الإمارات تطلق مشروعاً كبيراً لطاقة الرياح على أعتاب استضافتها لمؤتمر COP28 المناخي
لا ريب أنّ دولة الإمارات العربية المتحدة تضع نصب عينيها أهدافاً طموحة في مجال الطاقة المتجددة، فهي إلى ذلك تسعى جاهدة ضمن استراتيجية الطاقة لعام 2050 إلى زيادة نسبة الطاقة النظيفة ضمن إجمالي إنتاج الطاقة في البلاد، ليبلغ قرابة 50% في عام 2050، على أن يشمل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.
وتتجه دولة الإمارات العربية المتحدة للاستفادة من ظروف الرياح المواتية في بعض مناطق البلاد لإنتاج الطاقة منها، لا سيما أنها تتمتع بموقع جغرافي يتيح هبوب الرياح باستمرار. لذلك تسعى الدولة لطرح مشروع ضخم لطاقة الرياح بقدرة 103.5 ميجاواط، بحيث تتولى قيادته شركة أبو ظبي لطاقة المستقبل، المعروفة أيضاً باسم مصدر. فهذه الشركة تستعرض أحدث الابتكارات والتقنيات المتاحة للاستفادة من طاقة الرياح بسرعاتها المنخفضة واستخدامها حسب مقياس المنفعة.
ومن المتوقع أن يوفر المشروع الجديد الطاقة لنحو 23 ألف منزل سنوياً ضمن البلاد، وهو إلى ذلك سيقلل انبعاث غاز ثاني أكسدي الكربون بنحو 120 ألف طن، أي ما يعادل التخلص من 26 ألف مركبة سنوياً.
وعلى العموم لم يكن استخدام طاقة الرياح في الماضي وسيلة مجدية نظراً لسرعات الرياح المنخفضة في البلاد، لكنّ التقدم الحاصل في تكنولوجيا المناخ والطاقة المتجددة أتاحا تحقيق ذلك في الآونة الأخيرة؛ فقد أصبحت هذه التكنولوجيا مجدية مالياً وقابلة للتطوير والاستخدام على نطاق واسع بفضل أحجام التوربينات الأكبر من السابق، جنباً إلى جنب مع انخفاض نفقات الأجهزة المستخدمة، ورصد ظاهرة جوية توضح هبوب رياحٍ قوية في أثناء الليل.
ولأجل ذلك كله، يمكن الاستفادة من طاقة الرياح حالياً بحيث تكون مكملاً لعملية توليد الطاقة من أشعة الشمس نهاراً في الإمارات. ولا شك أنّ هذا التطور الجديد يشكل نقلة نوعية في البلاد، خاصة أنّها المرة الأولى التي تعتمد فيها الإمارات على طاقة الرياح ضمن مصادر إنتاج الطاقة لديها.
وفي هذا الصدد، قال معالي الدكتور سلطان الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة في دولة الإمارات العربية المتحدة، والرئيس المعين لمؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغيّر المناخ (COP28)، ورئيس مجلس إدارة مصدر: “إن برنامج الإمارات العربية المتحدة لطاقة الرياح مصدر فخر وطني لنا جميعاً، وبرهان حقيقي على قدرة مصدر على تولي الريادة وتنفيذ أحدث الابتكارات في مجال طاقة الرياح وتكنولوجيا الطاقة المتجددة. فقبل عشرين عاماً، وقبل إنشاء شركة مصدر، أشرف صاحب السمو الشيخ زايد، الذي كان معروفاً باهتمامه وعنايته الكبيرة بشؤون البيئة، على إتمام إنجاز توربينات الرياح في جزيرة صير بني ياس. وتعزز مصدر من موقعها كمصدر للطاقة النظيفة في الإمارات هذا الإرث الكبير، فهي تدعم رؤية الدولة باعتبارها شركة رائدة عالمياً في مجال الاستدامة والعمل المناخي، وتسعى جاهدة لاستغلال الإمكانات الجديدة لطاقة الرياح؛ فالتحول الفعال في مجال الطاقة يستلزم من بلدان العالم مضاعفة مواردها من الطاقة المتجددة بحلول عام 2030، بما يكفل تلبية احتياجاتها المختلفة حسب الأهداف الواردة في اتفاقية باريس”.
ولا ريب أنّ هذه التطورات كلها أصبحت ممكنة على أرض الواقع بسبب الإطار التنظيمي لدولة الإمارات، الذي وُضِعَ بغرض دعم مشاريع الطاقة المتجددة، ومنها طاقة الرياح. ويتضمن الإطار مجموعة من الحوافز وتعريفات تغذية الشبكة الكهربائية، فضلاً عن اتفاقيات شراء الطاقة لاستقطاب المستثمرين وتشجيع تطوير مشاريع الطاقة النظيفة.