الشركات الصينية تتبنى معياراً جديداً يستبدل USB وHDMI وDisplayPort متفوقاً عليها

⬤ أعلن تجمع شركات تقنية صينية عن معيار GPMI الجديد الذي يستبدل منافذ الفيديو والبيانات العالمية الحالية.

⬤ يتميز GPMI بقدرات نقل بيانات تصل إلى 192 جيجابت/ثانية وتوصيل طاقة حتى 480 واط متفوقاً على أحدث إصدارات USB.

⬤ في حال تبنيه عالمياً، يمكن لهذا المعيار أن يوحد المنافذ بشكل غير مسبوق متجاوزاً المعايير المنتشرة حالياً.

كشفت مجموعة من كبرى شركات التقنية الصينية، بقيادة تحالف Shenzhen 8K UHD Video Industry Cooperation Alliance، عن معيار اتصال سلكي جديد يحمل اسم General Purpose Media Interface (GPMI)، مقدم كحل شامل من الجيل التالي قادر على منافسة المعايير الراسخة مثل HDMI وDisplayPort وUSB4.

يمتاز هذا المعيار بمواصفات تقنية استثنائية، حيث يتوافر بفئتين، تسمح الأولى بسرعة 96 جيجابت في الثانية، مع نقل طاقة قصوى حتى 240 واط، فيما ترتفع القيم في الفئة الثانية إلى سرعة 192 جيجابت في الثانية من النقل (مقابل 40 جيجابت في الثانية كحد أقصى لمعيار USB 4) مع نقل طاقة حتى 480 واط.

كما تم الكشف عن نسخة من معيار GPMI تستخدم منفذ Type-C المعتمد اليوم وتمنح سرعة نقل تصل إلى 96 جيجابت في الثانية، إلى جانب قدرة توصيل طاقة تصل إلى 240 واط، أي ما يعادل الحد الأقصى لمعيار USB Power Delivery 3.1 (EPR)، مع تفوق واضح في معدل البيانات مقارنة مع USB4 الذي يبلغ حده الأقصى 40 جيجابت في الثانية.

معيار جديد يرفع السقف

تظهر المقارنة التالية تفوق GPMI الفني الواضح مقارنة بالمعايير الحالية:

يعتمد معيار GPMI في أدائه العالي على ثمانية قنوات تصل سرعة كل منها إلى 24 جيجابت في الثانية، ما يمنح مرونة فائقة في التكوينات. فيمكن ضبط توزيع القنوات من 8+0 (192 جيجابت للإرسال، 0 للاستقبال) إلى خيارات مثل 7+1 أو 6+2، وحتى 0+8، لتلبية تطبيقات متعددة مثل البث المرئي عالي الجودة أو الألعاب ذات متطلبات الرسوم الكثيفة.

أبعد من السرعة والطاقة

لا يقتصر معيار GPMI على سرعة النقل أو قدرات الطاقة فقط، بل يسعى إلى دمج وظائف متعددة في واجهة واحدة، ما يسهم في تقليل الاعتماد على الكابلات المتعددة. ووفقاً للمطورين، يتمتع المعيار بسبع مزايا رئيسية تشمل النقل المتعدد ثنائي الاتجاه، والتحكم الثنائي، وتوصيل الطاقة العالي، والتوافق البيئي، وسرعة النقل الفائقة، وتنبيه الأجهزة السريع، والأمان الكامل على امتداد السلسلة.

لتوضيح الفكرة، يمكن تخيل جهاز استقبال تلفزيوني حالي يحتاج إلى منفذ HDMI للصوت والصورة، وWi-Fi أو Ethernet للاتصال بالشبكة. أما مع GPMI، يمكن دمج كل هذه الوظائف عبر كابل واحد. علاوة على ذلك، يدعم المعيار ربط عدة أجهزة عبر سلسلة واحدة (Daisy-Chaining)، ويتوافق مع بروتوكول HDMI-CEC للتحكم الموحد في الأجهزة المتصلة عبر جهاز تحكم واحد.

دعم صناعي واسع وآفاق مستقبلية

يحظى GPMI بدعم واسع من داخل الصين، حيث تشارك أكثر من 50 شركة في تطويره ووضع معاييره، من بينها أسماء كبرى مثل TCL، وHisense، وHuawei وذراعها المختص بأشباه الموصلات، HiSilicon. كما حصلت النسخة Type-C من المعيار بالفعل على ترخيص الاستخدام من منظمة منتدى منفذي الناقل التسلسلي العام (USB-IF)، وهو ما من شأنه أن يسهل اعتماده في الأجهزة التي تدعم USB-C.

من المتوقع أن يكون للمعيار تأثير كبير، خاصة في التطبيقات التي تتطلب طاقة عالية ونطاقاً ترددياً واسعاً، مثل ربط الحواسيب المحمولة بوحدات معالجة الرسوميات الخارجية (eGPUs)، حيث يمكن أن يقضي GPMI نظرياً على عنق الزجاجة الحالي في سرعة النقل وقدرة التوصيل بالطاقة.

لكن رغم ذلك، لا يزال GPMI معياراً مستقبلياً في طور التخطيط، حيث ستتم عملية إطلاقه على مراحل، بدءاً من أجهزة الترفيه المنزلي، ثم قطاع السيارات والنقل، وأخيراً التطبيقات الصناعية. وتبقى بعض التفاصيل، مثل الحد الأقصى لطول الكابل المدعوم والجدول الزمني لطرحه في المنتجات الاستهلاكية، غير معلنة بعد. ومن غير المعلوم إلى أي مدى سيصل انتشاره خارج الصين.

مع كل هذه المعطيات، يُعد إعلان GPMI دفعة تقنية كبيرة، تفتح الباب أمام مستقبل قد تتسم فيه الاتصالات بمرونة أكبر وكفاءة أعلى، وتقلل فيه الفوضى الناتجة عن تعدد الكابلات والمعايير. وستتابع الأوساط التقنية هذا التطور عن كثب، لرؤية ما إذا كان GPMI سيحقق ما وعد به.