ائتلاف من الشركات يحاول حل مشاكل الطاقة التي سببها الذكاء الاصطناعي، باستخدام الذكاء الاصطناعي

⬤ أطلقت Nvidia ومعهد EPRI اتحاد Open Power AI Consortium لاستثمار الذكاء الاصطناعي في تعزيز شبكة الكهرباء.

⬤ يضم الاتحاد عمالقة التقنية وشركات الطاقة لتطوير تطبيقات ذكاء اصطناعي مفتوحة المصدر لتحسين كفاءة الشبكة.

⬤ رغم التركيز على البنية التحتية، يثير غياب مطوري الذكاء الاصطناعي الكبار تساؤلات حول الجدوى والتعاون المستقبلي.

في مفارقة تقنية مثيرة، تُستغل الآن نفس التقنية التي أدت إلى ارتفاع غير مسبوق في استهلاك الطاقة، أي الذكاء الاصطناعي، لمعالجة التحديات الكهربائية الناجمة عن هذا الارتفاع. فقد أعلنت شركة Nvidia عن شراكة رائدة مع معهد أبحاث الطاقة الكهربائية (EPRI)، وهو الذراع البحثي والتطويري في صناعة الطاقة ومقره بالبالو ألتو، لإطلاق اتحاد Open Power AI Consortium، وهي مبادرة تعاونية تهدف إلى استثمار الذكاء الاصطناعي لتعزيز البنية التحتية الأمريكية للطاقة وتحسين أدائها.

جرى إطلاق هذه المبادرة خلال مؤتمر المطورين الخاص بشركة Nvidia، حيث جمعت ائتلافاً قوياً من شركات الطاقة ورواد التقنية لمواجهة الطلب المتزايد على الكهرباء، والناتج عن النمو المستمر للذكاء الاصطناعي ومراكز البيانات ذات استهلاك الطاقة العالي.

في تقرير صدر مؤخراً، توقع باحثون لدى الوكالة الدولية للطاقة (IEA) ارتفاعاً غير مسبوق في الطلب العالمي على الكهرباء، بمعدل نمو سنوي 4% حتى 2027، ما يكافئ إضافة استهلاك يفوق إجمالي استهلاك اليابان سنوياً، والعامل الرئيسي لذلك شراهة تطبيقات الذكاء الاصطناعي.

يقود الاتحاد المزمع معهد EPRI، ويضم قائمة مميزة من الأعضاء المؤسسين. فبجانب Nvidia، انضمت عمالقة التقنية، مثل Microsoft، وAWS، و Oracle، إلى صفوف اللاعبين الرئيسيين في قطاع المرافق مثل PG&E و Con Edison و Constellation Energy و Duke Energy و Tennessee Valley Authority و ENOWA (شركة الطاقة والمياه التابعة لمشروع NEOM) و New York Power Authority و Southern California Edison و Westinghouse Electric Company.

تركزلمهمة Open Power AI Consortium الأساسية على تطوير نماذج وتطبيقات ذكاء اصطناعي متخصصة لمعالجة المشكلات متعددة الأوجه التي تواجه شبكة الكهرباء. وستُتاح هذه الأدوات مفتوحة المصدر للباحثين في الأوساط الأكاديمية والصناعية.

في هذا السياق، أوضح جيريمي رينشو، قائد الاتحاد في معهد EPRI، أن المسألة تتعلق بالحصول على البيانات الصحيحة وتنقيتها لتكون صالحة للاستخدام في أنظمة الذكاء الاصطناعي. وأكد على الكميات الهائلة من البيانات التي تحتفظ بها شركات الطاقة، مشيراً إلى الحاجة الملحة لتنظيمها بكفاءة ليتمكن الذكاء الاصطناعي من معالجتها واستخلاص رؤى مفيدة.

تركز أهداف الاتحاد على «تعزيز موثوقية الشبكة،» بحسبما أفاد الرئيس التنفيذي لمعهد EPRI، أرشاد منصور. ويتضمن ذلك استكشاف حلول مبتكرة مثل التنبؤ بانقطاع التيار الكهربائي ومنعه، وتحسين أداء أصول توليد الطاقة، وإدارة توزيع الطاقة بذكاء وكفاءة أكبر لتلبية الطلبات المتقلبة.

يأتي هذا التحرك في ظل قلق متزايد داخل القطاع التقني بشأن الضغط الذي تفرضه أحمال الذكاء الاصطناعي على مراكز البيانات. وقد شهدت المنافسة لتوفير الطاقة تأمين شركات التقنية لمصادر طاقة جديدة بشكل مكثف، حيث برزت مشروعات الطاقة المتجددة، ولا سيما الطاقة الشمسية، كخيار مفضل نظراً لانخفاض تكلفتها وسرعة تنفيذها.

مع ذلك، ليس توليد المزيد من الطاقة الحل الوحيد؛ إذ من المرجح أن يستكشف الاتحاد أيضاً استراتيجيات لتحسين استخدام الشبكة القائمة. وبهذا الصدد، تشير دراسة حديثة إلى أن تقليص المهام غير الحرجة زمنياً خلال فترات الذروة قد يؤدي إلى تحرير قدر كبير من الطاقة الإضافية ضمن شبكة الولايات المتحدة.

من اللافت للنظر أن التشكيلة الأولية للاتحاد تخلو من أسماء بعض أبرز مطوري نماذج الذكاء الاصطناعي المتقدمة مثل Anthropic و Google و OpenAI. وبينما يبدو أن التركيز ينصب على جوانب البنية التحتية، يثير غياب هؤلاء اللاعبين الرئيسيين تساؤلات حول إمكانية التعاون مستقبلاً.