الفرق بين النكهات المختلفة لأندرويد: Android One وAndroid Go
مع كونه يهيمن على حوالي 75 حتى 85% من سوق الهواتف الذكية اليوم (تختلف الإحصائيات المتاحة بتقديراتها)، لا شك بكون نظام Android هو اللاعب الأساسي في عالم الهواتف الذكية اليوم. حيث أن الغالبية العظمى من هواتف العالم الذكية تستخدم هذا النظام، وقد شكل صدور نسخته الأولية عام 2008 ثورة تقنية لا تزال آثارها مستمرة حتى اليوم.
لكن وبينما أن المنافس الأساسي: iOS هو نظام موحد شبه متطابق بكل إصدار بغض النظر عن الجهاز الذي يعمل عليه، فالواقع هو أن نظام Android غير موحد أبداً، حيث أن هناك الإصدارات الخاصة ببعض الشركات المصنعة الكبرى مثل Samsung وHuawei وXiaomi، لكن بالإضافة إليها هناك أندرويد الخام (Stock Android)، بالإضافة إلى نظام Android One وAndroid Go، وهنا سنتناول هذه “النكهات” المختلفة من النظام، وما الذي يميزها عن بعضها البعض.
نظام أندرويد الخام (Stock Android)
لفهم الإصدار الخام من النظام يجب النظر إلى الطريقة المعتادة التي يصدر بها النظام عادة على الهواتف. حيث يبدأ الأمر من شركة Google التي تطور إصدارات النظام وترسل الكود المصدري للنظام إلى الشركات المصنعة. هنا لا يكون النظام جاهزاً حقاً بل أنه يحتاج إلى التخصيص ليعمل مع العتاد الخاص بكل هاتف على حدة بالشكل الأفضل، لكن الجزء الأهم ربما هو أن شركات الهواتف الكبرى تمتلك واجهات خاصة بها مختلفة عن الواجهة الافتراضية للنظام.
تقوم شركات الهواتف بإجراء تعديلات متراوحة التأثير على النظام الخاص بهواتفها، حيث يبدأ الأمر من التغييرات الشكلية التي تجعل واجهة كل شركة قابلة للتمييز عن سواها من حيث المظهر، لكن عادة ما تضاف مزايا إضافية مثل أوضاع خاصة لتوفير الطاقة أو خيارات مزامنة مستقلة أو أمور أخرى مثل نمط “مشغل الألعاب” الذي يكتم الإشعارات الخارجية أو حتى نمط النوافذ العائمة والاستخدام بيد واحدة وسواها.
عادة ما تكون الإضافات الخاصة بالشركات المصنعة للهواتف مفيدة في الواقع للمستخدمين، وكثيراً ما تأتي الميزات الجديدة إلى واجهات الشركات أبكر من وصولها إلى إصدار Google بسنوات، لكن بالمقابل هناك أضرار إضافية أحياناً، فبعض الواجهات من الممكن أن تؤثر على الأداء وتجعله أبطأ وأقل سلاسة مثلاً، كما أن بعض الشركات تضيف العديد من التطبيقات المثبتة مسبقاً وغير المرغوب بها (Bloatware).
اقرأ أيضاً: كيف تسبب هاتف iPhone الأصلي بالنجاح الهائل لنظام Android؟
كيف تسبب هاتف iPhone الأصلي بالنجاح الهائل لنظام Android؟
بالمقابل قررت شركة Google إصدار نموذج مبسط وخاص من نظام Android على الهواتف التي تنتجها، حيث بدأ الأمر من سلسلة هواتف Nexus التي كانت تصنع من شركات أخرى، وتحول لاحقاً إلى هواتف Pixel التي تصنعها Google وتصمم نظام Android عليها ليكون بمثابة دليل للشكل الذي يفترض للنظام أن يكون عليه.
إصدار أندرويد الموجود على هواتف Nexus سابقاً وPixel حالياً هو ما يعرف بكونه “أندرويد خام”، فهو يأتي دون تطبيقات من طرف ثالث، ومع الحد الأدنى من الميزات والتغييرات. بالنتيجة عادة ما يمتدح هذا النظام لأنه “خفيف” وسلس مقارنة بالواجهات الخاصة بالشركات، لكنه ليس ناجحاً حقاً للجميع مع ميل الكثيرين لتفضيل الميزات التي تضعها الشركات الأخرى فوق النظام ولو كان ذلك على حساب تأثر سرعة الهاتف بشكل طفيف.
نظام Android One
بدأ هذا النظام منذ عام 2014 كنسخة مخففة للغاية من نظام Android المعتاد بحيث يعمل بشكل أفضل على الهواتف الضعيفة من الفئات الدنيا. والأمر الأساسي المختلف هنا هو أن هذا النظام يأتي من Google نفسها دون أن تعدل عليه الشركات المصنعة، ويتم تطويره وإرسال التحديثات الأمنية وإضافة الميزات دون الحاجة لتدخل الشركة المصنعة. حيث تعني الشركة المصنعة بالعتاد فقط، فيما يكون النظام والبرمجيات من اختصاص Google فقط.
مع أن المعلومات عن الأمر معدومة، فمن المعتقد أن Android One هو في الواقع خدمة مدفوعة من Google، فعلى عكس الإصدارات المعتادة من أندرويد والتي تحصل عليها الشركات مجاناً، يشير التزام Google بالتحديث والتخصيص هنا إلى أن الأمر أشبه بحزمة خدمات إضافية تدفع الشركات المصنعة لقاء الحصول عليها.
تتضمن بعض هواتف Android One المتاحة حالياً أسماء مثل:
- Motorola One Action.
- Nokia 5.3, 8.3 والعديد من هواتف الشركة الأخرى.
- Xiaomi Mi A3 والإصدارات الأبكر من سلسلة Mi A.
- LG G7 One.
عموماً يمكن القول إن هواتف Android One لم تحقق الانتشار الذي كان متوقعاً لها حقاً، فهي لا تزال تشكل نسبة صغيرة جداً من مبيعات الهواتف العاملة بنظام Android اليوم، كما أن أكبر شركتين تستخدمان أندرويد: هواوي وسامسونج لم تطلقا أي هواتف تستخدم هذا الإصدار أصلاً.
اقرأ أيضاً: هواتف سامسونج التي ستحصل على 3 تحديثات اندرويد
نظام Android Go
تم تصميم هذا النظام ليعمل على أدنى الهواتف مواصفات في الأسواق، أي أن الهواتف التي تدعمه عادة ما تكلف أقل من 100 دولار أمريكي للشراء، وعادة ما تمتلك مواصفات ضعيفة جداً وحجم ذاكرة وصول عشوائي أدنى من 2GB. حيث تم إعادة تصميم نظام أندرويد المعتاد ليكون أقل ميزات ومع تطبيقات مخففة جداً من حيث الحجم واستهلاك البيانات والأثر على المعالج أيضاً بغرض جعل الهواتف الرخيصة جداً ممكنة وبالأخص للأسواق الناشئة حيث بيع هواتف الفئات المتوسطة والعالية أمر صعب للغاية.
بدأ المشروع من عام 2018 في الواقع مع أول دفعة هواتف تستخدم Android Go، ومع أن معظم هذه الهواتف كانت تأتي مع واجهة شبه مطابقة للنظام الخام، فـ Google لا تتولى إصدار التحديثات أو الشكل النهائي للنظام في الواقع، بل يتم توزيع الكود المصدري والشركات المصنعة هي من تتولى تخصيص النظام وتوفير التحديثات اللاحقة له بعدها.
بسبب كونه مخصصاً للهواتف من الفئات المنخفضة حصراً، فاستخدام نظام Android Go ليس تجربة جيدة حقاً، بل أنه بطيء للغاية كما أن التطبيقات المعتادة تعمل بشكل سيء عليه بسبب المواصفات المتدنية للعتاد، لذا لا ينصح باستخدام هواتف Android Go لمن يريد استخدام تطبيقات خارجية حقاً باستثناء بعض الإصدارات المخففة مثل Facebook Lite وMessenger Lite.