ابتكارات التقنية الغذائية والشركات الناشئة التي تعمل على نشرها
عبر العقود دخلت التقنية في العديد من مجالات الحياة لتسهيلها وجعل وصولها أكبر للجميع، حيث باتت موجودة في قطاعات مثل النقل والرعاية الصحية والخدمات الحكومية والتعاملات البنكية وسواها. لكن واحدة من أحدث وربما أهم المجالات التقنية الناشئة هي التقنية الغذائية التي بدأت بالظهور منذ سنوات عديدة، لكنها تأخذ منحىً جديداً أكثر أهمية وتأثيراً مؤخراً.
لعل السبب الأساسي في تغير عالم التقنية الغذائية اليوم هو الوباء الذي عصف بالعالم منذ مطلع عام 2020، حيث ساهم الأمر بإقناع العديد من شركات الأغذية بأن استخدام التقنية في المجال مفيد لها ولعملها، وبالنتيجة ازدهرت بعض الشركات الناشئة في عدة تخصصات وجمعت استثمارات تسمح لها بالتقدم للأمام، وهنا بعض منها:
الروبوتيات والمكننة
- الشركة: Miso Robotics.
- الاستثمارات الجديدة: 14.65 مليون دولار أمريكي.
نتيجة الوباء وإجراءات التباعد الاجتماعي المفروضة من جهة، والارتفاع التدريجي لأجور العمال بدأت الشركات في العام الماضي بالنظر بشكل أكبر تجاه ادخال الروبوتيات في عمل المطاعم وبالأخص في حالة الوجبات السريعة التي تركز على الكم بالدرجة الأولى ولا تتضمن الكثير من المهارة من الموظفين.
أحد أهم الابتكارات الجديدة في المجال هي “Flippy” التي هي ذراع روبوتية من تصنيع شركة Miso Robotics، حيث تقوم الذراع الروبوتية بقلي العديد من أنواع الأطعمة السريعة مثل البطاطس والدجاج والعديد من الأغذية الأخرى.
في العام الماضي حصلت الذراع الروبوتية على فرصتها أخيراً مع تبني استخدامها في أحد مطاعم سلسلة White Castle في الولايات المتحدة، حيث حققت التجربة نجاحاً واضحاً مع مخططات لتوسيعها إلى عدة مطاعم أخرى للشركة ونظرات من شركات الأطعمة السريعة الأخرى لتبني الذراع الروبوتية أو تقنيات مشابهة لها قريباً.
أتمتة استقبال الطلبات الخارجية
- الشركة: Kea
- الاستثمارات الجديدة: 10 ملايين دولار أمريكي.
مع أن العديد من سلاسل المطاعم الكبرى اليوم تمتلك تطبيقات مخصصة لطلب الطعام عبرها، فالنسبة الأكبر من المطاعم أو حتى السلاسل الصغيرة لا تستطيع تحمل تكاليف التطوير أو أنها ليست كبيرة كفاية ليكون هناك قاعدة مستخدمين لتطبيقاتها، وبالنتيجة لا تزال نسبة كبيرة من الطلبات تتم بالطريقة التقليدية: عبر الهاتف.
مهمة شركة Kea هي أتمتة الطلب عبر الهاتف بالاعتماد على بوت محادثة ذكي، ومنذ الآن تم استخدام بوت محادثة الشركة في أكثر من 250 مطعماً وحتى أنه مستخدم في عدة سلاسل مطاعم محلية. حيث يفيد البوت باستقبال الطلبات ومعالجة بيانات الدفع وحتى اقتراح الطلبات حسب الطلبات السابقة للزبائن، وفي حال كان هناك خطأ ما أو مشكلة يمكن للزبائن طلب التحويل إلى مستقبل مكالمات حقيقي.
تسويق المطاعم بالاعتماد على البيانات
- الشركة: Brightloom
- الاستثمارات الجديدة: 15 مليون دولار أمريكي (مجموع الاستثمارات يزيد عن 140 مليون دولار).
مهمة شركة Brightloom هي الاعتماد على سياسة التسويق الناجحة جداً لسلسة مقاهي Starbucks، وتقديمها كخيار للمطاعم والسلاسل الصغيرة التي لا تمتلك البنية أو القدرة المالية لصرف ملايين الدولارات على استراتيجية تسويق فعالة تجلب المزيد من الزبائن وتحافظ على الزبائن المعتادين.
قامت الشركة بترخيص جزء من برمجيات التسويق الخاصة بشركة Starbucks، حيث ستعتمد على الذكاء الاصطناعي لدراسة وتحليل أنماط الشراء الخاصة بالزبائن المختلفين، وبالاعتماد على هذه البيانات ستقدم لهم خصومات أو كوبونات عبر رسائل البريد الإلكتروني لجعلهم أكثر ميلاً للعودة إلى المطعم من جديد.
تقصير وقت استلام الطلبات عبر ممرات السيارات
- الشركة: Bluedot
- الاستثمارات الجديدة: 9.9 مليون دولار أمريكي.
خلال فترة الوباء بالأخص، باتت الطريقة الأكثر شعبية للحصول على الطعام وبالأخص من مطاعم الوجبات السريعة هي عبر ممرات السيارات، حيث يقوم الزبائن بطلب الطعام مسبقاً ومن ثم يستلمونه عبر نوافذ مخصصة دون الحاجة للنزول من السيارة. وبالنسبة لشركة Bluedot فمن الممكن تحسين تجربة استلام الطعام عبر ممرات السيارات بشكل كبير عبر تقصير المدة الزمنية.
تعتمد تقنية الشركة على تتبع موقع الزبون لتحديد بعده عن المطعم والوقت اللازم له للوصول، كما يقوم بإخطار طاقم المطعم تلقائياً بحيث يكون الطعام ساخناً وجاهزاً لحظة وصول الزبون دون الحاجة للانتظار لوقت طويل.
وفق الشركة فتقنيتها تقصر مدة كل تعامل على شبابيك ممرات السيارات بحوالي 25 ثانية، وهو وقت يترجم إلى توفير الملايين من الدولارات عند احتساب عدد السيارات الكبير الذي يمر كل عام في ممرات السيارات لمطاعم السلاسل الكبرى.