الذكاء الاصطناعي يرسم ملامح مستقبل العمل عن بُعد – مقابلة مع المدير الإقليمي لشركة HP

يلعب الذكاء الاصطناعي دوراً محورياً في إعادة تشكيل مستقبل العمل، حيث يساهم في تعزيز الإنتاجية، وتطوير بيئات العمل الهجينة، وتمكين الشركات من مواكبة التحولات الرقمية المتسارعة. ومن خلال الجمع بين الذكاء الاصطناعي، والأمن السيبراني، وأدوات التعاون المتقدمة، بات من السهولة بمكان توفير تجربة عمل أكثر ذكاءً، وسلاسة، ومرونة للموظفين.

في ضوء ذلك، حظينا بفرصة مقابلة السيد إرتوج أيك، المدير العام لشركة HP في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا، حيث استكشفنا رؤيته حول تأثير الذكاء الاصطناعي على الأعمال، وأحدث الابتكارات التي تقدمها HP لدعم الشركات في المنطقة. ونستعرض معكم أبرز تفاصيل هذه المقابلة.

تشمل مجموعة منتجات الذكاء الاصطناعي خاصتكم أكثر من 100 حل مدعوم بالذكاء الاصطناعي، فكيف ترون قدرة هذه الحلول على تمكين الشركات والأفراد، وخاصة في بيئات العمل الهجينة؟

تجلب HP الذكاء الاصطناعي لصميم بيئات العمل الهجينة، حيث تقدم أكثر من 100 حل مدعوم بالذكاء الاصطناعي لتعزيز الإنتاجية، والأمن، والتعاون.

تشمل هذه الحلول حل HP Wolf Security، والذي يستخدم الذكاء الاصطناعي لاكتشاف التهديدات السيبرانية وإيقافها قبل وقوعها، بينما يعمل حل HP Smart Sense على تحسين أداء الأجهزة من خلال تعلم أسلوب العمل، فيما تجعل تقنيات إزالة الضوضاء المدعومة بالذكاء الاصطناعي في سماعات HP Poly والتأطير التلقائي في حلول المؤتمرات HP Presence التعاون عن بُعد طبيعياً وكأنك في الغرفة نفسها.

تتسارع وتيرة التحول الرقمي في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا، حيث تساعد حلول HP المدعومة بالذكاء الاصطناعي الشركات على البقاء مرنة، وآمنة، وفعالة، بداية من إدارة الأساطيل الذكية التي تتنبأ باحتياجات الصيانة، وانتهاءً بحلول الطباعة الذكية التي تقلل الهدر.

تجعل HP بيئات العمل أكثر ذكاءً واستدامة. من خلال دمج الذكاء الاصطناعي في العتاد، والبرمجيات، والخدمات، لا تقتصر HP على مواكبة التغيير فقط، بل تساهم في تشكيل مستقبل العمل.

مع الجيل الجديد من حواسيب الذكاء الاصطناعي خاصتكم والمُصممة لتعزيز الأداء، والتعاون، والأمن، ما الميزات الأكثر تأثيراً والتي ستعود بالنفع على الشركات في عملياتها اليومية؟

صُمم الجيل الجديد من حواسيب بالذكاء الاصطناعي من HP لتواكب أسلوب العمل العصري. بفضل معالجة الذكاء الاصطناعي عبر الجهاز، يُحسن الأداء في الوقت الفعلي، بينما يقوم حل HP Smart Sense بضبط استهلاك الطاقة والتبريد تلقائياً، مما يمكن المستخدم من إجراء تعدد المهام بسلاسة دون استنزاف البطارية.

كما يجعل حل HP Presence التعاون أكثر سهولة من خلال التأطير التلقائي داخل الفيديو، وإزالة ضوضاء الخلفية، وتقديم صوت فائق الوضوح، مما يجعل الاجتماعات الافتراضية أكثر طبيعية. وفي الخلفية، يعمل HP Wolf Security بالذكاء الاصطناعي لاكتشاف التهديدات السيبرانية وإيقافها قبل تفاقمها.

من خلال الجمع بين الأداء المدعوم بالذكاء الاصطناعي، والتعاون السلس، والأمن المتقدم، تضمن HP بقاء الشركات في المقدمة عبر جعلها أكثر ذكاءً، أماناً، وترابطاً من أي وقت مضى.

مع استمرار نمو بيئات العمل الهجينة، كيف توظفون الذكاء الاصطناعي لسد الفجوة بين العمل عن بُعد والعمل من المكتب، مع ضمان تجربة سلسة للموظفين؟

مع تطور بيئات العمل الهجينة، تقود HP عملية دمج حلول الذكاء الاصطناعي لسد الفجوة بين العمل عن بُعد والعمل من المكتب، مما يوفر تواصلاً سلساً وإنتاجية عالية في أماكن العمل الحديثة.

توفر ابتكارات مثل حل Poly DirectorAI صوتاً نقياً من خلال عزل الأصوات، بينما تقوم الكاميرات المدعومة بالذكاء الاصطناعي بتأطير المشاركين بذكاء، مما يعزز التفاعل في الاجتماعات الافتراضية. وفي نفس الوقت، تعيد حواسيب الذكاء الاصطناعي، مثل EliteBook Ultra G1i، تعريف العمل عن بُعد باحترافية من خلال استوديوهات التسجيل المدمجة وقدرات المؤتمرات الذكية.

بجانب العتاد، تعيد HP تشكيل مستقبل العمل الهجين من خلال تحليلات الاجتماعات المدعومة بالذكاء الاصطناعي ومختبر ابتكار الذكاء الاصطناعي HP IQ. توفر هذه التطورات اجتماعات أكثر ذكاءً وشمولية، حيث يتمتع كل مشارك، بغض النظر عن موقعه، بحضور متساوٍ وصوت مسموع.

من خلال الاستثمار في الذكاء الاصطناعي عبر منظومتها، تمكن HP المؤسسات في الشرق الأوسط وإفريقيا من تحسين استراتيجيات العمل الهجين، مما يوفر قوى عمل أكثر ترابطاً، وفاعليةً، واستعداداً للمستقبل.

يُعد الأمن مصدر قلق رئيسي عندما يتعلق الأمر بالذكاء الاصطناعي، فما الخطوات التي تتخذونها لضمان أمن أدواتكم المدعومة بالذكاء الاصطناعي، وخاصة عند التعامل مع البيانات الحساسة في بيئات العمل الهجينة؟

تضمن HP عمل الذكاء الاصطناعي لصالحك، وليس ضدك من خلال دمج الأمان في كل طبقة من تقنياتها. ومع تطور التهديدات السيبرانية بشكل غير مسبوق، يستخدم حل HP Sure Sense الذكاء الاصطناعي لاكتشاف البرمجيات الخبيثة وإيقافها في الوقت الفعلي، بينما يقوم حل HP Sure Click بعزل الملفات ومحتوى الويب الخطِرين، مما يمنع التهديدات من الوصول لنظامك.

وراء الكواليس، تعمل حلول HP BIOSphere من الجيل الخامس، وSure Run، وSure Recover على حماية البرمجيات الثابتة، وضمان تشغيل العمليات الأمنية الحيوية، وجعل الأجهزة قابلة للاسترجاع في حال وقوع هجوم، مما يوفر طبقة إضافية من الأمان لبيئات العمل الهجينة.

ومع ذلك، لا يقتصر الأمن على الأجهزة فقط، بل يشمل حماية بيئة العمل الهجينة بالكامل، وهنا يأتي دور حل HP Wolf Security، والذي يواكب أعلى معايير الأمن السيبراني بفضل أدوات مثل Protect & Trace وWolf Connect، والتي تتصدى للتهديدات بشكل استباقي، بما يشمل الهجمات التصيدية المدعومة بالذكاء الاصطناعي.

من خلال الحماية الذكية للنقاط الطرفية، والتقييمات الفورية للمخاطر، وللإجراءات الأمنية المستمرة، تضمن HP تفوق الشركات على المجرمين السيبرانيين، مما يمكن الفرق من العمل بثقة أينما كانوا.

في استشراف المستقبل، ما الدور الذي قد يلعبه الذكاء الاصطناعي لإعادة تعريف بيئة المكتب التقليدية، وكيف يمكن للشركات التكيف مع هذه التغييرات؟

يُحدث الذكاء الاصطناعي تحولاً جذرياً في بيئات العمل، مما يجعلها أكثر ذكاءً، وسرعة، وترابطاً. ومع انتشار نموذج العمل الهجين، تواجه الشركات تحديات جديدة، مثل إدارة الفرق عن بُعد، وتعزيز ثقافة العمل، والحفاظ على قدرتها التنافسية.

هنا يأتي دور الذكاء الاصطناعي لأتمتة المهام المتكررة، وتقديم رؤى فورية، وتمكين الموظفين من التركيز على الإبداع والاستراتيجية. ومع ذلك، لا يتعلق الأمر باستبدال البشر، نظراً لأن الابتكار، والقيادة، والذكاء العاطفي تظل عناصر لا غنى عنها.

لتحقيق الازدهار، يجب على الشركات اعتماد المرونة والاستثمار في تطوير المهارات. ومع إعادة تشكيل الذكاء الاصطناعي للصناعات وتنوع المواهب العالمية، لم يعد تقديم وظيفة جيدة كافياً، بل أصبحت عناصر مثل المرونة، والأدوات المتطورة، والإحساس العميق بالهدف ضرورية. في الواقع، ووفق مؤشر علاقات العمل خاصتنا Work Relationship Index 2024، يرى 89% من جيل الألفية أن الشعور بالهدف في العمل مهم.

لذا، سيكون المستقبل من نصيب الشركات التي تمزج بين فاعلية الذكاء الاصطناعي وإبداع البشر، لتحول العمل لتجربة أكثر عمقاً، وترابطاً، وتأثيراً.

ما الاتجاهات الرئيسية للسوق التي ستشكل تطور تقنية الذكاء الاصطناعي خلال السنوات القادمة، وكيف تستعدون لمواكبة هذه التغيرات؟

يتطور الذكاء الاصطناعي بوتيرة سريعة، ويعيد تشكيل كل شيء، بداية من أساليب العمل، وانتهاءً بعمليات الشركات. تجعل تقنيات مثل الوكلاء الأذكياء، ومعالجة البيانات في الوقت الفعلي، والذكاء الاصطناعي التوليدي سير العمل أكثر فاعلية وتسهل الوصول للإبداع.

لكن مع هذا الابتكار المتسارع، يبرز تحدٍ جديد، ألا وهو الطلب المتزايد على الطاقة، فمع تضاعف الطاقة الحاسوبية، تبحث الشركات عن حلول طاقة مستدامة لإبقاء الذكاء الاصطناعي قوياً ومسؤولاً.

تستعد HP لهذا المستقبل من خلال تطوير عتاد مُحسن بالذكاء الاصطناعي، ودمج الوكلاء الأذكياء في سير العمل، ودفع الذكاء الاصطناعي التوليدي للأمام، كما تستثمر في الذكاء الاصطناعي التكيفي، والذي يفهم احتياجات المستخدم ويستجيب لها بذكاء، فضلاً عن استكشاف حلول طاقة أكثر نظافة لضمان استدامة الذكاء الاصطناعي

لذا، يتمثل الهدف في تمكين الشركات من تحقيق أقصى استفادة من الذكاء الاصطناعي بذكاء، وسرعة، واستدامة، بما يتماشى مع مستقبل العمل.

كيف تدمجون الذكاء الاصطناعي لتعزيز التعاون داخل الفرق الهجينة لضمان عمل جماعي أكثر قوة وفاعلية بغض النظر عن الموقع الجغرافي؟

نحن نعيد تعريف التعاون في بيئات العمل الهجينة من خلال أدوات اتصال عالية الجودة ومدعومة بالذكاء الاصطناعي، مما يضمن تواصلاً سلساً وفعالاً بين الفرق أينما كانوا.

توفر حلولنا الذكية للصوت والفيديو اجتماعات فائقة الوضوح، مما يعزز التفاعل ويقلل الضوضاء. على سبيل المثال، يوفّر حل HP Poly Lens رؤى قائمة على البيانات حول استخدام المساحات وقاعات الاجتماعات، مما يمكن الشركات من تعزيز التعاون في الوقت الفعلي.

نظراً لأن تُعد المرونة عنصراً أساسياً، تدعم سماعات HP Poly اتصال الشبكة اللاسلكية، والبلوتوث، وUSB، مما يوفر تبديلاً سلساً بين الأجهزة وبيئات العمل المختلفة.

بجانب ما سبق، تتكامل أدواتنا بسهولة مع جميع منصات الاتصال، مما يوفر تجربة تعاون سلسة، كما تضمن إدارة الأجهزة عن بُعد استمرار العمليات بسلاسة. مع HP Poly، نلتزم بجعل كل مشارك، سواء كان يعمل عن بُعد أو من المكتب، يشعر بأنه مرئي، ومسموع، ومشارك بفاعلية في كل اجتماع.

كيف بدأ الذكاء الاصطناعي بالفعل في تحويل مشهد الأعمال في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا، وما الابتكارات المثيرة التي تتوقعونها للمنطقة؟

يُحدث الذكاء الاصطناعي ثورة في مختلف الصناعات عبر الشرق الأوسط وإفريقيا، مما يساعد الشركات على العمل بشكل أكثر ذكاءً، وسرعة، وأمناً، حيث تعتمد عليه المؤسسات لتحسين العمليات وتعزيز الابتكار، بدايةً من التشخيص الطبي المدعوم بالذكاء الاصطناعي، وانتهاءً باكتشاف الاحتيال في القطاع المالي.

كما تقود الحكومات هذا التحول بقوة، حيث تضخ استراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي ورؤية السعودية 2030 استثمارات ضخمة في التحول الرقمي، فالذكاء الاصطناعي ليس مجرد تقنية مستقبلية، بل هو واقع يعيد تشكيل الحاضر.

يتجاوز الذكاء الاصطناعي الأتمتة، حيث ينقل الأشياء للمرحلة التالية، فلم يعد يقتصر على إنشاء المحتوى، بل يشمل تحديات واقعية. يتخذ الذكاء الاصطناعي الآن قرارات حاسمة في استكشاف الطاقة، والسلامة العامة، والمجالات الحيوية الأخرى، مما يساعد المؤسسات على مواجهة المشكلات المعقدة بسرعة ودقة غير مسبوقتين.

تواكب HP هذا التحول عبر تطوير أجهزة مدعومة بالذكاء الاصطناعي، وأمن أكثر ذكاءً، وأدوات تعاون من الجيل القادم لضمان بقاء الشركات في المقدمة.

لذا، فإن المستقبل للشركات التي تعتمد الذكاء الاصطناعي، وتستثمر في تطوير مهارات فرقها، وتحافظ على مرونتها في عالم سريع التغير.