الرابحين في القطاع التقني 2020 – المجالات التي حققت النجاحات
مع وباء عالمي قيد الاقتصادات العالمية وأجبر عشرات الملايين على العمل من منازلهم لأشهر ممتدة، وأوقف النشاط الاقتصادي في الكثير من المجالات، لا شك بأن عام 2020 لم يكن عاماً عادياً بأي شكل. ومع نهاية هذا العام الذي شهد كماً كبيراً من التأثير السلبي على معظم الأشخاص حول العالم، ربما حان الوقت لتقييمه من حيث النجاحات الكبر وبمقابلها حالات الفشل الشنيع التي أصابت القطاعات المختلفة من المجال التقني.
في هذا الموضوع سنركز على أكبر المجالات والشركات التي استفادت من عام 2020 لتحقق نمواَ هائلاً أو تثبت جدارتها وأهميتها الحقيقية التي ربما لم تكن واضحة سابقاً، فيما سنتناول في موضوع آخر المجالات التقنية التي تأثرت سلباً أو أنها لم تحقق النمو المتوقع في هذه الفترة الصعبة عموماً.
وسط حظر التجول الذي طال الكثير من الأماكن لفترات ممتدة من الزمن وكون الكثيرين بقوا حبيسي منازلهم فعلياً لأشهر فقد كان من المنطقي أن يكون هناك الكثير من الانتصارات التقنية لهذا العام، ولعل أهمها:
التجارة الإلكترونية
مع أن النسبة الأكبر من المتاجر ومراكز التسوق بقيت تعمل خلال فترة الوباء في مختلف الأماكن حول العالم، فقد كان العام الحالي عصيباً عليهم مع المخاوف المستمرة من انتشار العدوى في حال قام الناس بالشراء منها بشكل شخصي، لذا وبالمقابل حققت التجارة الإلكترونية انتصارات كبرى ومعدلات نمو غير مسبوقة على الطلب.
بالطبع فقد كانت التجارة الإلكترونية تتمدد بشكل واضح مستمر على مدار عقدين من الزمن الآن، لكن وباء كوفيد-19 كان دفعة كبيرة لها للأمام وبات الكثير من أشد معارضي التجارة الإلكترونية مستخدمين لها هذا العام.
بالطبع كانت شركة أمازون الأمريكية واحدة من أكبر الفائزين في المجال، وانعكس ذلك بوضوح على سعر أسهمها المستمر بالارتفاع، لكن الحالة كانت عامة وشاملة لمختلف الشركات العاملة بالتجارة الإلكترونية في الواقع.
خدمات التواصل المرئي وبالأخص Zoom
مع الانتقال إلى العمل من المنزل كان من المنطقي أن يتم استبدال الاجتماعات الدورية وحتى المقابلات الشخصية بنظائر إلكترونية لها في الواقع، وبالنتيجة كان هناك طلب استثنائي ومستمر على خدمات التواصل المرئي عبر الإنترنت والتي باتت منتشرة الآن أكثر من أي وقت مضى وبالأخص في القطاع التعليمي الذي انتقل شطر كبير منه للتعليم عن بعد بدلاً من المخاطرة بصحة الطلاب في الصفوف المكتظة.
لكن وبينما كان المجال بكامله فائزاً في هذا العام، لا يمكن تجاهل أن النمو الهائل لتطبيق Zoom كان حالة خاصة إذ نما من تطبيق شبه مجهول لمعظم الأشخاص ليصبح أول ما يخطر بالبال عند الحديث عن الاجتماعات المرئية اليوم ومحولاً مؤسسه إلى واحد من أثرى 100 شخص في العالم حالياً.
مجال الألعاب
مع وجود وقت فراغ متاح أطول بكثير من المعتاد خلال العام الجاري، كان من الطبيعي أن تحقق المنتجات الترفيهية نجاحات هائلة، لكن ومع أن خدمات بث المحتوى عبر الإنترنت قد وسعت من قاعدتها الجماهيرية دون شك، فقد كان النجاح الأكبر من نصيب قطاع الألعاب الذي حقق نمواً غير مسبوق وارتفعت عائداته بشكل هائل.
ففي عام 2020 الجاري يقدر أن عائدات مجال الألعاب ككل قد وصلت إلى 179 مليار دولار، مما جعلها المجال الترفيهي الأكبر دون منازع، فهي أكبر من كامل مجال الرياضة والأفلام معاً والعام الحالي هو نجاح هائل يضاف إلى سنوات من النمو المستمر لهذه الصناعة المزدهرة.
صناعة عتاد الحواسيب وتجميعها
بينما كانت السنوات الماضية سلبية عموماً لصناعة الحواسيب المكتبية والمحمولة عموماً، فقد أعاد وباء كوفيد-19 الحياة للمجال وبقوة مع ارتفاع الطلب بشكل هائل على الحواسيب الجاهزة والعتاد الحاسوبي على حد سواء. حيث أن العمل والدراسة من المنزل قد أرغم الكثيرين على اقتناء حواسيب جديدة سواء لم يكونوا يمتلكون حواسيب مسبقاً أو أنهم يريدون فصل حياتهم الشخصية عن استخدامات العمل ببساطة.
شركات مراكز البيانات ومنصات التعاون عن بعد
مع أن التحول الرقمي كان يجري على قدم وساق منذ زمن بعيد دون شك، فقد بقيت العديد من الشركات والمنظمات وبالأخص الجهات الحكومية تعتمد التعاملات الورقية التقليدية حتى الآن وتتطلب الحضور الشخصي لإجراء العمل، لكن القيود التي فرضها الوباء صعبت من إجراء الأعمال بالشكل التقليدي وبدلاً من ذلك بات من الضروري الانتقال إلى استخدام منصات رقمية تتيح العمل عن بعد.
بالنتيجة بات هناك إقبال هائل على حجز خدمات مراكز البيانات من جهة، ومن ثم الاعتماد على منصات التعاون عن بعد مثل Microsoft Teams وSlack وسواها. حيث شهدت هذه المجالات ازدهاراً كبيراً ونمواً دائماً لن ينعكس حتى بعد انتهاء الوباء لأن إجراء العمل رقمياً أوفر تكلفة وأسهل للإدارة عموماً.
مجال بث المحتوى عبر الإنترنت
بينما كان هناك حالات فشل كبرى هذا العام مثل السقوط المدوي لخدمة Quibi الجديدة، فقد كان الشكل العام لمجال بث المحتوى إيجابياً للغاية نتيجة الطلب المتزايد على المحتوى الترفيهي عموماً. فقد حققت خدمات البث الموجودة أصلاً مثل Netflix وAmazon Prime Video نمواً كبيراً، وكان هناك دخول ناجح لخدمات أخرى حديثة العهد مثل Disney+ التي حققت نجاحاً مدوياً وحتى Apple TV+ على الرغم من أن أدائها لم يكن بالمستوى المطلوب ربما نتيجة شح المحتوى المتاح عبرها.