القطاع الرياضي يستثمر أكثر من 6 مليارات دولار في الذكاء الاصطناعي
⬤ من المتوقع أن تصل عائدات استخدام الذكاء الاصطناعي في الرياضة إلى 21 مليار دولار في 2029.
⬤ ينمو استخدام الذكاء الاصطناعي في الرياضة بشكل متسارع بما يشمل كرة القدم والسباقات وسواها.
⬤ تتراوح الاستخدامات من أرض الملعب وجمع البيانات وحتى التفاعل مع الجمهور وتحسين تجارب العرض لهم.
تحقق ثورة الذكاء الاصطناعي (AI) خطوات كبيرة في عالم الرياضة، حيث تعمل على تحويل جوانب مختلفة من الصناعة، بدءً من تحليلات اللاعبين وحتى تنمية العائدات. ولا يعود هذا التقدم التكنولوجي بالنفع على المنظمات الرياضية فحسب، بل يوفر كذلك مجالاً متكافئاً لمطوري التطبيقات ويساهم في النشاط الاقتصادي العام.
وفقاً لبيانات من شركة Mordor Intelligence، من المتوقع أن يشهد الذكاء الاصطناعي في سوق الرياضة نمواً كبيراً، ليصل إلى ما يقرب من 21 مليار دولار في عام 2029، بعدما كان 5.93 مليار دولار في عام 2024، بمعدل سنوي مركب يبلغ حوالي 30%.
يعود هذا النمو إلى العديد من تطبيقات الذكاء الاصطناعي المستخدمة بالفعل في الصناعة، مثل التخصيص القائم على الذكاء الاصطناعي في تطبيق الدوري الألماني، والذي أدى إلى زيادة بنسبة 17% في وقت المشاهدة ومتوسط جلسات إضافية بنسبة 23% لكل مستخدم.
يلعب الذكاء الاصطناعي دوراً محورياً في تعزيز مشاركة المشجعين، وهو أمر بالغ الأهمية بالنسبة للمنظمات الرياضية لجذب المشجعين مدى الحياة وتأمين الدخل المستدام. ويوضح سيمون تشادويك، أستاذ الرياضة والاقتصاد الجيوسياسي في كلية سكيما للأعمال في باريس، أن المشاركة هي عملية سلوكية معرفية تتطلب من المنظمات الرياضية فهم التفاعل بين الدوافع، والتصورات، والمواقف، والسلوكيات. يساعد الذكاء الاصطناعي المؤسسات الرياضية على تحقيق أهدافهم من خلال توفير رؤى حول تفضيلات المشجعين وأنماط سلوكهم، مما يمكنهم من تصميم عروضهم وفقاً لذلك.
بالإضافة إلى مشاركة المعجبين، يعمل الذكاء الاصطناعي كذلك على تحسين أداء اللاعب من خلال توفير تحليلات مفصلة. على سبيل المثال، في الفورمولا وان، تستخدم Amazon Web Services 300 جهاز استشعار في كل سيارة سباق لتوليد أكثر من 1.1 مليون نقطة بيانات في الثانية. تساعد هذه النقاط الفرق على إجراء عمليات محاكاة ديناميكية هوائية لتطوير سيارات الجيل التالي، وبفضلها تصبح أسرع بنسبة تصل إلى 70%.
على صعيد آخر، يعمل الذكاء الاصطناعي على خلق فرص عمل جديدة ودعم المطورين الذين يقومون بإنشاء تطبيقات تساعد في التحليلات، والمشاركة، والأداء. قد يتعاظم الخوف من فقدان الأشخاص لوظائفهم بسبب الذكاء الاصطناعي، لكن الأمر مختلف في هذه الحالة. فالتكنولوجيا تخلق أيضاً أدواراً جديدة، خاصة داخل المنظمات الرياضية.
يقول مليح مراد، مدير الأبحاث المساعد في مؤسسة البيانات الدولية، إن الذكاء الاصطناعي لن يأخذ الوظائف، بل سيخلق فرص عمل لمهارات جديدة. كما يجب أن يكون لدى المنظمات الرياضية برامج تحويل وظيفي، لضمان تحسين مهارات موظفيها أو إعادة بناء مهاراتهم للاستفادة من هذه التقنيات بشكل أكثر فعالية.
بالنسبة للمطورين، تكمن الفرصة في التقنيات البديلة التي تتتبع الإحصائيات وتحلل البيانات، والتي من المرجح أن تكون أكثر فعالية من حيث التكلفة من المعدات التقليدية باهظة الثمن. ويتم بالفعل استخدام الهواتف الذكية، على وجه الخصوص، في مباريات التنس لهذا الغرض. من جانبه، يوضح سوبنيل ساهاي، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة SwingVision، أن استخدام الهواتف الذكية لتتبع التطابقات البيانية أكثر دقة وفعالية من حيث التكلفة من الأنظمة التقليدية مثل Hawk-Eye. ومن المتوقع أن تستمر صناعة الرياضة في اعتماد تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي الجديدة، حيث لا يزال السوق شاباً ومتطوراً.
في حين أن هناك طفرة مضاربة مبكرة في استثمارات الذكاء الاصطناعي الرياضي، إلا أن الطريقة الدقيقة التي ستحتضن بها الرياضة وتتشكل من خلال الذكاء الاصطناعي لا يزال يتعين رؤيتها. ومع ذلك، لا يمكن إنكار إمكانات الذكاء الاصطناعي في صناعة الرياضة، ومن المحتمل أن يغير هذا العلم طريقة ممارسة الألعاب الرياضية، وتحليلها، وتشجيعها.