صاروخ مصنوع بالطباعة ثلاثية الأبعاد ينطلق في رحلة نحو الفضاء
⬤ ضمن تطور جديد لصناعة الفضاء، أطلقت شركة أمريكية أول صاروخ فضائي مصنوع بالطباعة ثلاثية الأبعاد.
⬤ في الماضي، كانت شركات مثل SpaceX قد طورت صناعات الفضاء عبر الصواريخ القابلة لإعادة الاستخدام.
⬤ مع أن الإطلاق لم يكن نجاحاً كاملاً، فقد كان خطوة هامة وإثباتاً لفعالية صناعة الصواريخ بالطباعة ثلاثية الأبعاد.
شهد الأسبوع الماضي حدثاً مميزاً في مجال الفضاء عندما أطلقت شركة Relativity Space الأمريكية أول صاروخ فضائي مصنوع بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد في العالم. حيث أطلقت الشركة صاروخها الذي يحمل اسم Terran 1 من قاعدة كاب كانافيرال الواقعة في ولاية فلوريدا الأمريكية.
يبلغ طول صاروخ Terran 1 حوالي 33.5 متراً (110 قدماً)، لكن المميز فيه هو كونه مصنوعاً بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد. وخلال عملية الإطلاق، نجح الصاروخ في اجتياز مرحلة الضغط الديناميكي الأقصى بعد 80 ثانية، أي أنه قوي ومتين كفاية ليصل إلى الفضاء في الرحلات والتجارب اللاحقة. وبعد 3 دقائق من الإطلاق، انفصلت المرحلة الأولى للصاروخ ليبدأ اشتعال محركات الدفع في المرحلة الثانية، بيد أنّ الأمور لم تسر لاحقًا على النحو المخطط؛ إذ حال خلل طارئ دون اشتعال محركات المرحلة الثانية بشكل كامل، وبالنتيجة، هوى الصاروخ إلى المحيط الأطلسي عوضاً عن الاندفاع صوب مداره.
على الرغم من أن التجربة لم تكن نجاحاً كاملاً، يبدو أن شركة ريلاتيفيتي كانت أكثر من راضية عنها؛ فنموذج الأعمال في الشركة قائم على تبني فكرة الطباعة ثلاثية الأبعاد في تطوير الصواريخ؛ إذ ترى أنها أشد نجاعة وأسرع وقتًا من الطريقة التقليدية التي تستلزم زمناً طويلاً لبناء وتجميع أجزاء الصاروخ الكثيرة. فتصنيع صاروخ واحد بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد يستغرق 60 يوماً تقريباً، مقابل أشهر وربما سنوات لطرق التصنيع التقليدية.
بالإضافة للريادة في مجال الصواريخ المصنوعة بالطباعة ثلاثية الأبعاد، تعد شركة ريلاتيفيتي أول الشركات التي تستخدم وقود الميثان لصواريخها، وهذه علامة فارقة في مستقبل الرحلات الفضائية. فالميثان أقل تكلفة وأكثر فعالية من وقود الكيروسين المستخدم عادة في إطلاق الصواريخ، كما يتمتع بخاصية الاحتراق النظيف، مما يُسهل عملية تجديد الصواريخ المخصصة للاستخدام المتعدد. وقد نجحت ريلاتيفيتي في تطوير صاروخ يعمل بالميثان وسيحمل اسم Terran R، وتعتزم الشركة إطلاقه في رحلة فضائية إلى كوكب المريخ خلال العام القادم.
تأتي هذه الأخبار في فترة ازدهار للصناعات الفضائية في القطاع الخاص. فبعدما كان سباق الفضاء في القرن العشرين قائماً بين قطبي الحرب الباردة، أصبحنا الآن في خضم سباق آخر بين الشركات الخاصة لإطلاق رحلات متنوعة الأغراض نحو الفضاء. ففي العام الماضي أطلقت شركة Blue Origin (التي أسسها جيف بيزوس) رحلة سياحة فضائية أقلّت 6 ركاب من ضمنهم المصرية سارة صبري. فيما كانت شركة SpaceX السباقة في تصميم وتطوير الصواريخ المتعددة الاستخدام، مثل صاروخ فالكون 9 الذي أطلقته مؤخراً إلى محطة الفضاء الدولية، وعلى متنه رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي.