الصين والولايات المتحدة يتفقان: بالأسلحة النووية تحت تحكم البشر حصراً
⬤ لطالما تناول الخيال العلمي فكرة الكوارث المنهية للعالم التي يسببها تحكم الذكاء الاصطناعي بأسلحة الدمار الشامل.
⬤ قبل أيام أسفر لقاء الرئيسين الصيني والأمريكي عن اتفاق يقضي بمنع هذا المستقبل وحصر الأسلحة النووية بالبشر.
⬤ تزايد اعتماد الذكاء الاصطناعي في المجال الدفاعي بشدة مؤخراً، وبالأخص الأسلحة ذاتية التوجيه والاستهداف.
وفق تصريح صدر عن البيت الأبيض الأمريكي، التقى رئيسا أكبر اقتصادين في العالم، الولايات المتحدة والصين، يوم السبت الماضي، وتمخض عن لقائهما اتفاق هو الأول من نوعه: البشر يجب أن يكونوا الوحيدين المخولين باتخاذ قرار استخدام الأسلحة النووية، وليس الذكاء الاصطناعي.
وفق البيان الصحفي: «أكد القائدان على الحاجة للحفاظ على سيطرة البشر على قرارات استخدام الأسلحة النووية. كما أكد القائدان على الحاجة للتمعن العميق في الأخطار المحتملة، وبالتالي تطوير تقنية الذكاء الاصطناعي في المجال العسكري بشكل حكيم ومسؤول.»
من ناحيتها، أصدرت الحكومة الصينية ملخصاً للقاء القائدين كذلك، وكان الملخص الصيني متطابقاً فعلياً مع التصريح الأمريكي، ويؤكد على نفس النقاط الهامة بحصر قرارات استخدام الأسلحة النووية بالبشر.
يأتي الاتفاق الأمريكي الصيني على خلفية قلق عالمي متزايد من استخدام الذكاء الاصطناعي في العديد من المجالات الحساسة، وبالأخص النواحي العسكرية التي لطالما توقع العلماء في الماضي أنها قد تشكل المزيج الأخطر حال إدخال الذكاء الاصطناعي إليها.
عبر العقود، تناولت العديد من القصص وسلاسل الخيال العلمي ناحية إدخال الذكاء الاصطناعي في المجال العسكري. إذا تكثر قصص ما بعد الكارثة التي تبدأ بافتراض أن ذكاءً اصطناعياً ما أخطأ أو حتى تمرد على البشر وأطلق الأسلحة النووية. وبينما يرجح الخبراء أننا لم نصل بعد لامتلاك نماذج ذكاء اصطناعي يمكن اعتمادها حقاً للتحكم بهذا النوع من النواحي الحساسة، فالتقنية تتسارع باستمرار مؤخراً.
عبر العامين الماضيين، شهد العالم دخولاً غير مسبوق للذكاء الاصطناعي إلى القطاع العسكري. إذ بدأ تطوير العديد من الطائرات المسيرة (الدرونات) والروبوتات القادرة على حمل السلاح لتكون ذاتية الحركة. وحتى أن اختبارات سابقة أظهرت أن خوارزميات الذكاء الاصطناعي يمكن أن تتفوق على الجنود البشر بمراحل في حال المواجهة. وبالطبع أدى الأمر إلى تزايد في القلق العالمي من النتائج الممكنة على أشكال الصراعات الحالية، ولا شك بأنه بدا معتاداً أكثر من اللازم للكثير من متابعي القصص التي تتحدث عن عوالم ما بعد الكارثة.
عموماً، من غير الواضح إن كان التصريح الأمريكي الصيني المشترك سيفضي إلى المزيد من المحادثات أو ربما اتفاقيات عالمية في المجال. لكن التصريح المشترك هو الأول من نوعه بين البلدين بتناول موضوعين عاليي الحساسية والخصوصية بينهما: الأسلحة النووية، والذكاء الاصطناعي.