إحدى أكبر شركات التقنية توقف توظيف مهندسي البرمجيات لأن «الذكاء الاصطناعي يفي بالغرض»

⬤ أعلنت Salesforce تجميد التوظيف الهندسي حتى نهاية 2025 بعد ارتفاع إنتاجية الفرق بفضل الذكاء الاصطناعي.

⬤ سجلت الشركة إيرادات ربع سنوية بقيمة 9.99 مليار دولار أمريكي مؤخراً، لكنها لم ترق لمستوى توقعات المحللين.

⬤ يرى الرئيس التنفيذي للشركة أن الذكاء الاصطناعي سيشكل مستقبل القوى العاملة ويسهم بثورة في العمل الرقمي.

كشفت شركة Salesforce، عملاق أنظمة إدارة علاقات العملاء (CRM)، عن قرار جريء بتجميد التوظيف في أقسام الهندسة حتى نهاية عام 2025، في خطوة تعكس تحولاً جوهرياً في قطاع التقنية. وأعلن الرئيس التنفيذي للشركة مارك بينيوف هذا القرار اللافت، مرجعاً إياه إلى قفزة بنسبة 30% في إنتاجية الفرق الهندسية، وذلك بفضل استثمارات استراتيجية في أدوات الذكاء الاصطناعي المتطورة لتطوير البرمجيات.

جاء هذا الإعلان خلال مكالمة أرباح أعقبت نشر نتائج الربع الرابع من العام المالي، إذ سجلت Salesforce إيرادات بلغت 9.99 مليار دولار، محققة نمواً سنوياً بنسبة 8%، كما ارتفع صافي الدخل إلى 1.7 مليار دولار مقارنة مع 1.4 مليار دولار في العام السابق. ومع ذلك، لم تحقق الإيرادات التوقعات الداخلية للشركة أو توقعات المحللين.

من جانبها، أوضحت المديرة المالية للشركة، إيمي ويفر، أن هذا التراجع الطفيف يعود إلى أن تطبيق الذكاء الاصطناعي الجديد Agentforce لا يزال في مراحله الأولية، مما أدى إلى توقعات حذرة للإيرادات في السنة المالية 2026، والتي تتراوح بين 40.5 و40.9 مليار دولار، وهي أقل من متوسط تقديرات المحللين عند 41.35 مليار دولار. لكنها توقعت أن يحقق التطبيق مساهمة أكبر في الإيرادات خلال السنة المالية 2027. كما أشارت إلى أن أسعار الصرف وإعادة هيكلة استراتيجيات الخدمات المهنية أثرت أيضاً على التوقعات المالية للشركة.

مواضيع مشابهة

يتجاوز منظور بينيوف المكاسب المالية الآنية، إذ يرى أن الذكاء الاصطناعي ليس مجرد أداة، بل عنصر أساسي في القوى العاملة المستقبلية. وقال في تصريح لافت: «نحن آخر جيل من الرؤساء التنفيذيين الذين يديرون البشر فقط. الجيل القادم سيدير البشر والوكلاء معاً». وأكد أن الذكاء الاصطناعي لا يستهدف استبدال الوظائف البشرية، بل يهدف إلى نموذج تعاوني يعزز الإنتاجية. وأشار إلى أن Salesforce تسعى لأن تكون الرائدة عالمياً في مجال «العمل الرقمي»، عبر قيادة ما وصفه «ثورة العمل الرقمي.»

لا تقتصر هذه الاستراتيجية على التطبيقات الموجهة للعملاء فحسب، بل تشمل أيضاً تحسين كفاءة فرق العمل داخل الشركة. وقد شدد بينيوف على أن «كل شركة تحتاج إلى الأتمتة لموظفيها. ولا توجد شركة لن تحتاج إلى طبقة من الوكلاء الرقميين»، مؤكداً أن الحاجة إلى الذكاء الاصطناعي أصبحت شاملة في مختلف القطاعات.

من المثير للاهتمام أن هذا الإعلان جاء في نفس العام الذي أقدمت فيه Salesforce على تسريح نحو ألف موظف، بينما واصلت التوظيف في مجالات المبيعات، ما يشي بإعادة هيكلة استراتيجية لتركيز أولويات القوى العاملة على نمو المبيعات، مع تعزيز كفاءة الهندسة عبر الذكاء الاصطناعي.

بهذا الصدد، يلاحظ محللون في القطاع تحولاً في استراتيجيات الاستثمار في الذكاء الاصطناعي، حيث شهد عام 2024 توجهاً نحو مشاريع طموحة لم تحقق نجاحات ملموسة، بينما يبدو أن عام 2025 سيكون عاماً لتطبيقات الذكاء الاصطناعي العملية التي تحقق مكاسب إنتاجية فعلية، وهو ما تتبناه Salesforce بقوة.

بطبيعة الحال، يعكس قرار Salesforce بتجميد التوظيف الهندسي قوة التحول الذي يجلبه الذكاء الاصطناعي إلى سوق العمل، حيث تتجه الشركات نحو تبني هذه التقنيات لتعزيز الكفاءة والابتكار.

شارك المحتوى |
close icon