التجارة الحوارية… نقلة نوعية جديدة في تجارب شراء السيارات
تساهم التجارة الحوارية اليوم في فتح آفاق جديدة كلياً في تجارب شراء السيارات، فهي تتضمن الاستفادة من الإمكانات الرقمية في تحسين أساليب اختيار المنتجات والخدمات. ويساهم هذا الأسلوب الجديد في مزاولة الأعمال بتسريع التحول في قطاع السيارات، حيث يلجأ وكلاء السيارات من أصحاب الخبرات الكبيرة إلى الاستفادة من التحول الرقمي في تحسين تجربة الشراء للعملاء بشكل ملحوظ.
تعد كارس 24، منصة التجارة الإلكترونية العالمية الرائدة في بيع السيارات المستعملة في منطقة الشرق الأوسط والهند وأستراليا وجنوب شرق آسيا، من أوائل الشركات التي تعتمد التجارة الحوارية في عملياتها، فهي تتواصل اليوم مع عملائها من خلال تطبيق واتساب وخدمة إيه آي كارفايندر، خدمة البحث والاكتشاف الذكية المدعومة بالذكاء الاصطناعي، والتي تتيح للعملاء طرح استفساراتهم بسهولة واختيار السيارات التي تناسب أذواقهم وميزانياتهم.
تعليقاً على هذا الموضوع، قال أبهيناف جوبتا، الرئيس التنفيذي لدى شركة كارس 24 في منطقة الخليج العربي: «يمكن لعملية شراء وبيع السيارات المستعملة أن تتحول إلى مهمة متعبة، حيث يطرح المشترون والبائعون المحتملون العديد من الاستفسارات حول نوع السيارة والعلامات التجارية المفضلة وعمر السيارة والكيلومترات المقطوعة والسعر، وما إلى ذلك. وتستغرق هذه العملية وقتاً طويلاً وتزيد من مدة انتظار العملاء في مراكز التواصل وتراجع مستوى رضا العملاء».
كما أضاف جوبتا: «نستفيد من التقنيات الرقمية لمساعدة عملائنا من خلال مواردنا المدعومة بالبيانات على اتخاذ قرارات مدروسة. ويمكننا اليوم التفاعل مع العملاء وفهم تفضيلاتهم في الوقت الحقيقي، في ضوء وصول معظمهم إلى خدمات الإنترنت فائق السرعة والاتصال السريع عبر الهواتف المحمولة ومقاطع الفيديو عالية الجودة. وتجاوزت تجربة الشراء عبر الإنترنت مرحلة الاعتماد على الصور وروابط البريد الإلكتروني، لتشمل اليوم مقاطع الفيديو المباشرة والدردشة عبر تطبيقات المحادثة، إلى جانب استخدام أدوات الأتمتة المختلفة وصالات العرض الرقمية وتجارب الشراء المخصصة بالاعتماد على البيانات. وتوفر هذه المزايا للعملاء خيارات أكثر وتتيح لهم استكشاف واختيار المنتجات بشكل أسرع، كما ترتقي بتجربة الشراء الخاصة بهم، علماً أن هذه التجربة لدى كارس 24 مدعومة ببروتوكولات لأمن البيانات تعزز ثقة العملاء».
ويعتقد السيد جوبتا أن التجارة الحوارية تسهم في تعزيز الثقة والشفافية في قطاع السيارات، حيث قال في هذا السياق:
«تتيح التجارة الحوارية تقديم تجربة شراء مخصصة للعملاء وتوفير خدمات البيع على مدار الساعة بدلاً من الالتزام بأوقات عمل معارض السيارات. كما تتيح للمشترين التركيز على اهتماماتهم دون التعرض لأساليب البيع الترويجية غير المستحبة. ويشعر العملاء بالتالي أنهم محط اهتمام وليسوا عرضةً للاستغلال، مما يساعد على زيادة معدلات البيع والاحتفاظ بالعملاء من خلال توفير تجربة بيع تتسم بالشفافية والسلاسة والمتعة. كما تعمل التجارة الحوارية على إرساء معايير جديدة لقطاع شراء السيارات وصالات العرض، وتمنح المتاجر الإلكترونية قدرةً أكبر على توفير أسعار تنافسية».
كما تزيد التجارة الحوارية من أهمية التجارة الإلكترونية وتضع العميل في صلب عملية اتخاذ القرار. وأردف جوبتا: «يتواصل العملاء معنا وفق شروطهم الخاصة ومن خلال وسائل التواصل التي يفضلونها. وبالرغم من أن ذلك يساعدنا على زيادة التفاعل مع العملاء، إلا أنه لا يضمن لنا النجاح بالكامل، فنحن بحاجة إلى دعم هذه التجربة بخدمة عملاء ممتازة وموثوقة».
ويرى السيد جوبتا مستقبلاً باهراً للتجارة الحوارية في قطاع السيارات، حيث قال في هذا الصدد: «يسهم التطور المستمر لتقنيات الذكاء الاصطناعي في اختصار الوقت اللازم للرد على استفسارات العملاء، مما يسهل عملية شراء السيارات المستعملة في أي مكان وزمان. ونعمل حالياً على الاستفادة من تقنيات التجارة الحوارية في أتمتة القسم الأكبر من خدمات الدعم التي نقدمها للعملاء. وباعتبارنا شركة رقمية ناشئة تتمحور منهجيتها حول تلبية احتياجات العملاء، فإننا ندرك أهمية تسخير التكنولوجيا للارتقاء بتجربة الشراء عبر الإنترنت وزيادة مستوى السلاسة والبساطة فيها».
أيضا أشارت شركة كارس 24 إلى أن ثلث مبيعاتها الشهرية يجري من خلال تقنيات الدردشة عبر الإنترنت، وذلك بتكلفة أقل بنسبة 75% مقارنةً بمراكز الاتصال التقليدية. ومن المتوقع أن يُسهم التأثير الإيجابي للتجارة الحوارية على النفقات التشغيلية في تسريع وتيرة اعتماد هذه التقنية ضمن قطاع تجارة السيارات، ولا سيما مع التطور المستمر للاقتصاد الرقمي.