ظهرت الأشكال الأولى من تقنيات الذكاء الاصطناعي منذ عقود، حيث يرجع الخبراء منشأها إلى عام 1950 عندما نشر العالم الشهير آلان تورينج كتاباً بعنوان «آلات وذكاء الحاسوب» الذي تضمن اقتراحاً لذكاء آلة يُطلق عليه «لعبة المحاكاة». وبينما نمى الوعي بالذكاء الاصطناعي وتطبيقاته مع الوقت، فقد كان هناك ثورة حقيقية في المجال مع تقديم أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي، سواء تلك النصية التي تركز على روبوتات المحادثة، أو المختصة بصنع الصور والأصوات والفيديو حتى. وبالتزامن مع نمو الذكاء الاصطناعي، ونمو المعرفة العامة به، بات هناك نداءات تتزايد شدة لتنظيمه.
يرى العديد من رواد الصناعات أن التنظيم يمكن أن يعيق الابتكار، وبالأخص إن كان مبالغاً فيه. وفي مجال سريع النمو ويتضمن احتمال تحقيق عائدات كبرى للاقتصاد، تتعامل مختلف الحكومات مع القضية بحذر في محاولة لموازنة التنظيم بحيث يكون كافياً لحماية المواطنين وتمكينهم من الاستفادة من التقنية، لكن دون الإفراط في القيود ودفع الشركات العاملة في المجال إلى الهروب نحو بيئات تشريعية أقل تزمتاً.
يونا ويلكر هو خبير تقني ومتحدث في مجال الذكاء الاصطناعي بالإضافة لكونه عضواً في المفوضية الأوروبية. وضمن التحضير لمشاركته القادمة كمتحدث في DeepFest 2024 الذي سيقام في العاصمة السعودية، الرياض، أجرى ويلكر مقابلة تحدث فيها عن التشريعات قائلاً: «خلال السنوات القليلة الماضية، عملنا على شيئين مهمين؛ الأول هو المشهد العام لتقنيات المساعدة المدعومة بأنظمة الذكاء الاصطناعي والخوارزميات التي تركز على الإنسان. كان هدفنا على وجه الخصوص هو تقييم مختلف الأنطولوجيات والمعايير والمجموعات لتقديم تقارير عامة، ونشر الوعي الاجتماعي أو الأطر التشريعية مثل قوانين تسهيل الوصول.»
كان الشيء الثاني الذي ركز عليه ويلكر هو السياسات، حيث قال إنه يعمل على اقتراحات لاختبار جدوى التنظيمات الجديدة للذكاء الاصطناعي، والخدمات الرقمية، والسوق، وإطارات العمل الأخرى. استكمل ويلكر قائلاً: «سعت الحكومات بعد إعلان بليتشلي إلى تحديد نهج مبني على المخاطر فيما يتعلق بأمان الخوارزميات. وكان التركيز على مناطق، وأنواع، وحالات السكان المتأثرين. لكن رغم وجود اتفاق عام، ما تزال البلدان في مراحل مختلفة من التنفيذ.»
دور الأحداث التقنية على غرار DeepFest
من الأمور الحاسمة لتحقيق أي نوع من التنظيم هو جمع أصحاب المصلحة الأهم في مكان واحد، ويقول ويلكر أن الأحداث التقنية مثل DeepFest تساعد في هذا الصدد. حيث قال: «هدفنا هو تجنب العزلة وربط أصحاب الشأن معاً لضمان التنمية والتبني المتمحور حول الإنسان». يواصل ويلكر شرحه لدور نماذج الذكاء الاصطناعي في تخطي التحديات البشرية وإمكانية الوصول بقوله: «تُستخدم هذه الحلول بشكل متكرر في المجالات التي تنطوي على الإعاقاتالإدراكية، والصحة العقلية، والتوحد، وعسر القراءة، واضطراب نقص الانتباه، وضعف التعرف على المشاعر، والتي تعتمد إلى حد كبير على نماذج اللغة والتفاعل.»
واستطرد ويلكر قائلاً: «مع الأهمية المتزايدة لإمكانية الوصول إلى الويب ومكان العمل (بما في ذلك قانون إمكانية الوصول الأوروبي المخصص)، يمكن استخدام النهج القائم على الذكاء الاصطناعي التوليدي لإنشاء حلول الوصول الرقمي المرتبطة بتحويل الكلام إلى نص أو الصورة إلى كلام. كما يمكن أن يشجع هذا النهج على تصميم واجهات قابلة للوصول تتضمن نصوصاً، وخطوطاً، وألواناً تكيفية تسهل الأمور لمن يعاني من صعوبات القراءة أو إعاقات بصرية أو إدراكية.»
في 5 مارس 2024، سيكون ويلكر أحد الضيوف المتحدثين وسيلقي محاضرة ضمن مجريات DeepFest 2024. وستتناول محاضرة ويلكر الذكاء الاصطناعي المتعلق بالإعاقة والسياسات الخوارزمية. بالإضافة إلى ويلكر، يتضمن حدث DeepFest 2024 أكثر من 150 متحدث من مختلف التخصصات والخلفيات، وسيغطون مواضيع متنوعة في مجال الذكاء الاصطناعي بالدرجة الأولى. ويمكنك معرفة المزيد عن الحدث عبر الموقع الرسمي.