الصين تقول إنها طورت تقنية جديدة ستجعل أسلحة الليزر فعالة للاستخدام
⬤ لطالما كانت أسلحة الليزر حلماً من الخيال العلمي، لكن استخدامها الواقعي كان مخيباً عادة.
⬤ أعلن علماء صينيون عن ابتكارهم نظاماً يسمح بجعل هذه الأسلحة عالية الفعالية وذات استخدام واقعي.
⬤ يرى الخبراء أسلحة الليزر كبديل ممكن أرخص وأكثر فعالية من الصواريخ بسبب أثرها شبه الفوري.
على الرغم من أن أسلحة الليزر لطالما كانت تعتبر المستقبل المنتظر في التقنيات العسكرية، فما تجسد في أفلام الخيال العلمية طوال عقود لم يتبلور إلى واقع حتى الآن. توجد اليوم العديد من نماذج أسلحة الليزر التي تعتمد على كون هذه الأشعة تحمل طاقة كبيرة يمكن أن تكون مدمرة، لكنها تعاني جميعاً من فعالية منخفضة على أرض الواقع.
تكمن واحدة من أهم العوائق أمام استخدام أسلحة الليزر في الواقع بكونها تعاني من الارتفاع الشديد بحرارتها عند التشغيل، وفي حالات الليزر عالي الطاقة المستخدم للأسلحة عادة ما يكون وقت التشغيل دون دقيقة حتى قبل الحاجة للتوقف والتبريد.
يكمن الابتكار الذي تحدث عنه العلماء الصينيون في إيجاد تقنية لتبريد أنظمة إصدار الليزر في الوقت الحقيقي، وبالتالي السماح لهذه الأسلحة بالعمل بلا توقف وبكفاءة عالية.
إذ قال ممثلون من الجامعة الوطنية لتكنولوجيا الدفاع في الصين إنهم طوروا نظام تبريد جديد يسمح للمولدات بإبقاء ليزر عالي الطاقة جاهز للإطلاق “بلا توقف” دون ارتفاع حرارتها. حيث يقوم نظام التبريد بضخ غاز داخل السلاح يتخلص من الحرارة الزائدة ويسمح للأسلحة بإطلاق أشعة ليزر دقيقة دون فقدان طاقة الليزر أو تعطل الأسلحة ولفترة غير محدودة، وذلك وفقاً لصحيفة South China Post.
تم نشر البحث ضمن مجلة Acta Optica Sinica الصادرة باللغة الصينية، وورد فيها: “يمكن [بفعل التقنية] إنتاج حزم عالية الطاقة من الليزر ليس فقط من الثانية الأولى، ولكن أيضاً إلى ما لا نهاية.”
في الطرف الآخر من العالم، تنشغل الولايات المتحدة في محاولة تطوير تقنية مماثلة، وفق المجلة. لكن باءت هذه المحاولات بالفشل إلى حد كبير في أن تتحول لأسلحة سائدة لأنها، كما يشير التقرير، لم تكن مدمرة بما فيه الكفاية. مما قد يعني اختلالاً بموازين سباق التسلح العالمي الحالي.
أشار المسؤول العسكري البريطاني السابق ستيف ويفر إلى أنه إذا كانت أنباء الصين صحيحة، فإنها ستجعل الصين متفوقة على الولايات المتحدة بأكثر من مجال. وكتب ويفر في تغريدة عن الأنباء: “إذا تغلب [العلماء الصينيون] على مشكلات ارتفاع حرارة [أسلحة الليزر] وتعطلها كما يزعمون، فهذا إنجاز كبير بالنظر إلى إخفاقات الولايات المتحدة في هذا المجال.”
تعد أسلحة الليزر بديلاً يُفترض أنه أقل تكلفة من أسلحة إطلاق الصواريخ القديمة لأنها لا تحتاج إلى ذخائر تقليدية كما يمكن استخدامها ضد الأقمار الصناعية حتى، وبالنظر إلى أنها حزم ضوئية أصلاً، فهي تحدث التأثير بشكل مباشر ويصعب الهروب منها أو مناورتها. لكن وبالمقابل تمتلك هذه الأسلحة عيوباً لا يمكن تجاوزها، مثل عدم فعاليتها عند وجود الغيوم بالإضافة لتشتت قدرة الليزر التدميرية في حالة الشوائب المعلقة في الهواء مثلاً.
حتى الآن، لم يتم اثبات قدرات هذا النظام الحديث على أرض الواقع، لذا ادعاءات العلماء الصينيين ليست منيعة عن الشك. فمثل فضيحة “الناقل الخارق” الذي ادعى علماء كوريون اكتشافه وادعى علماء صينيون نجاحهم بتقليده (قبل أن يظهر زيفه) قد يتبين فيما بعد أن كفاءة نظام التبريد هذا ليست كما تدعي الصين.