الذكاء الاصطناعي هو المجال الجديد لتطوير الهواتف الذكية – مقابلة مع الرئيس التنفيذي لشركة OPPO في السعودية
دخلت الهواتف الذكية عصر الذكاء الاصطناعي بشكل مضطرد عبر العامين الماضيين. حيث تسارع ظهور المزيد من الميزات المدعومة بهذه التقنية في الهواتف، وبات هناك منافسة قوية على تقديم الخدمات التي يحتاجها المستخدمون ويميلون إليها حقاً في الهواتف. ولو أن هذه المنافسة تبدو متجهة نحو هواتف الفئة العليا بالدرجة الأولى، مع ترك العديد من هواتف الفئات المتوسطة والاقتصادية بعيداً عنها.
مع كونها واحدة من كبرى شركات الهواتف الذكية في العالم اليوم، تمتلك OPPO وجوداً قوياً في تطوير وتبني تقنيات الذكاء الاصطناعي لهذه الأجهزة، لكن الشركة تتبنى مقاربة مختلفة على ما يبدو. حيث تتبنى الشركة شعار «التكنولوجيا للبشرية، اللطف للعالم»، وتفسره من خلال مساعيها لجعل مختلف تقنياتها وخدماتها المتقدمة متاحة عبر الأجهزة الذكية من مختلف الفئات السعرية. وبالنظر إلى مقاربة الشركة المميزة في المجال، استغلينا فرصة لقائنا السيد دي لي، الرئيس التنفيذي لشركة OPPO في السعودية، للحديث عن حاضر ومستقبل الذكاء الاصطناعي في الهواتف، وكيف تتعامل الشركة مع هذه التقنية الرائدة، وما الذي يمكننا توقعه خلال السنوات القليلة القادمة، ومن الحديث اقتبسنا الأسئلة التالية:
كيف ترون مستقبل الهواتف والأجهزة الذكية الأخرى؟
نعتقد أنه وبعد عصور الهواتف المحمولة الكلاسيكية والهواتف الذكية، فإننا ندخل الآن المرحلة الثالثة من صناعة الهواتف المحمولة: عصر هواتف الذكاء الاصطناعي، المدفوعة بتقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدية. ونؤمن بأن الهواتف الذكية هي أهم أجهزة الذكاء الاصطناعي الشخصية.
منذ بداية العام الماضي، حدث تغير هائل في صناعة الذكاء الاصطناعي، وهو طفرة الذكاء الاصطناعي التوليدي. مع إطلاق تطبيق ChatGPT في عام 2022، اكتسب الذكاء الصناعي التوليدي شعبية كبيرة، مما يطرح تحديات وفرصاً هائلة لجميع الصناعات. وقد أدى انتشار الذكاء الاصطناعي إلى تحفيز طلب المستهلكين في سوق الهواتف الذكية. وفقاً لمؤسسة IDC، ستصل شحنات هواتف الذكاء الاصطناعي على مستوى العالم في عام 2024 إلى 170 مليوناً؛ ومن المتوقع أن تنمو شحنات هواتف الذكاء الاصطناعي في الفئة أقل من 1000 دولار أمريكي بنسبة 250% في عام 2024، لتصل إلى 35 مليون وحدة.
وبالنظر إلى أن الذكاء الاصطناعي التوليدي يدخل في الحياة اليومية عبر الهواتف بشكل متزايد، ويعزز التجارب في مجال الترفيه والعمل عبر الهاتف وغيرها، يمكن القول إننا نعيش في عصر الذكاء الاصطناعي، والهواتف الذكية هي أهم أجهزة الذكاء الاصطناعي الشخصية. لكن وفي حالة السوق اليوم، تكلّف الهواتف الذكية المزودة بقدرات الذكاء الاصطناعي التوليدي مبالغ عالية.
بالمقابل، تؤمن OPPO أن الذكاء الاصطناعي لا يجب أن يكون حصراً لفئة فقط من مستخدمي الهواتف الباهظة، بل يجب أن يكون في متناول المزيد من الأشخاص. لذا ولأول مرة في الصناعة، سنقوم بإدخال الذكاء الاصطناعي التوليدي في جميع خطوط المنتجات، وبحلول هذا العام نتوقع أن نسلّم 50 مليون هاتف ذكاء اصطناعي إلى أيدي مستخدمينا.
ما هي استراتيجية شراكات الذكاء الاصطناعي التي تتبعونها؟
إلى جانب الابتكارات التي نقوم بتطويرها والعمل عليها بشكل داخلي، فنحن نعمل بشكل وثيق مع قادة الصناعة الآخرين لتقديم تجارب أفضل للهواتف المدعومة بالذكاء الاصطناعي استناداً إلى بنية هجينة للذكاء الاصطناعي تجمع ما بين الوجود على الجهاز وعلى السحابة الإلكترونية.
تتضمن عمليات التعاون الخاصة بنا العمل مع Google والاستفادة من قدرات النماذج اللغوية الكبيرة الخاصة بروبوت المحادثة Gemini، كما أننا نعمل بشكل قريب مع شركة MediaTek فيما يخص أشباه الموصلات. وبالإضافة إلى ذلك، فنحن نتعاون مع Microsoft وسنستخدم خدماتها لتوفير تجربة تحويل الصوت الطبيعي إلى نص بكفاءة عالية في منتجاتنا القادمة.
هل تعالج هواتفكم جميع ميزات الذكاء الاصطناعي على الهاتف؟ وكيف تضمنون الخصوصية للمستخدم؟
نعتقد أن الجمع بين الذكاء الاصطناعي الموجود على الجهاز والذكاء الاصطناعي السحابي يوفر التجربة المثالية لهاتف الذكاء الاصطناعي. وفي هذا الصدد، نحن نلتزم بالقوانين واللوائح المحلية سواء فيما يتعلق بسلسلة Reno12 الجديدة أو بشكل عام. ونستخدم بيانات تدريب مكثفة ومتوافقة لتوفير أفضل تجربة للذكاء الاصطناعي للمستخدمين العالميين مع الالتزام بالقوانين واللوائح حول العالم. كما أننا نحترم خصوصية المستخدمين وأمن البيانات بشكل كامل. يتم تخزين بيانات المستخدم ومعالجتها وفقاً للقوانين واللوائح المحلية ذات الصلة.
يذكر أننا قد أنشأنا نظامنا الخاص بأمن البيانات وحماية الخصوصية ونواصل تحسينه. كما حصلنا على العديد من شهادات الأمان والخصوصية مثل ISO27001، وISO27701، وISO27018، وCSA STAR، وPCI DSS. وفيما يتعلق بإدارة تخزين البيانات، فنحن نلتزم بالقوانين واللوائح المحلية لتحقيق الامتثال القانوني. وفيما يتعلق بنقل البيانات، تحمي OPPO بيانات المستخدم من خلال تقنية التشفير الشامل والتعلم التشاركي وتكنولوجيا الحوسبة السرية.
بعد 5 سنوات في السوق السعودية، كيف تقيمون تجربتكم ونجاحكم؟
في عام 2019، أطلقنا أول هاتف ذكي يدعم تقنية الجيل الخامس في المملكة العربية السعودية والتزمنا بتعزيز إمكانية جعله في متناول الجميع. وفي عام 2022، عززنا تواصلنا مع المستهلكين السعوديين من خلال عمليات الاستحواذ المذهلة في موسم الرياض وتعاوننا مع النجم المحبوب سلمان الفرج. أما الآن في عام 2024، فنحن متحمسون للشروع في الفصل المثير التالي من عصر الذكاء الاصطناعي، من خلال الالتزام بإدخال الذكاء الاصطناعي في جميع خطوط الإنتاج كجزء من جهودنا لدعم الابتكار، بما يتماشى مع أهداف رؤية السعودية 2030.
تعزز OPPO وجودها باطراد في السوق السعودي، وتحسنت مبيعات الربع الثاني من عام 2023 بمقدار 1.5 مرة مقارنة بنفس الفترة من العام السابق. كما وصلت مبيعات يونيو هذا العام إلى أعلى ذروة خلال عامين تقريباً، وخلال الشهر تجاوزت الشريحة السعرية من 1000 حتى 2000 ريال حصة 10%من السوق. وتشير إحصائيات شركاء البيع بالتجزئة الرائدين إلى كوننا بين المراكز الثلاثة الأولى لمبيعات العلامات التجارية للهواتف الذكية لهذا العام. وفي السنوات الثلاث المقبلة، نخطط لأن نصبح أفضل علامة تجارية تعمل بنظام أندرويد تحصد مبيعات في المملكة، جنباً إلى جنب مع سامسونج.
هلا أخبرتنا عن ميزة BeaconLink التي قدمتموها مؤخراً، وما فائدتها؟
إن BeaconLink هي ميزة الاتصال الجديدة من OPPO، وتتميز بكونها تعمل دون الشبكة الخلوية. حيث يمكن استخدام هذه الميزة لإجراء مكالمات صوتية عبر اتصال بلوتوث بين أي هاتفين من هواتف OPPO يدعمان BeaconLink. وقد تمكنا من ذلك من خلال تحقيق زيادة بنسبة 300% في كفاءة الطاقة لوحدات البلوتوث BR/EDR، حيث تعمل ميزة BeaconLink على زيادة مسافات نقل البيانات لإتاحة إجراء مكالمات صوتية بين شخصين على مسافات تصل إلى 200 متر. وتعتبر هذه الميزة مفيدة بشكل خاص أثناء رحلات الطيران أو السفر إلى أماكن نائية أو في الحفلات الموسيقية والمهرجانات المزدحمة حيث تكون تغطية الشبكة ضعيفة أو غير متوفرة.