الحكومة الألمانية تدعم مشروع Apple وGoogle الخاص بكوفيد-19
في خبر غير متوقع، كشفت الحكومة الألمانية أنها قد غيرت اتجاهها السابق حول تعقب إصابات فيروس كوفيد-19 المنتشر حالياً، وستعتمد على البنية الموزعة الخاصة بنظام التعقب الذي يتم تطويره حالياً في شراكة نادرة بين Apple وGoogle. حيث أن الحل الذي تقدمه الشركتان يختلف بأمر أساسي عن الحل المعتمد سابقاً من ألمانيا، وذلك بأنه يخزن بيانات المستخدمين على هواتفهم وليس في قاعدة بيانات مركزية.
في السابق كانت الحكومة الألمانية قد قادت جهوداً أوروبية لصنع نظام تعقب مركزي كان يحمل اسم Pan-European Privacy-Preserving Proximity Tracing أو اختصاراً (PEPP-PT). حيث أن هذا النظام يعاني من مشكلة أساسية متمثلة بتخزين بيانات جميع المستخدمين عبر خادم مركزي، مما يعني أن الوصول إلى الخادم من الممكن أن يكشف معلومات حساسة جداً عن الملايين، مما سيزيد من احتمال إساءة استخدام البيانات أو حتى تعرضها للسرقة من قبل المخترقين مثلاً.
بالطبع كان نظام PEPP-PT قد واجه انتقادات واسعة منذ بداية فكرته، حيث حذر العديد من الخبراء التقنيين والعلماء من خطورة استخدام نظام مركزي كهذا وبالأخص من حيث السماح للحكومة بجمع كم هائل من المعلومات الشخصية عن المواطنين وبالتالي فرض رقابة لصيقة وشديدة عليهم مما يحمل عواقب وخيمة محتملة.
حالياً تبدو جهود Apple وGoogle المشتركة في الطليعة من حيث تطوير برمجيات تعقب العدوى، ومع أن مساعيهما تركز على إبقاء هوية المستخدم سرية وحفظ البيانات على الهاتف فقط دون خوادم مركزية، فقد تعرضت الجهود للكثير من التشكيكات وبالأخص حول مصيرها بعد زوال خطر المرض مثلاً.
عموماً أكدت الحكومة الألمانية أن أي برمجية تتبع ستدعمها يجب أن تكون تطوعية (غير قسرية على المستخدمين) وتخفي هويتهم ولا تكشف معلوماتهم الشخصية، وذلك بالأخص مع التاريخ القاتم للتجسس في فترة حكم النازية وفي ألمانيا الشرقية حتى مطلع التسعينات وإعادة توحيد شطري البلاد.