التطبيقات الحصول على موافقة المستخدم أولًا قبل الوصول إلى أي صلاحيات إضافية، مثل مكان حفظ الملفات.
كما أصبح نظام macOS يُخزّن على وحدة تخزين منفصلة، وهذا يعني أن جميع ملفات النظام المهمة منفصلة تمامًا وبالتالي يصعب الوصول إليها، كما يعني أنه لا يمكن لأي تطبيق ضار الوصول إلى ملفات النظام الخاص بك وإحداث الضرر.
وكذلك إذا حاولت استخدام كلمة مرور ضعيفة سيظهر لك تنبيه بتغييرها إلى كلمة مرور أقوى، وهنا قائمة بالمزيد من هذه التحسينات الأمنية:
- يفحص Gatekeeper جميع التطبيقات بحثًا عن مشكلات أمنية معروفة.
- يجب أن تحصل جميع التطبيقات على إذن قبل الوصول إلى مستندات المستخدم.
- يمكن الموافقة بواسطة ساعة أبل واتش.
- ميزة Activation Lock على جميع أجهزة الماك مع رقاقة T2، ويعني هذا أنّك تستطيع إغلاق جهاز الماك خاصتك عن بعد.
- يمكن لتطبيق Find My إرسال موقع الماك المسروق أو المفقود إلى صاحبه الأصلي.
- يمكنك حظر أي مُرسل في البريد الإلكتروني بسهولة من خلال نقرة واحدة فقط.
هذا بالطبع إضافةً إلى التحسينات الأمنية العديدة التي حلّت مع macOS Mojave قبلها بعام في 2018، لكن كل هذه المميزات الأمنية لا تكون كافية أحيانًا في مواجهة بعض البرامج الضارة. وهناك بعض الحالات التي تم فيها تثبيت برنامج ضار من مطور غير معتمد وتجاوز نظام Gatekeeper الأمني، مثل ما حدث مع OSX / CrescentCore واستغرق الأمر أيام من أبل لاكتشاف الأمر.
ولهذا السبب بالذات تحرص أبل دومًا على إصدار التحديثات الأمنية إلى النظام، كما تملك فريق الأبحاث الأمني الخاص بها، لكن هذا الأمر غير كافي وتعتمد الشركة كثيرًا على الباحثين الأمنيين والمستخدمين المستقلين في اكتشاف الأخطاء والإبلاغ عنها مقابل جوائز أحيانًا.
اقرأ أيضًا: ستيم تُنهي دعم الماك على SteamVR للتركيز على ويندوز
لكن بعد كل هذا، هل يحتاج الماك إلى مضاد فيروسات؟ شخصيًا أعتقد أن هناك بعض الخطوات التي يمكن لأي مستخدم القيام بها للحافظ على جهازه ونظامه آمنين من الفيروسات والبرامج الضارة، وتشمل:
تحديث النظام باستمرار
رغم أن أبل عادةً ما تُطلق التحديثات بشكل تلقائي على أجهزة الماك ننصحك بالحصول على التحديثات في أسرع وقت ممكن، وألّا تؤخرها للتحميل في وقت لاحق، على أقل تقدير في نفس اليوم.
قد تسأل نفسك الآن، كيف يمكنني تحميل آخر التحديثات على النظام بسهولة؟ والإجابة في الخطوات التالية:
- 1. افتح تفضيلات النظام
- 2. اضغط على تحديث النظام
- 3. قم بتفعيل المؤشر إلى جانب التحديث التلقائي (Automatically keep my Mac up to date)
لا تتصل بشبكات الواي فاي العامة
قد يبدو مغريًا الاتصال إلى شبكات الواي فاي في المقهى أو مركز التسوق التجاري والحفاظ على باقة الإنترنت من النفاذ، لكن إذا كنت تبحث عن أمن بياناتك ونظامك يجب أن تبتعد دومًا عن استخدام الشبكات العامة، فإذا صادفت وجود أحد المخترقين على نفس الشبكة قد يتسلل إلى جهازك بسهولة.
تجنّب رسائل التصيّد عبر البريد الإلكتروني
ربما يكون من الصعب جدًا أن تقع ضحية أحد رسائل التصيّد في 2020، لكن للأسف تطورت تلك الرسائل حتى أصبحت تُشبه الحقيقية كثيرًا.
إن وصلتك رسالة من أمازون أو باي بال أو فيسبوك أو حتى البنك الخاص بك، تأكّد أولًا من عنوان البريد الإلكتروني للمرسل، ويجب أن يحتوي على نفس نطاق الجهة المُرسل منها، فإذا كانت الرسالة من فيسبوك يجب أن يكون عنوان البريد مثلًا no-reply@facebook.com، وهكذا.
اقرأ أيضًا: لا تُحدّث نظام ماك إلى نسخة كاتالينا MacOS إذا كنت مستخدمًا لفوتوشوب أو لايت روم!
هل يحتاج الماك مضاد فيروسات؟
بكل أمانة لا أعتقد أنك تحتاج إلى شراء برنامج للحماية من الفيروسات على أجهزة الماك – لا تستخدم المجانية أبدًا – وأن المميزات التي وضعتها أبل في النظام كافية تمامًا لتنعم بالحماية اللازمة، أو على الأقل تمنحك أعلى مستوى من الحماية، فلا توجد حماية بنسبة 100%.