التاريخ يعيد نفسه، هذا ليس أول انقطاع خدمات عالمي تحت مسؤولية رئيس CrowdStrike الحالي

⬤ أعاد أحد المحللين على منصة X التذكير بحادثة الخلل التقني الكبير عقب تحديث خاطئ من McAfee في 2010.

⬤ كان الرئيس التنفيذي ومؤسس CrowdStrike، جورج كرتز، حينها هو كبير المسؤولين الفنيين في شركة McAfee.

⬤ تتشابه الحادثتان على نحو كبير جداً، من حيث مكانة كل من الشركتين في القطاع نفسه، والنتائج المترتبة عن الخلل.

بات الخلل التقني الأخير الذي أصاب عدداً كبيراً من المنشآت والأعمال حديث الساعة، بعد أن تسبب تحديث خاطئ لإحدى برمجيات شركة حلول الحماية الرقمية CrowdStrike بتعطيل لأكثر من 8.5 مليون جهاز حاسوب عامل بنظام Windows. لتسارع الشركة المعنية بتقديم اعتذارها، وتوفير تحديثات دورية حول تفاصيل الخلل والحلول المبدئية له.

لكن، لأن التاريخ يعيد نفسه على الدوام، لم تكن تلك المرة الأول التي يقع فيها هكذا حدث. ولسخرية القدر، فهذه هي المرة الثانية التي يكون فيها الرئيس التنفيذي ومؤسس CrowdStrike، جورج كرتز، في موضع مسؤولية كبيرة عن الحادث. حيث شغل في السابق منصب كبير المسؤولين الفنيين (CTO) في شركة McAfee المتخصصة أيضاً في برمجيات وحلول الحماية الرقمية، وذلك في الفترة التي شهدت فيها الشركة أكبر الأخطاء التحديثات الأمنية في تاريخها، وربما في تاريخ شركات الحماية حتى ذلك الحين.

أُعيد الحادث القديم إلى الأذهان من قبل الخبير والمحلل Anshel Sag، في منشور له على منصة X. وقد شهد تفاعلاً رهيباً، ووصل لنحو 3 ملايين مستخدم حتى لحظة كتابة هذه السطور.

مواضيع مشابهة

في التفاصيل التاريخية، وقبل نحو عقد ونصف من اليوم، تحديداً في صبيحة يوم 21 أبريل من العام 2010، أطلقت McAfee تحديثاً لمعرفات الفيروسات لزبائنها في القطاع المؤسساتي. لتتسبب ـ عن غير عمد ـ في واحدة من أكثر حوادث الخلل التقني فداحة في تلك الحقبة.

تضمن ذلك التحديث من McAfee ملف تعريف فيروسات (DAT) يخص الحواسيب العاملة بإصدار Windows XP آنذاك. وقد نص ذلك الملف على اعتبار أحد ملفات نظام Windows الرئيسية، Svchost.exe، تهديداً فيروسياً، وحذفه من قبل برنامج الحماية الخاص بالشركة. والنتيجة، دخول الأجهزة المتضررة في حلقة متكررة من عمليات الإقلاع الفاشلة وفقدانها الوصول لكل اتصالات الشبكات.

التشابه بين واقعة الأمس وواقعة اليوم خارق للطبيعة، إن صح التعبير. ففي تلك الفترة، احتلت McAfee مكانة رائدة في قطاع الحماية الرقمية، فقد كانت من بين أشهر مزودي خدمات الحماية من الفيروسات عالمياً، سواء على صعيد المستهلكين الأفراد أو الشركات. وكانت صاحبة ثاني أكبر حصة في سوق منتجات الحماية الطرفية، بنسبة بلغت 18.1%، وفقاً لتقرير صادر عن IDC. وهو رقم يقارب حصة CrowdStrike في القطاع عينه اليوم.

ما زاد الطين بلة هو أن McAfee كانت في طور محادثات مصيرية مع Intel، والتي أعلنت قبل ذلك بيومَين فقط عن توجهها للاستحواذ على شركة برمجيات الحماية والأمان بصفقة قيمتها 7.68 مليار دولار أمريكي، أي ما يعادل نحو 11 مليار في تقديرات اليوم بعد احتساب التضخم.

على نحو مشابه لما خلفته حادثة CrowdStrike، أدى تحديث McAfee الخاطئ لخروج مئات الآلاف من الحواسيب عن العمل في عدد من الجامعات، والمستشفيات، وتعطل تعاملات الدفع الرقمي في آلاف من المتاجر حول العالم.

عقب ذلك الحادث، ومع استحواذ Intel على McAfee، غادر جورج كرتز منصبه خلال الأشهر اللاحقة، وأعلن عن تأسيس CrowdStrike كشرجة متخصصة في حلول الحماية والأمان الرقمي. وفي الوقت الراهن، ليس حاله بأفضل من غيره من المتضررين، حيث انحدرت القيمة التقديرية لصافي ثروته بشكل كبير إلى 2.6 مليار دولار أمريكي، نزولاً عن 3.2 مليار قبل وقوع الخلل، وذلك وفقاً لما أوردته مجلة Forbes.

شارك المحتوى |
close icon