الذكاء الاصطناعي يهيمن على جوائز نوبل في الفيزياء والكيمياء ويثير الجدل بين العلماء
⬤ بشكل مفاجئ، منحت جائزتا نوبل للفيزياء والكيمياء لأبحاث متعلقة بالذكاء الاصطناعي واستخداماته.
⬤ كان 3 من أصل 5 علماء فازوا بالجائزتين موظفين حاليين أو سابقين في عملاقة التقنية Google.
⬤ رغم الاعتراف بإنجازات الفائزين، تسببت اختيارات هذا العام بجدل كبير في الأوساط العلمية.
في يوم الثلاثاء الماضي، 8 أكتوبر، أعلنت الأكاديمية السويدية للعلوم منحها لجائزة نوبل في الفيزياء لكل من جون ج. هوبفيلد، وجيوفري ي. هينتون (الذي كان موظفاً في Google ولطالما لُقّب بكونه عراب الذكاء الاصطناعي). وكانت جائزة هذا العام بسبب مساهمات العالمين في «الاكتشافات والاختراعات التي شكلت أساس تمكين تعلم الآلة على الشبكات العصبونية الاصطناعية.»
حيث يعرف كل من هوبفيلد وهينتون بكونهما من العلماء المؤسسين لمجال الذكاء الاصطناعي بشكله الحديث، حيث وضعا أسس ما نعرفه اليوم باسم تعلم الآلة، وهو العلامة الفارقة لمختلف خوارزميات الذكاء الاصطناعي الحديثة والتي تستطيع التعلم بنفسها من البيانات والمعلومات المقدمة إليها.
بعد جائزة الفيزياء بيوم واحد، في 9 أكتوبر، أعلنت الأكاديمية السويدية للعلوم عن جائزة نوبل في الكيمياء. حيث تقاسم الجائزة كل من ديفد بيكر، عن أبحاثه في التصميم الحاسوبي للبروتينات، وديميس هاسابيت وجون جمبر عن عملهما في مجال التنبؤ بالبنى البروتينية.
المثير للاهتمام هنا هو أن ديميس هاسابيت هو الشريك المؤسس لـ DeepMind، وحدة الذكاء الاصطناعي، فيما أن جمبر هو زميله في جوجل كذلك. حيث عمل هاسابيت وجمبر على خوارزميات الذكاء الاصطناعي التي تقوم بالتنبؤ ببنى البروتينات.
على الرغم من الاعتراف الموحد بأهمية الإنجازات الكبرى التي حققها جميع الفائزين بجوائز نوبل للفيزياء والكيمياء، فقد كانت النتائج جدلية في المجتمع العلمي، حيث تعرضت لانتقادات عدة وتعبير على القلق من هيمنة جوجل التي سبق أن وظفت هينتون، كما أنها لا تزال توظف كلاً من هاسابيت وجمبر.
كان محور الانتقاد الأساسي لاختيارات الأكاديمية السويدية للعلوم هو أن إدخال الذكاء الاصطناعي في المعادلة كان خياراً غير موفق، وأنه حرم العلماء ذوي الإنجازات الكبرى في الفيزياء والكيمياء من الحصول على التقدير الذي يستحقونه.
رأى الكثير من العلماء (ومنهم العاملون في مجال الذكاء الاصطناعي) أن فوز أي من هينتون، أو هاسابيت، أو جمبر هو قرار مشكوك بصحته على الأقل. حيث لم يتعلق مجال بحث أي من هؤلاء العلماء بالفيزياء أوالكيمياء حقاً، بل كان ضمن مجال علوم الحاسوب فقط، وبالنظر إلى أن جوائز نوبل لا تمتلك فئة مخصصة لعلوم الحاسوب، فقد تم تحوير إنجازات العلماء (الذين يجمع الوسط العلمي على استحقاقهم لتقدير من مستوى جوائز نوبل) في مجالات لا تعكس أعمالهم بشكل حقيقي.
تتضمن جوائز نوبل 6 فئات مختلفة حالياً، حيث تأسست هذه الجوائز نتيجة وصية العالم الشهير ألفرد نوبل. حيث أوصى نوبل بتخصيص ثروته التي جناها من اختراعه للديناميت لتقديم جائزة سنوية في 5 مجالات هي الفيزياء، والكيمياء، والطب، والأدب، والسلام. وفي عام 1958، أضاف المصرف المركزي السويدي جائزة نوبل في الاقتصاد. وبينما تغطي هذه الجوائز مجالات متنوعة دون شك، فلطالما تعرضت الجوائز لانتقادات كونها تتجاهل مجالات مهمة مثل الرياضيات، كما أنها لم تتطور لتواكب المجالات الحديثة مثل علوم الحاسوب التي باتت من أهم مجالات البحث العلمي اليوم.
على أي حال، وحتى مع الجدل القائم، فقد أظهر منح الجائزتين الأهمية الكبيرة التي حظي بها الذكاء الاصطناعي في الوقت الحالي. وبالأخص في الأوساط العلمية التي باتت تعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي في مجال الأبحاث بشكل متزايد الآن. وبينما من المستبعد أن يحصل أحد على جائزة نوبل في الاقتصاد أو السلام أو الأدب بمساعدة الذكاء الاصطناعي، فمن غير المستبعد أن نشهد منح جائزة نوبل لاكتشاف طبي هام تم بمساعدة هذه التقنية.