ما هو التركيز التلقائي؟ كيف يعمل وما الفرق بين أنواعه

عند التقاط الصور عادة، هناك سبب معتاد للصور المشوشة وبالأخص في الهواتف الذكية: عدم التركيز على الهدف المطلوب تصويره. حيث أن ميزة التركيز التلقائي باتت منتشرة للغاية وشبه دائمة الوجود في الهواتف الذكية اليوم ولو أن الكثيرين قد لا يدركون الأمر في الواقع.

في حال لم تكن تعرف فكرة التركيز في الصور وما هو التركيز التلقائي وأنواعه فهذا الموضوع موجه لك كدليل مبسط قدر الإمكان لشرح هذه المفاهيم والتقنيات، وذلك لمساعدتك بفهم التصوير الفوتوغرافي بشكل أفضل سواء كنت مصوراً هاوٍ دون خبرة حقيقية، أو أن لديك بعض الفضول حيال التقنيات التي تستخدمها في كاميرا هاتفك الذكي وأيها أفضل لتختاره.

ما هو التركيز (Focus) أصلاً؟

ما هو التركيز التلقائي؟ كيف يعمل وما الفرق بين أنواعه

لتبسيط الأمر، يمكنك أن تجرب إمساك جسم صغير مثل الهاتف الذكي والنظر إليه بالدرجة الأولى، ومحاولة النظر إلى الأجسام المحيطة به والبعيدة عنه، ستلاحظ أن الأجسام الأخرى ستبدو مشوشة للغاية وغير واضحة لأن عينك قد تأقلمت لتكون صورة الجسم القريب الذي تنظر إليه “ضمن مجال التركيز” فيما الأجسام الأخرى التي لا تهمك حقاً خارج مجال التركيز.

الفكرة هنا هي أن عدسة العين تغير شكلها بحيث تنكسر أشعة الضوء للالتقاء في نقطة محددة، لكن النقطة المحددة للتركيز تتغير بالاعتماد على بعد الجسم الذي تنظر إليه. لتعويض الأمر تقوم عدسة العين بتغيير شكلها، لكن في الكاميرات لا تستطيع العدسة تغيير شكلها بالطبع، بل أنها تغير بعدها عن الحساس ببساطة لتحقيق نفس الغاية.

في الكاميرات القديمة كانت الكاميرا تتطلب من المصور تغيير مسافة العدسة بشكل يدوي في الواقع وتقييم التركيز إن كان مناسباً أو لا بالنظر، لكن وفي العقود الأخيرة بدأت تقنيات التركيز التلقائي بالسيطرة على المجال بشكل كامل في الواقع، ومع أن بعض كاميرات الهواتف (الكاميرات الأمامية بالأخص) لا تزال تأتي دونه، فقد بات التقنية المسيطرة دون شك.

ما هو التركيز التلقائي (Auto Focus)؟

فكرة التركيز التلقائي تعتمد على التمييز بين المناطق المختلفة من الصورة. ومن ثم تغيير بعد العدسة عن الحساس بحيث يكون التشويش على المنطقة المطلوبة بالحد الأدنى ويتم ذلك بطريقتين أساسيتين في الواقع:

التركيز التلقائي برصد التباين وبرصد التغير

الطريقة الأكثر شيوعاً اليوم للتركيز التلقائي هي برصد التغير في الصورة بحد ذاتها (Phase Detection Auto Focus)، حيث تقوم الكاميرا بتحليل المنطقة المركز عليها واكتشاف إن كانت واضحة أم لا برصد تغير الضوء بين المناطق المتجاورة وبالأخص الحواف والأطراف الحادة التي تسهل التركيز التلقائي وتسرعه بشكل كبير في الواقع.

طريقة رصد التغير في الصورة تتم عبر حساس صغير مستقل عادة، فيما أن نوع التركيز التلقائي الذي يستخدم حساس الكاميرا نفسها هو رصد التباين، حيث تقوم الكاميرا بتحديد قيمة بعد العدسة المناسبة بناءً على التباين في الصورة الظاهرة للحساس في الواقع.

عادة ما يكون التركيز التلقائي برصد التباين أو التغير فعالاً للغاية وعالي السرعة عموماً، حيث أن التقنية تخضع للتطوير منذ سنوات عديدة وقد باتت ناضجة إلى حد بعيد، لكن المشكلة الأساسية هنا تبقى في ظروف الإضاءة السيئة، حيث أن هذ النوع من التركيز يواجه صعوبات كبرى في اكتشاف التباين أو التغير في ظروف الضوء السيء. ولهذا السبب عادة ما يتضمن التقاط الصور مع فلاش تشغيل الفلاش بشكل أولي لتتمكن الكاميرا من التركيز بشكل صحيح، ومن ثم يعمل الفلاش مجدداً عند التقاط الصورة.

اقرأ المزيد: ما هي صور RAW التي تلتقطها الكاميرات الاحترافية؟

التركيز التلقائي بالاستعانة بالليزر (Laser Autofocus)

في طرق التركيز التلقائي الأخرى، عادة ما يكون التركيز التلقائي غير فعال (Passive) في الواقع. أي أن العدسة تتحرك بناءً على معطيات البيئة المحيطة وحسب ولا يساهم الهاتف بشكل مباشر في تحريض الأمر. لكن التركيز باستخدام الليزر يصنف وحده لأنه فعال ببساطة، حيث يعتمد الأمر على إطلاق شعاع ضيق من الضوء المركز (الليزر). باتجاه الجسم المطلوب التركيز عليه. وبالاعتماد على الوقت اللازم لعودة الضوء مجدداً يتم تحديد بعد الجسم عن الكاميرا. وتغيير بعد العدسة عن الحساس للتركيز عليه بالشكل الأفضل.

تظهر الميزة الأساسية للتركيز التلقائي باستخدام الليزر من واقع أنه لا يتأثر بغياب الضوء المحيط حقاً. بل أن التركيز سيعمل كما هو حتى في ظروف الضوء الضعيف أو المعدوم حتى. لكن بالمقابل هناك مشكلة أساسية متعلقة بالمسافة في الواقع. حيث أن التركيز التلقائي بالاستعانة بالليزر محدود بمدى 5 حتى 7 أمتار عادة. ولا يمكن استخدامه للتركيز على أجزاء أبعد. كما أن التركيز متح للأجسام الأقرب لمركز الحساس بالدرجة الأولى ويصبح أصعب باتجاه الحواف والزوايا.

على العموم نادراً ما يستخدم التركيز التلقائي بالاستعانة بالليزر وحده. بل أنه خيار إضافي للتركيز عادة مع وجود التركيز التلقائي برصد التباين كخيار إضافي للتركيز على الاجسام القريبة من الحواف. أو البعيدة كفاية بحيث تكون خارج المدى المجدي للتركيز بالليزر.

أي أنواع التركيز التلقائي يجب أن تختار؟

في حال كان الخيار أمامك بين عدة أنواع من تقنيات التركيز التلقائي. فمن الأفضل دائماً اختيار التركيز بالاستعانة بالليزر. لأنه يأتي كخيار إضافي في الواقع وليس كبديل حقاً للتركيز التلقائي برصد التغير أو الحالة.

بالنسبة للهواتف الذكية اليوم، هناك بعض الخيارات التي تقدم التركيز باستخدام الليزر. مثل Samsung Galaxy Note 10 Ultra وOnePlus 8 Pro وOPPO Reno 4 Pro 5G وسواهما. كما أن عدة شركات أخرى تخطط لإطلاق هواتف تقدم هذا النوع من التركيز في الفترة القادمة مثل Apple.

شارك المحتوى |
close icon