ما هو الفرق بين دقة الفيديو وجودته؟ وهل الفيديو ذو الدقة الأعلى أفضل دائماً؟
الفرق بين دقة الفيديو وجودته , عندما يتم الحديث عن الفيديو الرقمي، فمن المتعارف عليه أن الدقة هي العامل الأساسي المستخدم لتقدير كم هو الفيديو جيد ومشابه للمادة الحقيقية المصورة، حيث من المتعارف عليه أن الفيديو ذو دقة 4K مثلاً أفضل من الفيديو ذي دقة 1080p أو 720p. لكن ومع أن الفيديوهات ذات الدقة الأعلى تميل لأن تكون أفضل في معظم الحالات، فالأمر ليس دائماً كذلك بل أنه مضلل حتى في بعض الحالات، ففيديو بدقة 1080p لكن بجودة عالية أفضل بكثير من فيديو بدقة 4K لكنه يعاني من التشوش و”البكسلة” مثلاً.
في هذا الموضوع سنفرق بين الدقة والجودة الخاصة بالفيديو (والأمر مشابه للصور في الواقع) وسنوضح مفهوم كل منهما ولماذا لا يمكن الاعتماد على الدقة وحدها كمعيار لتقييم الفيديو.
ماذا تعني دقة الفيديو (Video Resolution)؟
يتكون الفيديو الرقمي كما الصور عادة من نقاط صغيرة جداً تسمى بكسلات، والبكسل هو أصغر واحدة في الصور والفيديو، فهو مجرد نقطة واحدة مضيئة بلون محدد، وباجتماعها مع النقاط الباقية تصنع الصورة التي تراها على الشاشة.
عند الحديث عن دقة 1080p فهي تعني أن كل إطار (صورة مفردة من الفيديو) مكونة من 1080×1920 بكسلاً، أي حوالي مليوني بكسل بالمجمل. فيما أن دقة 4K مثلاً هي 2160×3840 وتساوي تقريباً 8 ملايين بكسل مما يجعلها تتضمن عدد بكسلات أكبر بأربعة أضعاف من دقة 1080p مثلاً، وأكبر بـ 9 مرات من دقة 720p.
بالنتيجة تتيح خيارات دقة الفيديو الأعلى كمية أكبر من التفاصيل وتتيح عرض الصور والفيديو بوضوح أعلى على الشاشات الكبيرة. ومع أن الدقة الأعلى تعني تفاصيل أكثر من حيث المبدأ على الأقل، فالارتباط ليس دائماً وبالأخص عندما نتحدث عن الفيديو الرقمي لأن كل الفيديو الذي نشاهده رقمياً هو فيديو مضغوط بالضرورة.
المشكلة هي أن معايير ضغط الفيديو تختلف بشكل كبير في الواقع، ومن الممكن لمقطعي فيديو بنفس الدقة أن يمتلكا حجماً مختلفاً لأن أحدهما مضغوط أكثر من الآخر وبالتالي فهو يمتلك جودة أقل.
اقرأ أيضاً: تثبيت الفيديو ما الفرق بين التثبيت الرقمي والبصري للفيديو؟
ما هو ضغط الفيديو وما مبدؤه الأساسي؟
للأسف لا مجال للخوض في ضغط الفيديو ضمن فقرة من مقال واحد، فهو موضوع شديد التعقيد وواسع كفاية إذا شرح بشكل مسهب. لكن هنا سنحاول شرح ما نحتاجه فقط للتفرقة بين مفهومي الدقة والجودة.
مع كون الفيديو الخام ذا حجم هائل جداً فتخزينه بحالته تلك صعب للغاية، لذا عادة ما يتعرض الفيديو لنوعين أساسيين من الضغط لتخفيض حجمه ليصبح قابلاً للتخزين أو البث بشكل أسهل. ويعرف ضغط الفيديو بأنه ضغط تدميري، أي أن هناك فقداناً للجودة عند تطبيقه، ولا يمكن استعادة الجودة الأصلية أبداً من الفيديو المضغوط. لذا عادة ما يكون هناك موازنة ما بين الحجم والجودة، حيث من المقبول فقدان بعض التفاصيل القليلة إن كان مقدار الحجم الذي يتم توفيره كبيراً كفاية.
دون الخوض كثيراً في التفاصيل، هناك في الواقع عدة معايير مختلفة لضغط الفيديو الرقمي اليوم، وأكثرها شيوعاً حالياً هي h.264 وh.265، مع كون الأخير أكثر فعالية بتوفير المساحة مع الاحتفاظ بالجودة، لكنه لا يزال حديث العهد نسبياً ومحدود الاستخدام ولو أنه في توسع مستمر منذ إصداره.
عندما يتعرض الفيديو للضغط فالغرض الأساسي لذلك هو تخفيض معدل البت الخاص به (حجم البيانات لكل ثانية من الفيديو) لكن المشكلة هي أن هذا المعدل مرتبط بالجودة تماماً، فكلما كان المعدل أدنى كانت المعلومات المحتفظ بها من الفيديو الأصلي أقل وسيكون الفيديو الناتج أكثر تشويشاً وأقل جودة من سواه.
اقرأ أيضاً: تريد شراء كمبيوتر للمونتاج وتعديل الفيديو؟ اقرأ هذا الدليل أولًا
بطبيعة الحال تتطلب خيارات الدقة الأعلى معدلات بت أكبر لأن التفاصيل الأصلية أكثر، لكن من العادي جداً أن يمتلك فيديو ذو دقة عالية معدل بت منخفض وأدنى من فيديو آخر ذي دقة أدنى. وفي هذه الحالة سيكون الفيديو ذو الدقة الأدنى يمتلك جودة أعلى بوضوح من الآخر ولو أنه يعرض هذه الجودة ضمن حيز أدنى من البكسلات.
بالطبع ونتيجة وجود عدة معايير مختلفة للضغط، فمن غير المناسب الاعتماد على معدل البت كمعيار وحيد للجودة، ففيديوهان مع نفس معدل البت لكت مرمز مختلف سيمتلكان جودة مختلفة في الواقع. لكن ما يهمنا هنا هو أن الأمر ليس تابعاً بالضرورة لدقة الفيديو بل من الممكن أن تكون الجودة مستقلة تماماً.
أين يمكن ملاحظة الفرق في جودة الفيديو؟
في حال كنت قد شاهدت محتوى فيديو من مواقع القرصنة والمحتوى المسروق، فأنت قد شاهدت فيديوهات منخفضة الجودة دون شك، فحتى مع تقديم دقة عالية مثل 1080p او حتى 4K تعمل هذه المواقع على ضغط محتواها بشكل شديد يضحي بالجودة بشكل هائل لأن المساحة الأدنى تعني أن بث المحتوى يكلفهم أقل لإيصاله للمستخدمين.
بالطبع تقوم جميع المواقع المختلفة بضغط الفيديو الرقمي لتحسين تجربة مشاهدته عبر الإنترنت، لكن معايير الضغط غير متكافئة حقاً، وما تشاهده على YouTube أو Netflix مثلاً سيكون أعلى جودة من ذلك المتاح على منصات القرصنة ولو كانت مواقع القرصنة تقدم دقة أعلى اسمياً.