الصين تمهل عمالقتها التقنية 3 أشهر لـ «تصحيح خوارزمياتها» وإلا
⬤ أعطت الحكومة الصينية لشركاتها التقنية مهلة 3 أشهر لتقوم بمراجعة وتصحيح خوارزمياتها الأساسية.
⬤ الهدف المعلن هو منع «حجرات الصدى»، وتقليل الإدمان الرقمي، وترويج «المحتوى الصحي» للمستخدمين.
⬤ أنتجت الحملة حالة من القلق كونها استمراراً لما سبق من حد لقدرات عمالقة التقنية الصينية على التوسع.
وفق تقارير أخيرة من الصين، أصدرت الحكومة الصينية إخطاراً مهماً للشركات التقنية العاملة ضمنها لتقوم بمعالجة «المشاكل المعتادة في خوارزمياتها» ضمن حملة جديدة تهدف للحد من قدرات عمالقة التقنية في البلاد. ومن المخطط أن تستمر الحملة الجديدة طوال 3 أشهر تقريباً على أن تنتهي في 14 فبراير 2025.
وفق الإخطار الجديد، على الشركات التقنية في الصين تجنب الخوارزميات التي تصنع «حجرات الصدى» (مساحات رقمية معزولة عادة ما تتضمن أفراداً ذوي آراء متشابهة تعزلهم عن مشاهدة الرأي العام الأوسع). كما تحدث الإخطار عن الخوارزميات التي تسبب الإدمان، أو تسمح بالتلاعب بالعناصر الرائجة والتيارات الجديدة، أو تستغل حقوق العمال المؤقتين.
بالإضافة لما سبق، كان هناك حديث عن تشديد القواعد ضد «التسعير غير العادل للسلع والخدمات» والخصومات الموجهة لفئات معينة فقط، مع تشجيع «المحتوى الصحي» لكل من المسنين والأطفال.
في حال جدية الحكومة الصينية في تطبيق هذه القواعد الجديدة، وحسب مستوى صرامتها، من المتوقع أن تصاب الشركات التقنية الصينية بضرر بالغ حقاً. حيث عادة ما تعتمد هذه الشركات على خوارزميات متقدمة لاقتراح المنشورات أو المنتجات والخدمات. وبينما يسهل القول إن على هذه الخوارزميات أن تراعي نواحٍ معينة مثل حجرات الصدى مثلاً، فالواقع أعقد من ذلك نظراً لكون هذه الخوارزميات عادة ما تعتمد تعلم الآلة لتدريبها، مما يعني أن الشركة نفسها ترى نتائج عمل الخوارزمية وليس طريقة عملها بالضرورة.
بالإضافة لما سبق، سيكون الأمر تحدياً بالأخص لمنصات التواصل الاجتماعي. حيث إن العملة التي تعتمدها هذه المنصات هي اهتمام المستخدمين وبقاؤهم في التطبيق وتفاعلهم معه. وبسبب هذا الهدف الأساسي، عادة ما تصمم منصات التواصل الاجتماعي (وكذلك المتاجر الإلكترونية) لتعزيز إدمان المستخدمين عليها قدر الإمكان.
عموماً، ووفق التقارير، سيكون على شركات التقنية الصينية إجراء تدقيق عميق وإدخال تغييرات على خوارزمياتها المستخدمة خلال الوقت المتبقي من العام الجاري. وفي يناير المقبل، ستبدأ الجهات الحكومية المعنية بالتحقيق بالخوارزميات الجديدة وتقييمها.
يذكر أن المشهد التقني الصيني يمتلك حالة خاصة نظراً لهيمنة عدد من الشركات العملاقة على مختلف جوانبه دون الكثير من المنافسة. وفي السنوات الأخيرة، بدأت هذه الشركات بالتعرض لضغوط متزايدة للتخلي عن أساليب عملها القديمة والتي غالباً ما كانت توصف بكونها احتكارية. حيث تدخلت الحكومة الصينية لمنع بعض الصفقات وإرغام بعض الشركات على فصل أجزاء منها، كما قتلت أحلام الطرح الأولي لأسهم شركة ANT Group التي كان من المنتظر أن تكون أكبر طرح أسهم في البورصة حينها. والآن يبدو أن عمالقة التقنية الصينية على موعد جديد مع المزيد من القيود والتشريعات التي يمكن أن تقيد قدرتهم على الهيمنة المستمرة.