أيهما أفضل جوجل أم سامسونج؟
إن عالمنا مليء بالشركات التي تعمل ليلاً نهاراً من أجل السيطرة على أكبر عدد ممكن من جوانب حياتنا، ويبدو أن هناك ثلاثة لاعبين حقيقيين في عالم التقنيات وهم: ابل، جوجل، و سامسونج.
بالنسبة لابل فإنها ستحافظ إلى الأبد على النمط الذي تتبعه وستبقي منتجاتها مميزة ورائدة ومتكاملة فيما بينها، أما من الناحية الأخرى فإن جوجل وسامسونج تتنافسان بشدة لتقديم المنصة البديلة الحرة التي يمكن للجميع استخدامها وتوفير الأساس الذي يعتمد عليه الجميع.
قامت سامسونج في هذا الأسبوع بإنفاق 200 مليون دولار من أجل امتلاك SmartThings، واحدة من الشركات العديدة التي تتنافس لكي تكون المنصة التأسيسية للمنزل الذكي، وهذا ما يضع سامسونج على خط المنافسة وجهاً لوجه مع جوجل مرة أخرى حيث أن الأخيرة قامت مؤخراً بشراء شركة Nest لذات الغاية، وقد ارتفع التوتر بين نظام اندرويد الذي ترغب جوجل بنشره وبين نظام اندرويد الموجود على أجهزة Galaxy إلى درجة دفعت بجوجل لبيع موتورولا لكي تتابع المنافسة مع سامسونج.
إذاً من سيكون الرابح في هذا الصراع؟
إن السبب الأهم وراء نجاح سامسونج ليس الهواتف أو الثلاجات أو أنظمة الصواريخ البالستية أو أي منتج نهائي يقوم الناس بشرائه، بل إنه امتلاك الشركة لمصانع تقوم بإنتاج شاشات كبيرة الحجم وبسعر رخيص.
إن تصميم شاشات كبيرة بسعر رخيص هو ما ساعد سامسونج على التغلب على سوني في مجال شاشات التلفاز قبل سنوات عدة، فمع تزايد الطلب على شاشات HD مسطحة قامت سامسونج بإنتاج شاشات LCD تلائم حاجات المستخدمين، ورغم أنها ليست بجودة شاشات سوني إلا أن ذلك لم يعد مشكلة على الإطلاق فالناس حينها لم يكونوا مهتمين بجودة الصورة بل كان كل ما يرغبون به هو شاشات مسطحة جميلة وهذا ما عملت سامسونج على تقديمه، وإضافة لذلك فإن التنوع الذي تشهده شاشات التلفاز لم يشكل عائقاً أمام سامسونج حيث أنها كانت قادرة على التحسين من إنتاجها لشاشات LCD والقيام بتصميم شاشات بأحجام مناسبة.
السياسة نفسها قامت سامسونج باتباعها في مجال الهواتف الذكية حيث أطلقت الشركة كمية كبيرة ومتنوعة من الشاشات وبأحجام مختلفة، وعندما توجه المستخدمون إلى الشاشات الكبيرة استجابت الشركة بشكل سريع عبر تصميم شاشات OLED عملاقة تقدم ألواناً زاهية جداً وذلك كله من أجل أن تكون لها مكانة كبيرة في السوق، فلا أحد يقوم بتصميم شاشات OLED بنفس المعدل الذي تقوم به سامسونج وهذا ما يجعل سامسونج المنافسة الوحيدة لابل.
لكن من الناحية الأخرى فإن السلبية الوحيدة في هذه السياسة هي أن سامسونج تعتمد دوماً على شركات أخرى من أجل تصميم هذه الشاشات الكبيرة والرخيصة، فمثلاً نرى أن شركات Hollywood و Netflix و Comcast هي المسؤولة عن تصميم شاشات التلفاز الخاصة بسامسونج وليس Samsung Media Hub، وإن اندرويد هو النظام الذي يعمل على سامسونج وGoogle Play هو المتجر الخاص بالتطبيقات وليس مثلاً تطبيق Samsung S Bazaar، والآن وبعد أن أصبحت المزايا المتعلقة بامتلاك مصانع لتصميم الشاشات متساوية بين مختلف الشركات فإن معدل نمو الشركة وتطورها في سوق الهواتف المحمولة لم يعد بالسرعة التي كان عليها ويجب عليها الآن أن تبحث عن شيء يميزها بدلاً من الشاشات كبيرة الحجم.
الأمر الآخر الذي يعد سلبياً بالنسبة لسامسونج هو أنها لم تستخدم أبداً التطبيقات أو المنصات لأي هدف سوى إصدار شاشات كبيرة الحجم بشكل أسرع وأرخص من باقي الشركات، وهذا هو الفرق بينها وبين جوجل فرغم أن العالم يرغب سامسونج إلا أنها لا تركز جهودها على تصميم المنصات كما تفعل جوجل، فالأخيرة تجني أموالها عبر إنشاء المنصات والأنظمة القادرة على العمل والتواصل بشكل سلس مع المستخدمين، ورغم أنها سياسة مملة بعض الشيء إلا أن التطور واضح تماماً والخدمات التي تقدمها مفيدة للغاية، وهذا ما لن تستطيع سامسونج فعله أبداً حيث أنها لا تملك الحافز أو الدافع لذلك فهي تقوم بتصميم البرامج والتطبيقات من أجل بيع الشاشات الكبيرة بينما تقوم جوجل بتصميم هذه التطبيقات من أجل السيطرة على العالم.
هذا الفارق الجوهري هو ما سيدفع جوجل لتربح الصراع ضد سامسونج.