الدليل الكامل لدقة الشاشة: ما هي وماذا تعني رموز مثل HD و4K؟ وما فائدتها ؟
إن كنت قد بحثت عن أي شيء متعلق بالشاشات سواء كانت شاشات هواتف أو تلفزيون فلا مفر من “دقة الشاشة.” حيث ستجد هذا المصطلح في كل مكان مع العديد من الرموز والأرقام المختلفة. وبينما يعرف المستخدمون المتقدمون الكثير عن معاني هذه الرموز وعم تعبر الأرقام، يعاني العديد من الأشخاص من الأمر.
لذا وفي هذا الموضوع سنقوم بالتركيز على مفهوم دقة الشاشة ككل ونتحدث عن خيارات الدقة المختلفة. حيث سنبدأ من المعنى لنصل لخيارات الدقة الأساسية ورموزها. وأخيراً سنتناول دقة 8K التي تصدرت الكثير من الأخبار مؤخراً ونحدد إن كانت تستحق كل هذا الاهتمام.
ما هو المقصود بـ “دقة الشاشة”؟
في الشاشات الرقمية اليوم، عادة ما يتم عرض الصور على شكل مجموعة كبيرة من النقاط الصغيرة المضيئة والتي تسمى بكسلات. حيث أن البكسل هو أشبه بمصباح صغير للغاية يمكن التحكم بلون الضوء وشدته. وباجتماع آلاف أو ملايين البكسلات يمكن صنع ما يبدو كصورة مقنعة تماماً للعين البشرية.
دقة أي شاشة هي العدد الموجود من البكسلات ضمن هذه الشاشة. حيث أن العدد القليل من البكسلات يعني جودة أقل للصورة مع حواف متعرجة، فيما يعني زيادة عدد البكسلات أن الجودة أعلى. حيث أن الصورة بدقة 256 بكسل مثلاً تبدو مجعدة بشدة وشبه غير قابلة للتمييز. لكن صورة بدقة 2 ميجا بكسل (مليونا بكسل) قابلة للمشاهدة دون تمييز حواف البكسلات عادة وتبدو بشكل ممتاز لأعيننا.
كيف يتم التعبير عن دقة الشاشة؟
مع كون دقة الشاشة هي عدد البكسلات الموجودة في هذه الشاشة، فقد يبدو من المنطقي أن تعبر عن دقة الشاشة بعدد البكسلات. كأن نقول أن شاشة ما بدقة 2,073,600 بكسل مثلاً وهذا عدد البكسلات في شاشات Full HD مثلاً. لكن هذا لا يحدث في الواقع لأن الأرقام الطويلة صعبة التذكر من جهة، ولأن هذه الأرقام محدودة من حيث المعلومات التي تقدمها.
لذا وبدلاً من ذلك عادة ما يتم التعبير عن دقة أي شاشة على شكل جداء بين عدد الأعمدة والسطور التي تترتب البكسلات ضمنها. حيث عادة ما تكون البكسلات مربعة وتصف ملتصقة ببعضها على شكل شبكة من الأعمدة والصفوف. وبهذه الطريقة يمكن التعبير عن الكثير من الأمور المختلفة معاً في الواقع.
حيث يتم كتابة دقة شاشات Full HD سابقة الذكر على أنها 1080×1920 (أو بالعكس 1920×1080). وهنا يمكن التعبير عن نسبة طول الشاشة إلى عرضها بنفس الوقت. حيث أن شاشة بدقة 1080×1920 ستمتلك نفس عدد بكسلات أخرى بدقة 540×3840، لكن الشاشتين مختلفتان تماماً من حيث الأبعاد ونسبها.
أخيراً ومع كون نسبة أبعاد 16:9 هي المسيطرة عبر سنوات طويلة في الواقع، أصبح من الممكن الاكتفاء بواحد فقط من بعدي الشاشة. حيث بات يقال إن شاشة ما تعمل بدقة 720p أو 1080i على سبيل المثال. لكن من المهم التنويه إلى أن حرف P هنا لا يعني بكسل أبداً، بل أن هناك سبباً آخر سنشرحه في موضوع لاحق لوجوده في هذا المكان.
ما هي أهم خيارات دقة الشاشة التي يمكن أن تصادفها للشاشات اليوم؟
سنتناول هنا التسميات القياسية الأساسية للدقة فقط، لذا سنركز على نسبة أبعاد 16:9 فقط. حيث أن خيارات الأبعاد القديمة مثل 4:3 قد باتت من الماضي وانقرضت فعلياً. فيما نسب الأبعاد الموجودة في الهواتف اليوم مثل 20:9 و21:9 غير قياسية أو موحدة. عموماً تعد خيارات الدقة الأساسية هي:
- دقة SD (اختصاراً لـ Standard Definition): وهي الدقة الموازية للتلفزيونات القديمة في نظام بث NTSC، لذا تتضمن 480 سطراً، لكن عدد الأعمدة يتنوع من 640 في نسبة أبعاد 4:3 وحتى 854 في نسبة أبعاد 16:9. وبشكل عام تعامل اليوم على أنها 480×854.
- دقة HD (اختصاراً لـ High Definition): وكانت تعرف باسم “الدقة العالية في الماضي للتمييز عن التلفزيونات القديمة. وتأتي بأبعاد 720×1280.
- دقة Full HD (اختصاراً لـ Full High Definition): تأتي مع عدد بكسلات هو 1080×1920. وبالمحصلة تتضمن عدد بكسلات أكثر من دقة HD بأكثر من مرتين.
- دقة QHD (اختصاراً لـ Quad High Definition): وكما يقترح الاسم، تقدم هذه الدقة عدد بكسلات أكثر بأربعة مرات من دقة HD. وبالمحصلة يعبر عن الدقة على أنها 1440×2560.
- دقة UHD (اختصاراً لـ Ultra-High Definition) أو 4K: تقدم هذه الدقة أربعة أضعاف عدد البكسلات في دقة Full HD. لذا تعرف الدقة على أنها 2160×3840. لكن من الشائع تسمية الدقة باسم 4K أيضاً، حيث بدأ ذلك كخطأ شائع ليتحول إلى التسمية المعتادة اليوم.
مواضيع قد تهمك :
- كيف يمكن أن تعمل كاميرا تحت الشاشة؟ وهل هي المستقبل حقاً؟
- أي سطح من الممكن أن يصبح شاشة لمس تفاعلية وفق براءة اختراع جديدة من Apple
ماذا عن دقة 8K وهل الضجة حولها مبالغ بها؟
دقة 8K الحالية هي دقة تقارب 8 آلاف عمود من البكسلات ضمن الشاشة، وتعرف دقة 8K UHD الحالية على أنها 4320×7680. حيث باتت متاحة في بعض الشاشات الكبيرة وبالأخص أجهزة التلفزيون الباهظة للغاية اليوم. حيث يتم التسويق لهذه الدقة على أنها ستحدث ثورة كبرى مشابهة لما حصل مع دقتي Full HD و4K. لكن هناك بعض الشكوك الحائمة حول الموضوع في الواقع.
لا شك بأن دقة 8K ستمنح كمية بكسلات غير مسبوقة (أكثر من 33 ميجا بكسل) للشاشات، وكون البكسلات الأكثر أفضل تبدو الأمور بسيطة. لكن الواقع مختلف هنا، حيث أن كل زيادة إضافية في البكسلات لا يوازيها زيادة ملحوظة في جودة الصور التي تراها عيوننا. حيث أن لدينا جميعاً حدود عليا لما نستطيع تمييزه. ومن بعد مشاهدة معتاد، يجادل الكثيرون أن دقة 4K حتى أكثر من اللازم.
بالطبع سيعني مضاعفة عدد بكسلات دقة 4K أربع مرات الكثير من التفاصيل الأفضل عند الاقتراب من الشاشة. لكن الاستخدام العادي لا يتضمن أن تقف على بعد نصف متر من شاشة بحجم 70 بوصة مثلاً.
عموماً تعتمد قدرتنا على تمييز البكسلات على عدة عوامل تتضمن المسافة عن المصدر وحجم الشاشة. ووفق التجارب لا يمكن لعينينا تمييز الفارق بين دقتي 4K و8K على البعد المعتاد لمشاهدة التلفاز وضمن المجال المقبول لقياسات التلفزيون. وحتى أن نسبة كبيرة لا تستطيع التمييز بين Full HD و4K أصلاً.
لا شك بأن هناك استخدامات مفيدة ومتعددة لدقة 8K في المستقبل. لكن ومع كوننا لا يمكن أن نميزها حقاً ضمن ظروف العرض المعتادة، لن يكون مجالها الأساسي هو الشاشات الموجهة للمستخدمين حقاً. والأرجح أنها ستلاقي مصير دقة 4K في الهواتف واستنتاج المستخدمين أنها بلا فائدة بل تكلفة كبيرة فقط.