التخزين البارد والحماية من سرقة العملات المشفرة في مقابلة مع رئيس شركة Ledger
على هامش حدث يتناول التطورات الأخيرة في مجال العملات المشفرة وتقنية البلوكتشين في مدينة دبي، كان فريق مينا تك حاضراً، واستغلينا الفرصة هناك للقاء السيد باسكال جوثير، الرئيس التنفيذي لشركة Ledger التي تعمل في مجال العملات المشفرة وتركز على «التخزين البارد» الأكثر أماناً لهذه العملات. خلال لقائنا مع السيد جوثير، تبادلنا أطراف الحديث واقتطفنا من حوارنا الأجزاء التالية:
هلا عرفتنا بنفسك ومسيرتك المهنية التي أوصلتك إلى هنا؟
أنا الرئيس التنفيذي لشركة Ledger، وهو المنصب الذي أشغله طوال السنوات الخمس الماضية. فقد كنت أول مستثمر في الشركة منذ أكثر من عقد من الزمان، كما كنت عضواً في مجلس الإدارة منذ إنشائها. قبل انضمامي إلى Ledger، عملت في مجال تكنولوجيا الإعلان، وقمت بطرح شركتي، Criteo، للاكتتاب العام في بورصة ناسداك في عام 2013، بقيمة تقارب 2 مليار دولار. وفي عام 2014، اكتشفت بيتكوين وأنشأت شركة بيانات العملات المشفرة Kaiko، والتي نمت بشكل كبير وتصل قيمتها الآن إلى حوالي 200 مليون دولار.
في عام 2017، انضممت إلى شركة Ledger كرئيس، وأصبحت الرئيس التنفيذي في عام 2019. وعلى مدى السنوات الخمس الماضية، ركزت على توسيع قدرات Ledger، سواء من حيث الأجهزة أو البرامج. لقد أطلقنا منتجات مثل Ledger Live، والتي تتوافق بشكل سلس مع أجهزتنا لتوفير تجربة آمنة وسهلة الاستخدام. وعلى صعيد المؤسسات، قمنا بتطوير منصة Ledger Enterprise وTradeLink، وهي شبكة تداول خارج البورصة مصممة للمؤسسات المالية.
كيف يمكنك تلخيص تاريخ شركة Ledger، وإلى أين يتجه مستقبلها؟
أرى تاريخ Ledger يمر في مراحل. كانت السنوات الخمس الأولى، من عام 2014 إلى عام 2019، مخصصة لإرساء الأساسيات. في ذلك الوقت، كان سوق العملات المشفرة لا يزال ناشئاً، وكان تركيزنا ينصب على بناء حلول للمستخدمين الأوائل. وبحلول عام 2017، شهدنا أول ارتفاع كبير في أسعار العملات المشفرة، مما أدى إلى زيادة الاهتمام بالعملات المشفرة ومنتجاتنا.
أما المرحلة الثانية، الممتدة من عام 2019 إلى عام 2024، فكانت مخصصة للنضج والتوسع. حيث بدأت المؤسسات المالية في دخول المجال، مما دفعنا إلى تطوير Ledger Enterprise والأدوات ذات الصلة. وكانت هذه الأعوام بمثابة الاستعداد لتحولات أكبر في السوق، مثل التطورات الأخيرة في صناديق الاستثمار المتداولة في العملات المشفرة.
وإذا نظرنا إلى المستقبل، فإن السنوات الخمس المقبلة ستتمحور حول تسريع عملية التبني. بفضل منتجات مثل Stax وFlex، نجحنا في جعل التخزين الذاتي للعملات المشفرة أكثر أماناً وأسهل في الاستخدام كذلك. وعلى الجانب المؤسسي، أصبحت الأدوات مثل TradeLink في وضع يسمح لها بأن تصبح جزءاً لا يتجزأ من المؤسسات التي تدخل هذا المجال. بحلول عام 2025، سنقوم بطرح مجموعة كاملة من الحلول للمستخدمين من الأفراد والمؤسسات.
كيف أثرت أحداث مثل انهيار FTX وأزمات شركة Binance على Ledger؟
عززت هذه الأحداث أهمية التخزين الذاتي وأبرزت سبب وجود Ledger. فقبل انهيار بورصة FTX، تساءل العديد من الأشخاص عن الحاجة إلى منتج مثل منتجنا، قائلين: «لماذا لا نترك الأصول في البورصة؟» لكن بعد FTX، أصبحت الإجابة واضحة بشكل مؤلم: إذا كنت لا تتحكم بمفاتيحك الخاصة، فأنت لا تمتلك أصولك حقاً.
لقد أثبت الانهيار صحة مهمتنا وعزز الوعي بشأن الحراسة الذاتية. اليوم، بفضل حلول Ledger، يمكن للمستخدمين شراء وبيع وتبادل وإدارة العملات المشفرة بالكامل داخل نظامنا البيئي الآمن، مما يزيل الحاجة إلى البورصات.
عادة ما يُنظر إلى Ledger على أنها رائدة في مجال الأمان. فما هو معيار النجاح في ذلك المجال؟
هناك ثلاثة عوامل رئيسية:
- الاتساق والتركيز: يجب على شركة الأمن أن تظل ملتزمة بمهمتها دون تردد. بالنسبة لشركة Ledger، هذا يعني التركيز على أن تكون الأفضل في مجال الأمان بالدرجة الأولى، حتى لو كان ذلك يعني التخلي عن بعض الفرص التجارية.
- عدم المساومة على الأمان: إن اختصار الطرق قد يوفر مكاسب قصيرة الأجل، ولكنه وصفة للفشل على المدى الطويل. لقد بقينا أوفياء لمبادئنا، الأمر الذي أكسبنا ثقة عملائنا.
- الاستثمار المستمر: يتطلب الفوز بالسباق مع المخترقين نجاحنا بالابتكار المستمر. لذا تستثمر شركة Ledger بشكل كبير في البحث والتطوير، والحفاظ على فرق مثل فريق Dungeon الخاص بنا والذي يعمل على تحديد نقاط الضعف وإصلاحها قبل أن يتم استغلالها. الأمن معركة مستمرة، ونحن نأخذها على محمل الجد.
بعيداً عن العملات المشفرة، كيف تقوم Ledger بالتوسع في مجالات أخرى من الأمن؟
نحن نعمل على توسيع نطاق تركيزنا ليشمل تطبيقات الأمان القائمة على التشفير والتي تتعدى مجال الكريبتو. على سبيل المثال، قمنا بتقديم ميزات مثل Passkey، مما يسمح للمستخدمين بتأمين الوصول إلى تطبيقات مثل Telegram عبر جهاز Ledger الخاص بهم. كما أطلقنا بروتوكول KeyRing، الذي يتيح مزامنة البيانات بشكل آمن عبر الأجهزة.
تظهر هذه الابتكارات أن Ledger لا تقتصر على العملات المشفرة فحسب، بل هي شركة متخصصة في الأمن السيبراني في جوهرها، وتوفر أدوات لمستقبل رقمي أكثر أماناً.