الخصوصية والذكاء الاصطناعي والقضايا الإقليمية في مقابلة مع مدير استراتيجيات الشركات في AWS
على هامش أحداث AWS Cloud Day الذي أقامه قسم الخدمات السحابية من شركة أمازون في شهر سبتمبر، سنحت لنا الفرصة للحديث مع السيد جوناثان آلين، مدير استراتيجيات الشركات في AWS. حيث كان السيد آلين قد انضم إلى الشركة عام 2017 بعد قرابة عقدين من العمل في مجال الإدارة التقنية ووضع استراتيجيات التحول الرقمي للشركات. وخلال لقائنا، أطلعنا السيد آلين على معلومات مهمة في مجال التخزين والخدمات السحابية، وبالأخص مع الطلب الهائل اليوم نتيجة صعود الذكاء الاصطناعي التوليدي.
وفق IDC، تتضاعف كمية البيانات المخزنة عالمياً كل عامين، فكيف ستساعد خدمات أمازون السحابية (AWS) الشركات في التعامل مع هذا الكم من البيانات؟
هناك أمران أساسيان يطلبهما العملاء عندما يبحثون عن حلول تخزين لبياناتهم، والأول هو كفاءة التكلفة. فمن الصعب شراء مساحات تخزين جديدة والانتقال إليها في محاولة لاستخدام مساحات تخزين أقل تكلفة. لكن، منذ إصدار خدمة التخزين البسيطة من أمازون Amazon S3 (وهي من أولى الخدمات التي قدمتها خدمات أمازون السحابية) في عام 2006، ظهرت ميزة التخزين المتدرج التي تقوم بتقسيم البيانات إلى فئات مختلفة تتناسب مع تكلفة تخزينها.
حيث يتعامل بعض العملاء مع بيانات قد يتجاوز حجمها البيتابايت (مليون جيجابايت)، وهناك أخرون ينقلون بيانات تتجاوز الإكسابايت (مليار جيجابايت). وإذا احتجت إلى نقل إكسابايت من البيانات بشكل آمن إلى إحدى مناطقنا، من المحتمل أنك ستستخدم شاحنة AWS Snowmobile الكبيرة. لذلك أعتقد أنه من المهم الحصول على تخزين متدرج وعلى أفضل سعر ممكن.
والأمر الثاني [الذي يطلبه العملاء] هو وجوب تمتع حلول التخزين بالمتانة المناسبة للبيانات، وبنفس الوقت حفاظها على توافر تلك البيانات، وهما أمران مختلفان. لذلك، يوفر حل Amazon S3 متانة بنسبة 99.9999999999% للبيانات والعناصر المخزنة عليه. أي أنه إذا قمت بتخزين 10 ملايين عنصر في Amazon S3، فإنك تخاطر بفقدان عنصر واحد فقط كل 10 آلاف عام.
تضع العديد من الدول، ومنها الإمارات والسعودية، لوائح قوانين ناظمة لجمع البيانات المحلية وتخزينها. فكيف تساعد خدمات أمازون السحابية الشركات التي تحتاج هذا التخزين المحلي؟ وهل لديكم أي خطط لتوسيع مناطقكم السحابية إلى المزيد من الدول؟
أولاً، نطمح دائماً أن يكون لدينا مناطق في معظم البلدان. ثانياً، بياناتك هي ملكك. وبالطبع تريد أن تحدد أين سيتم تخزين بياناتك، ومَن يُسمح له بالوصول إليها، ومِن أين لا يمكن الوصول إليها. فنحن نكون في أسعد حالاتنا عندما يتم الاحتفاظ بجميع بياناتك كنص مشفر ويكون مفتاح فك التشفير بحوزتك وحدك. ويمكنك الحصول على هذا إما عن طريق خدمة Key Management Service أو خدمة External Key Service التي أطلقناها في شهر نوفمبر العام الماضي. ويمكنك من خلال هذه الخدمات أيضاً استضافة وحدة عالية الأمان لاستضافة مفاتيح التشفير الخاصة بأي بيانات تخزنها في خدمات أمازون السحابية.
كما ننصح بعض العملاء باستخدام خدمة Control Tower التي نقدمها (وهي متاحة في الإمارات). ومن الأمور التي يمكنك التحكم فيها في خدمة Control Tower هي تحديد المناطق حول العالم التي يتمتع فريقك بالوصول إلى بياناتك منها. فإذا أردت أن تكون بياناتك متوفرة فقط في الإمارات، أو باكنغهام، أو فرانكفورت، فيمكنك فعل ذلك باستخدام إحدى ميزات Control Tower. وهذه الخدمة ليست متوفرة في جميع المناطق حتى الآن، لكن يمكنك فرض هذه الميزة باستخدام ما يسمى سياسة التحكم في خدمة EPS.
كيف تدعم خدماتكم الشركات في تحقيق أهداف الاستدامة الخاصة بها؟ وكيف تساعد خدماتكم الشركات والحكومات في الابتعاد عن النفط وتحقيق رؤى مثل رؤية أبوظبي 2030 ورؤية السعودية 2030؟
لقد أصبحت الاستدامة جزءاً كبيراً من نقاشاتنا مع عملائنا. تعد أمازون حالياً أكبر جهة شراء مؤسسيّة للطاقة المتجددة في العالم. ولقد وقعنا على اتفاقية Climate Pledge، ونحن ملتزمون بتحقيقها في وقت مبكر. إذ نعمل على جعل عملياتنا تعتمد بالكامل على الطاقة المتجددة بحلول عام 2025، أي قبل خمس سنوات من الموعد المستهدف وهو عام 2030.
تبحث العديد من الشركات اليوم عن طرق لاستغلال قدرات الذكاء الاصطناعي في عملياتها. بعيداً عن حالات الاستخدام المألوفة مثل خدمة العملاء، هل تستخدمون الذكاء الاصطناعي بطرق مبتكرة؟
نعم. إلى جانب برنامج كتابة الكود بالذكاء الاصطناعي Code Whisperer، يستخدم أكثر من 100 ألف عميل خدماتنا للتعلم الآلي (AWS Machine Learning). ومن أبرز الأمثلة على ذلك هو استخدام سباقات الفورمولا 1 لهذه الخدمات لعرض الإحصائيات الفورية خلال السباقات. حيث عملنا مع فورمولا 1 لمساعدتهم على توفير تجربة أفضل لمشاهد السباقات باستخدام بيانات تعود لعقود مضت. ومن هذه الإحصائيات الفورية هي احتمالية حدوث تجاوز أثناء السباق. ولقد لاحظنا أن الكثير من المذيعين الرياضيين حول العالم يعتقدون أن هذه الإحصائيات تحسن من تجربة المشاهدة كثيراً.
أما بالنسبة إلى الذكاء الاصطناعي التوليدي، فخدمة تطوير تطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدي من أمازون، Amazon Bedrock، قيد المعاينة الآن. وعندما يتم طرحها بشكل عام، سيمكن استخدامها في خدمات الإنتاج.
أعتقد أن رغبات العملاء هي الأهم هنا. ورغبتهم الأولى هي أنهم يريدون الوصول إلى نماذج لغوية كبيرة متعددة، لأن النماذج المختلفة تتقن أشياء مختلفة. فهناك نموذج Claude من شركة Anthropic الجيد في المحادثة، وهناك Amazon Titan الجيد جداً في المحادثة، وهناك Stability AI الجيد في إنتاج المحتوى المرئي أو مقاطع فيديو، وهناك أيضاً AI 21 المناسب للترجمة. لذا يريد العملاء استخدام جميع هذه النماذج اللغوية الكبيرة وغيرها أيضاً.
الرغبة الثانية بالغة الأهمية هي ضمان أمان خدمات أمازون السحابية. فبيانات العملاء هي ملكيتهم الفكرية، وهم يريدون ضمان عدم تسربها خارج بيئتهم، وبالأخص عدم تسربها ليتم استخدامها في تدريب الذكاء الاصطناعي. لذلك، نضمن ذلك من أساس خدمات تخزيننا البالغ عددها 117، حيث تظل بيانات العملاء في البيئة السحابية الافتراضية الخاصة بهم، ويمكنهم استخدام جميع أدوات التشفير المتوفرة لتشفير بياناتهم.
أما رغبة العملاء الثالثة هي أنهم لا يريدون أن يكرّسوا فرقاً متعددة حتى يتمكنوا من استخدام هذه الخدمة. لذلك نريد تخفيف العبء الثقيل الذي يأتي معها، وأن نجعلها سهلة وبسيطة قدر الإمكان، ونجعلها لا تعتمد على خادم، لذلك جعلناها على هيئة واجهة برمجة تطبيقات (API). حيث تتضمن Amazon Bedrock على خانة صغيرة يمكنك كتابة الأوامر فيها سواء أردت توليد نص أو صورة أو حتى كود. وهذا هو مستوى البساطة الذي يجب أن يتمتع به العملاء.
وأخيراً، يجب أن يكون استخدام الاستدلال عند تطوير نموذجاً لغوياً كبيراً منخفض التكلفة، ويجب أن يكون له زمن استجابة قليل. فإذا كان العملاء يقومون بدمجه مع روبوت محادثة مثلاً، فلا يريدون الانتظار طويلاً ليحصلوا على النتائج. إذاً، هذه هي الأشياء الأربعة التي نبحث عنها لتحفيز الإبداع البشري في هذا المجال. ولهذا السبب نعتقد أن الذكاء الاصطناعي التوليدي سيغير العالم من حولنا، وسيصبح جزءاً من كل حالة استخدام تقريباً.
من وحي خبرتك في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، هل لاحظت تحديات مميزة تواجهها المنطقة؟
ما لاحظته هو أن العملاء في كل منطقة حول العالم يواجهون تحديات مماثلة. وبطبيعة الحال، نعي تماماً الفروق الفردية لكل منطقة، ولكن التحديات التي أراها هي أن كل فريق قيادي يبحث عن المرونة والأمان أولاً. ويريدون العمل بشكل أسرع وإجراء تحديثات كثيرة بأسرع وقت. ونحن نرى أن السرعة والسحابة متوافقتان للغاية.
تحتاج الفرق، باستخدام حواجز حماية أمنية، إلى تطوير بنية تحتية على الإنترنت تسمح لهم بحل مشكلات زبائنهم بشكل مبتكر. وهم بحاجة إلى مجموعة رائعة من الميزات للقيام بذلك مثل الأمان العالي، والمتانة الكبيرة، ويحتاجون إلى توفر الخدمات بشكل واسع. وهم بحاجة إلى هذه الأشياء معاً بأسرع وقت. وهذه هي الأمور التي نهدف إلى تقديمها لمساعدة العملاء، ليس هنا في دولة الإمارات فحسب، بل في جميع أنحاء العالم. وهذا لمساعدتهم على تقديم حلول أسرع وأكثر ذكاءً وابتكاراً.