الصين تدعم شركات صناعة الرقائق المحلية باستثمار 48 مليار دولار أمريكي
⬤ جمعت الصين ما يعادل 47.5 مليار دولار أمريكي لصندوق استثمار وطني لتطوير صناعة أشباه الموصلات في البلاد.
⬤ سبق وأن خصصت الصين عشرات المليارات لتطوير صناعتها المحلية للشرائح الإلكترونية، وكذلك فعلت دول أخرى.
⬤ تأتي الخطوة بالتزامن مع العقوبات الغربية المتزايدة والهادفة لإبقاء الفارق المستمر في تقنيات صنع الشرائح.
أنشأت الصين أكبر صندوق استثمار في أشباه الموصلات على الإطلاق لدفع عجلة تطوير صناعة الرقائق المحلية، وهي محاولة بكين الأخيرة لتحقيق الاكتفاء الذاتي في الوقت الذي تسعى فيه الولايات المتحدة إلى تقويض نمو العملاق الصيني.
وحسبما أفاد موقع “تيان يان تشا”، وهو منصة إلكترونية تجمع معلومات تسجيل الشركات الرسمية، فقد جمعت المرحلة الثالثة لصندوق الاستثمار الوطني الصيني في صناعة الدوائر المتكاملة مبلغ 344 مليار يوان (47.5 مليار دولار أمريكي) من الحكومة المركزية والعديد من البنوك والمؤسسات التابعة للدولة، بما في ذلك البنك الصناعي والتجاري الصيني، وقد تم إدراج العملية في 24 مايو الجاري، وعلى إثر ذلك، قفزت أسهم شركتَي تصنيع الرقائق الصينية الرئيسيتَين؛ SMIC وHua Hong Semiconductor Limited، بنسبة 8.1% و10% توالياً.
أكبر مساهم في الصندوق الجديد هو وزارة المالية الصينية، كما ساهمت شركات استثمار مملوكة لحكومات محلية في بكين وشنجن، والتي لطالما دعمت العديد من مصانع تصنيع الرقائق في مقاطعة غوانغدونغ جنوب الصين في محاولة تحرير شركة HUAWEI من عقوبات الولايات المتحدة التي استمرت لسنوات والتي قطعت عنها إمدادات كبيرة من مكونات أشباه الموصلات المستوردة.
تعكس هذه الخطوة تجدد دفع الصين نحو بناء وتطوير صناعة أشباه الموصلات في البلاد، في ظل تصاعد التوترات مع الجانب الأمريكي الذي يفرض منذ عدة أعوام قيوداً أكبر فأكبر تحد من قدرة العملاق الآسيوي على الوصول للرقائق المتقدمة. حيث حالت دون قدرة الصين على شراء رقائق شركة NVIDIA الأكثر تقدماً، والتي تُستخدم لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى آلات تصنيع الرقائق فائقة التطور من أمثالASML وApplied Materials Inc.
من جانبها، تعتمد الصين منذ فترة طويلة سياسة صناعية أكثر استباقية، هادفة في ذلك إلى تطوير إمكانياتها في مجالات التكنولوجيا الحيوية والسيارات الكهربائية وأشباه الموصلات. وقد حققت خطوات ملموسة في هذا النحو، ولعل آخرها كان تمكن شركة SMIC من تصنيع عقد 5 نانومتر دون الحاجة إلى آلات الأشعة فوق البنفسجية الفائقة (EUV)، وإن كان البعض يعتبر ذلك أشبه بالصناعة الموروثة عن الغرب.