الاتحاد الأوروبي يعلن “استراتيجية الويب 4”
⬤ حتى الآن لا يوجد أي تعريف موحد لماهية “الويب 3” أصلاً مع خلافات كبرى بين التعريفات المقترحة.
⬤ أعلنت المفوضية الأوروبية استراتيجيتها الخاصة بالجيل التالي حتى، الويب 4، مع مخططاتها لتنظيمه.
⬤ تضمنت الاستراتيجية تقنيات مثل التوائم الافتراضية والمدن الذكية والميتافيرس وقضايا الخصوصية.
بينما ينشغل عالم التكنولوجيا في مناقشة مفهوم الويب 3 وتحديد معناه الحقيقي وسط خلافات كبرى على معناه، قررت المفوضية الأوروبية (التابعة للاتحاد الأوروبي) تجاوز المرحلة التالية بالكامل مفترضة شكلاً ثابتاً لها والانتقال إلى الحقبة اللاحقة: الويب 4.
تصف المفوضية الأوروبية الويب 4، أو الجيل الرابع من الويب، على أنه المرحلة القادمة من تطور الويب والتي ستدمج بين الأغراض والبيئات الرقمية والمادية وستعزز التفاعل بين الإنسان والآلة.
تركز استراتيجية المفوضية على تهيئة البنية التحتية والأفراد والشركات في أوروبا للتحول الرقمي الذي سيجلبه الويب 4 والعالم الافتراضي. فمن المتوقع أن ينمو سوق العوالم الافتراضية عالمياً من 27 مليار يورو (حوالي 30 مليار دولار أمريكي) في عام 2022 إلى أكثر من 800 مليار يورو (890 مليار دولار أمريكي) بحلول عام 2030.
أولاً، تنوي المفوضية الأوروبية تنمية المهارات التقنية ودعمها في دول أوروبا. وهذا من خلال تمويل مشاريع إنمائية وتدريبية مختلفة لتأهيل المهارات التقنية، إضافة إلى دعم المبدعين الرقميين مثل صانعي المحتوى. كما ستدعم المفوضية شركات الإعلام في دول الاتحاد الأوروبي لتجربة أدوات كتابة وصناعة محتوى جديدة، ولتربط المطورين بالشركات والصناعات المختلفة.
وضمن الاستراتيجية، ستطلق المفوضية عوالم افتراضية خاصة بها. ومن هذه العوالم CitiVerse الذي يهدف ليكون بيئة حضرية يتم استخدامها لتخطيط المدن وإدارتها، إضافة إلى توأم رقمي لجسم الإنسان يمكن استخدامه في مجال الرعاية الصحية عند اتخاذ القرارات السريرية أو تخطيط العلاج الشخصي.
أما من الجهة التنظيمية، تقول الاستراتيجية إن المفوضية الأوروبية ستشكل معايير عالمية للعوالم الافتراضية والويب 4. كما ستعلن المفوضية بحلول نهاية 2023 عن مبادئ وتوجيهات عامة تتعلق بالعوالم الافتراضية، وتقول إنها ستعمل مع الشركات الإعلامية والتقنية لتجريب بيئات تنظيمية للويب 4.0 والعوالم الافتراضية.
وفقاً للمفوضية الأوروبية، تم تطوير الاستراتيجية باستشارة الكثير من الأفراد والأكاديميين والشركات في دول الاتحاد الأوروبي. لكن الإعلان قوبل بعلامات استفهام كبيرة في الأوساط التقنية، وحصل على تغطية محدودة خارج دوائر الكريبتو والتشفير والمهتمين به.
تأتي علامات الاستفهام حول الإعلان الأوروبي من كون مفهوم “الويب 3” ضبابياً للغاية وغير محدد حقاً. إذ يقول البعض أن الميتافيرس والعوالم الرقمية هي الويب 3، فيما يركز آخرون على فكرة اللامركزية والتحول نحو البلوك تشين (ولو أن هذه الفكرة قد ذبلت بوضوح مؤخراً)، ويؤكد مخترع الويب، تيم برنرز-لي على أن الويب 3 سيقوم على الخصوصية وتحكم المستخدمين ببياناتهم. لكن وبنظرة سريعة إلى الويب اليوم، فمن الواضح أننا لم نتحول إلى الميتافيرس، فيما منيت محاولات اللامركزية بضربات كبرى لم تتعافى منها، وحتى فكرة الخصوصية تبدو مستبعدة مع شره الشركات المتزايد لبيانات المستخدمين الشخصية.