الأسهم الأمريكية تشهد أسوأ هبوط لها منذ الأزمة الاقتصادية
لا يمر يوم تقريبًا إلّا ونرى تأثير جديد من فيروس كورونا الجديد على الاقتصاد والأعمال في جميع أنحاء العالم، فبعد إعلان عدد من شركات التقنية انخفاض توقعاتها المالية بخصوص العوائد من المبيعات بسبب انخفاض الطلب على الأجهزة وبطء الإنتاج، ظهر تقرير مؤخرًا من بلومبيرج يشير إلى تراجع الأسهم الأمريكية بنسبة تزيد على 7.5 في المائة كي تشهد أسوأ هبوط لها منذ الأزمة المالية العالمية في 2008.
اهتزت الأسواق المالية الأمريكية التي باتت متوترة بالفعل بسبب انتشار فيروس كورونا في المزيد من الدول حول العالم، بفعل حروب النفط، وهبطت عوائد سندات الخزانة، كما هبطت أسعار النفط الخام بنسبة 20 في المائة وسط تراجع أسواق الائتمان.
الهبوط الأكبر كان من نصيب مؤشر S&P 500 لدرجة تزيد على الانخفاض الذي حدث في ديسمبر 2008 حتى، بينما انخفض مؤشر داو جونز الصناعي بمقدار 2,000 نقطة، وخسرت رؤوس الأموال الصغيرة أكثر من 9 في المائة بسبب هروب المستثمرين من الأصول عالية المخاطر بالتزامن مع ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا COVID-19 وعدم استعداد الإدارة الأمريكية حتى الآن للتخفيف من حدة الأزمة الاقتصادية المتوقعة.
انخفاض الأسهم الأمريكية
- انخفضت جميع شركات مؤشر ستاندرد آند بورز 500 باستثناء تسعة شركات فقط يوم أمس الإثنين، وانخفضت أسهم إكسون موبيل وشيفرون بنسبة 12 في المائة، بينما خسرت البنوك ما يصل إلى 11 في المائة، وحتى شركة ابل التقنية شهدت انخفاض في الأسهم بنسبة 7.9 في المائة، وكذلك Dow Chemical بنسبة 22 في المائة.
- بدأ انحدار المسار عند الافتتاح مع خسائر بلغت 7 في المائة في أربع دقائق فقط، مما تسبب في توقّف التداول ببورصة نيويورك لمدة 15 دقيقة، وعادةً ما تُغلق الأسواق عندما تصل الخسائر إلى 20 في المائة. بلغ الانخفاض في المؤشر بنسبة 19 في المائة تقريبًا.
- انخفض النفط الخام بعد تفكك حلف أوبك+، وانخفض خام غرب تكساس وبرنت بنسبة 25 في المائة.
- هبط العائد على سندات الخزانة ذات العشر سنوات إلى أقل من 0.5 في المائة، قبل أن يعود للارتفاع إلى 0.57 في المائة، وانخفض عائد سندات الثلاثين عام إلى ما دون 0.9 في المائة، مما أدى إلى انخفاض منحنى العائد الأمريكي بأكمله عن 1 في المائة لأول مرة في التاريخ.
- انخفض مؤشر Stoxx Europe 600 للمرة الأولى بهذه الدرجة منذ 2016، ويبدو أن العديد من أجهزة القياس أصبحت مهيأة للدخول في الأسواق الهابطة Bear Markets.
- ارتفع مؤشر مشتقات الولايات المتحدة الذي يقيس المخاطر المتصورة لائتمان الشركات بنسبة هي الأكبر منذ انهيار ليمان براذرز.
- شهدت أسعار الصرف حركات حادة – بما في ذلك الين – حيث كافح المتداولون لتحديد النطاقات الجديدة. ارتفع الين حوالي 3 في المائة مقابل الدولار، بينما ارتفع اليورو والفرنك السويسري أكثر من 1 في المائة.
انخفاض أسعار النفط
هدد انهيار أسعار النفط بتصعيد السياسات والميزانيات في جميع أنحاء العالم، وتزايد التوترات في القروض ذات العوائد المرتفعة، والضغط على محافظي البنوك المركزية الذين يحاولون تجنب الركود.
عادةً ما يكون هذا الأمر بمثابة نعمة للمستهلكين في الظروف الطبيعية، حيث أن انخفاض أسعار النفط يعني انخفاض في أسعار الوقود، ولكن فيروس كورونا يُبقي الجميع في المنزل لذا لا توجد استفادة حقيقية للمستهلك من هذا الانخفاض.