استخدام الهواتف لأكثر من 4 ساعات يومياً يسبب مشاكل نفسية لدى المراهقين
⬤ توصل باحثون كوريون إلى وجود صلة محتملة بين المشكلات النفسية لدى المراهقين، وبين استخدام الهواتف.
⬤ شملت الدراسة 50 ألف مراهق، وأظهرت ارتفاع معدلات المشكلات الصحية لدى من يستخدم الهاتف لأكثر من 4 ساعات.
⬤ يبدو أن استخدام الهواتف المطول مرتبط بمشاكل صحية أخرى أيضاً مثل مشكلات النوم والميل للإدمان.
أجرى باحثون دراسة علمية جديدة شملت 50 ألفَ مراهقٍ كوري، وكشفت نتائجها عن ارتفاع معدلات المشكلات النفسية وتعاطي مواد الإدمان بين المشاركين الذين استخدموا هواتفهم الذكية لأكثر من 4 ساعات يومياً، وذلك مقارنة مع نظرائهم الآخرين المشاركين في الدراسة. ونشر الباحثان جين هوا مون وجونج هو تشا وزملاؤهما في المركز الطبي بجامعة هانيانج الكورية هذه النتائج في دورية PLOS ONE.
وأبانت دراسات سابقة عن زيادة بارزة في استخدام المراهقين لهواتفهم الذكية خلال الأعوام الأخيرة، وأظهرت الصلة بين هذا الاستخدام الكثيف وبين زيادة احتمال المعاناة من تأثيرات ضارة على الصحة، مثل الاضطرابات النفسية، ومشكلات النوم، ومشكلات البصر والعيون، والاضطرابات العضلية الهيكلية. في المقابل أشارت أدلة أخرى إلى أن تصفح الإنترنت يومياً مرتبط بتحسن الصحة البدنية والنفسية للمراهقين.
وسعى الباحثون للوصول إلى فهم أعمق لطبيعة العلاقة بين الصحة وبين استخدام المراهقين للهواتف الذكية، لذلك حللوا بيانات عائدة لأكثر من 50 ألف مراهق كوري شاركوا في مسح استقصائي على الإنترنت لدراسة السلوكيات الخطرة بين الشباب الكوري، وقد جُمعت بيانات هذا الاستقصاء خلال المدة بين عامي 2017 و2020. وتضمنت البيانات التي حصل عليها الباحثون كلاً من: العدد التقريبي للساعات اليومية التي يستخدم فيها المشارك هاتفه الذكي، والتدابير الصحية المختلفة لديهم.
واعتمد الباحثون في التحليل الإحصائي للبيانات على مطابقة درجات الميل، واستعانوا بها بخصوص العوامل الأخرى المرتبطة بالنتائج الصحية مثل العمر، والجنس، والحالة الاجتماعية والاقتصادية. وتوصل الباحثون إلى مجموعة من النتائج، فاكتشفوا زيادة في نسبة المراهقين الذي استخدموا الهاتف لأكثر من ساعتين يومياً؛ إذ ارتفعت النسبة من 64.3% عام 2017، إلى 85.7% عام 2020.
وبينت النتائج أيضاً أنّ ارتفاع معدلات التوتر، والأفكار الانتحارية، وتعاطي مواد الإدمان بين المراهقين الذين استخدموا الهاتف الذكي لأكثر من 4 ساعات يومياً، وذلك بالمقارنة مع نظرائهم الذين استعملوا هواتفهم لأقل من 4 ساعات يومياً. ومع ذلك كشفت النتائج أيضاً انخفاض معدل المشكلات الصحية لدى المراهقين الذين استعملوا الهاتف الذكي لساعة أو ساعتين يومياً، مقارنةً بآخرين لم يستخدموه على الإطلاق.
ويرى الباحثون أنّ هذه الدراسة لا تجزم بوجود علاقة سببية بين استخدام الهواتف الذكية وبين التأثيرات الصحية الضارة، لكنها ولا ريب تفيد في تحديد إرشادات الاستخدام المناسبة للمراهقين، لا سيما إذا ظل معدل الاستخدام اليومي مرتفعاً.