ما هو الفرق بين الشاشات والتلفزيونات؟ وهل لا يزال هناك أي فرق حقيقي اليوم؟
عندما كانت شاشات المدفع الإلكترونية الكبيرة هي المسيطرة على المجال قبل أكثر من عقد من الزمن، كانت الفروق بيت الشاشات والتلفزيونات واضحة للغاية للجميع. إذ كانت شاشات الحواسيب غير متوافقة أبداً مع البث التلفزيوني، ولم تكن التلفزيونات قابلة للاستخدام كشاشات للحواسيب أيضاً (في معظم الحالات على الأقل). لكن الأمور بدأت بالتغير في السنوات الأخيرة مع انتشار شاشات LCD ومن ثم OLED مما جعل الفارق بين الشاشات والتلفزيونات يتقلص بشكل كبير مع الوقت.
اليوم باتت كلمة “شاشة” مستخدمة على نطاق واسع سواء لشاشات الحواسيب أو التلفزيونات على حد سواء، ومع كون التلفزيونات اليوم قابلة للوصل مع الحواسيب واستخدامها للعرض، بات الكثير من الأشخاص لا يميزون أبداً بين المفهومين، لذا وفي هذا الموضوع سنركز على النقاط الأساسية التي لا تزال تشكل فارقاً حقيقياً ومحسوساً بين الشاشات والتلفزيونات.
القدرة على استقبال البث التلفزيوني
ربما تعد هذه الميزة هي أهم أمر موجود في تلفزيونات اليوم، حيث لا تزال التلفزيونات تصمم لتتمكن من استقبال البث التلفزيوني الأرضي. ومع أن هذا النوع من البث بات في طريقه للانقراض في معظم الأماكن حول العالم بسبب انتشار البث عبر الأقمار الصناعية أو الكوابل أو حتى البث عبر الإنترنت، فدعم البث المحلي لا يزال معيار تمييز أساسي إذ أن أي شاشة تمتلكه هي تلفزيون بالضرورة.
اقرأ أيضاً : كيف تختار أفضل شاشة لابتوب ممكنة؟
القدرة على إخراج الصوت
عادة ما تصمم التلفزيونات لتكون وحدات تقنية مستقلة قدر الإمكان، فهي تأتي مع مكبرات صوت داخلية مضمنة معها على أي حال، فيما أن الشاشات تصمم لتعمل ضمن نظام حاسوبي متكامل ولا تدعم إخراج الصوت عادة. ومع أن الفترة الأخيرة شهدت ظهور تلفزيونات لا تستطيع إخراج الصوت أو شاشات تمتلك مكبرات صوت مدمجة، لا يزال هذا الفرق منتشراً بشكل كبير اليوم.
معدل تحديث الشاشة
في الحالة الافتراضية والفئات الدنيا عموماً عادة ما تدعم الشاشات والتلفزيونات معدل تحديث شاشة هو 60 هرتز فقط، وهذا يعني القدرة على عرض 60 إطاراً في الثانية كحد أقصى. لكن ومع الاتجاه الأخير نحو معدلات تحديث أعلى وبالأخص للألعاب بات هناك تركيز متزايد على معدل تحديث الشاشة.
عموماً هناك تلفزيونات تدعم معدلات تحديث شاشة أعلى من المعتاد مثل 90 أو 120 هرتز، لكن شاشات الحواسيب باتت في مجالات أكبر حتى مع وصولها إلى حدود 360 هرتز حتى.
اقرأ أيضاً : كيف يمكنك إظهار معدل الإطارات في الثانية (FPS) على الشاشة أثناء اللعب
سرعة استجابة البكسل
تعبر هذه القيمة عن الوقت المنقضي بين توجيه الأمر للبكسل لتغيير اللون أو الإضاءة وتنفيذه لهذا الأمر. ومع أن هذه القيمة لا تبدو مهمة للكثيرين، فهي تلعب دوراً أساسياً في بعض الاستخدامات المخصصة.
بالنسبة للبث التلفزيوني لا توجد أهمية حقيقية لوقت استجابة البكسل، فبث الفيديو يستمر بالشكل المطلوب على أي حال دون أن يتأثر بتأخير صغير بأجزاء من الثانية فقط، لكن في الحواسيب تختلف الأمور حيث أن وقت استجابة البكسل يجب أن يكون أقصر ما يمكن لضمان سلاسة أكبر عند القيام بالمهام التفاعلية أو عند اللعب مثلاً حيث كل جزء من الثانية له تأثير على سرعة اتخاذ القرار.
تقنية العرض المستخدمة
مع خروج شاشات المدفع الإلكتروني من السوق بشكل كامل، وانعدام وجود شاشات البلازما اليوم، فقد بات هناك تقنيتا عرض أساسيتان مستخدمتان اليوم: LCD وOLED. بشكل سريع تمتلك كل من التقنيتين ميزاتها وعيوبها، حيث أن شاشات OLED تمتلك مستويات تباين لا تضاهى مع لون أسود حقيقي، لكنها عمرها التشغيلي أقصر بسبب مشاكل احتراق الشاشة. بالمقابل تمتلك شاشات LCD استجابة أسرع وعمراً أطول بكثير، لكنها لا تمتلك نفس التباين وجودة الألوان لشاشات OLED.
عادة ما تكون تقنية LCD هي الأكثر استخداماً سواء في التلفزيونات أو الشاشات، لكن في السنوات الأخيرة باتت الكثير من التلفزيونات تستخدم شاشات OLED، فيما أن الأمر محدود أكثر في عالم الشاشات لأن عرض الحواسيب يتضمن الكثير من العناصر الثابتة التي ستقود إلى ظهور مشاكل شاشات OLED أسرع بكثير من العرض التلفزيوني.
نمط الألوان المستخدم
عادة ما تميل التلفزيونات اليوم لاستخدام ألوان أكثر وضوحاً وحيوية وبشكل مبالغ به أحياناً، حيث أن الألوان الأكثر حيوية تقدم تجربة عرض أفضل للمسلسلات والأفلام ومحتوى الفيديو عموماً. لكن بالنسبة للحواسيب فدقة الألوان وواقعيتها أكثر أهمية لأن الحواسيب تستخدم للعديد من المهام الحساسة لدقة الألوان مثل التصميم والمونتاج وسواه. وبالمقارنة عادة ما تميل ألوان الشاشات لأن تكون أقل تركيزاً وحيوية من تلك الخاصة بالتلفزيونات.
دعم تقنيات مثل G-Sync وFreeSync
كل من تقنيتي G-Sync وFreeSync متماثلتان إلى حد بعيد من حيث طريقة العمل: الشاشة لا تمتلك معدل تحديث ثابت، بل أنها تستطيع التأقلم مع معدل الإطارات المقدم لها طالما أن معدل الإطارات ضمن مداها المدعوم. هذا الأمر مفيد للغاية لشاشات الحواسيب وبالأخص للألعاب حيث يمكن أن يتغير معدل الإطارات طوال الوقت ودعم هذا التغير مفيد للغاية لمنع مشاكل مثل تمزق الإطارات أو فقدانها مثلاً.
بالمقابل لا تكترث التلفزيونات أصلاً لهذا النوع من المشاكل لسبب بسيط: عادة ما يأتي البث التلفزيوني وبث الفيديو عموماً مع معدل إطارات ثابت، ولا فائدة من إضافة ميزات مكلفة كهذه للتلفزيونات، فيما أنها تضاف إلى الشاشات الباهظة وبالأخص تلك ذات معدلات التحديث العالية مثل 144 هرتز وما فوق.
بالمحصلة تمتلك الشاشات والتلفزيونات اليوم نقاطاً مشتركة أكثر بكثير من الماضي، ومن الممكن أن تنتهي الفوارق الحالية لاحقاً حتى. لكن وفي الوقت الحالي على الأقل يبدو أن هذه الفروقات موجودة ومستمرة رغم قلة تأثيرها على تجربة الاستخدام العام.