الكثير من المفاجئات: أكثر الشركات بيعاً للهواتف الذكية في 2021؟
بالعودة حوالي عقد ونصف إلى الخلف، كان سوق الهواتف الذكية محصوراً بعدة أسماء فقط: نوكيا، سوني، HTC وبالطبع بلاكبيري. لكن هذا كان قبل انفجار شعبية الهواتف الذكية والانتشار الهائل لشاشات اللمس وما تبعها من هيمنة نظامي iOS وأندرويد على السوق. حيث لم تعد الشركات الأربعة الأكبر في الماضي ضمن تصنيف الكبار أصلاً اليوم. وحتى أن اثنتين منها خرجتا من مجال الهواتف الذكية بشكل كامل.
يدل ما سبق على أن سوق الهواتف الذكية (كما معظم المجالات التقنية) تنافسي للغاية. وحتى الشركات الكبيرة والعريقة قد تجد نفسها في حالة تراجع عندما لا تنافس بقوة كفاية.
في هذا الموضوع سنتناول أكبر الشركات من حيث مبيعات الهواتف الذكية خلال عام 2021 حتى الآن. حيث سنسلط الضوء على حصص هذه الشركات الحالية وأرقامها السابقة والعوامل المؤثرة التي قادت إلى التغيرات الأخيرة. وتمثل الأرقام الحالية نسب النصف الأول من عام 2021 بعدما صدرت بيانات الربع الثاني مؤخراً.
1. سامسونج (Samsung)
20.5% من السوق – 133.3 مليون هاتف مباع
كما هو الحال منذ أعوام عديدة، فشركة سامسونج هي الأكبر عالمياً من حيث مبيعات الهواتف. ومع أن أرقامها لم تعد متفوقة بشدة كما الماضي، فهي تبدو وكأنها تعود إلى النمو مجدداً. حيث كانت حصة الشركة هي 20% في الربع الأول متبوعة بـ 19 في الربع الثاني من العام الماضي. فيما باتت حصتها في الربع الأول من العام الجاري 22% ومن ثم 19% في الربع الثاني. وهذا إنجاز هام بعد الربع الأخير من 2020 والذي كان الأسوأ للشركة منذ سنوات طويلة مع حصة هي 16% فقط.
يعتقد أن العامل الأساسي في عودة مبيعات الشركة للنمو هو الاستقبال الإيجابي للجيل الجديد من هواتف الفئة العليا للشركة: S21. إذ قدم الهاتف عدة ترقيات مفيدة مقارنة بالجيل السابق. وكان أرخص بشكل ملحوظ مما دفع الكثير من المستخدمين للنظر إليه كخيار أفضل.
2. شاومي (Xiaomi)
15.3% من السوق – 99.4 مليون هاتف مباع
عبر السنوات الأخيرة كانت شركة شاومي لاعباً هاماً وكبيراً على مجال السوق العالمية. وبالوصول إلى الربع الأول من 2021 حققت الشركة أعلى حصة سوقية في تاريخها. ومن ثم عادت لتحطم رقمها القياسي وتأخذ 17% من السوق في الربع الثاني. ومن الواضح أنها تسير على مسار مستقر مع نمو كبير عبر السنوات الأخيرة.
عموماً لم تكن إنجازات شاومي هي العامل الوحيد في نموها الأخير. بل يعود جزء كبير من الأمر عن تراجع جارتها الصينية هواوي نتيجة العقوبات الأمريكية. حيث انعكست خسارة هواوي بشكل إيجابي على شاومي والشركات الصينية الأخرى التي وسعت عملها أكثر وبالأخص في أوروبا الهامة جداً لهواوي.
يذكر أن هذه هي المرة الأولى التي تبيع فيها شاومي هواتف أكثر من شركة ابل. كما أنها باتت أقرب من أي وقت مضى لتصدر ترتيب مبيعات الهواتف الذكية والتغلب على سامسونج
3. ابل (Apple)
15% من السوق – 98 مليون هاتف مباع
من الأرقام الأخيرة من الواضح أن هواتف أيفون 12 التي أطلقتها الشركة في العام الماضي هي نجاح كبير للغاية. حيث وصلت الشركة إلى أرقام قياسية بفضلها وبالنتيجة باعت هواتفاً أكثر من أي ربع أول في تاريخها. وكان ذلك استمرارية لكون الربع الأخير من عام 2020 كان الأفضل في تاريخها أيضاً.
بشكل عام عادت حصة الشركة للانخفاض بشكل ملحوظ نتيجة أداء الربع الثاني. حيث عادة ما تنخفض مبيعات الشركة بوضوح في الربع الثاني مما يتيح المجال للمنافسين مثل شاومي لسرقة الأضواء مجدداً. حيث أن دورة إصدار هواتف أيفون تقتضي كون الربع الأخير من العام هو الانجح مع توزيع غير متساوٍ للمبيعات طوال العام.
4. أوبو (Oppo)
10.8% من السوق – 70.3 مليون هاتف مباع
كما هو الحال بالنسبة لشاومي، كانت السنوات الأخيرة تشهد نمواً مستمراً لشركة أوبو على المجال العالمي. ومع أن معدلات نمو أوبو ليست بمستوى نمو شاومي السريع، فهي تنمو بشكل مستقر. وبالأخص مع التحول التدريجي لبيع المزيد من هواتف الفئة العليا بدل التركيز على الهواتف الاقتصادية كما كانت تفعل في الماضي. وبالطبع استفادت الشركة من تراجع هواوي الأخير وانهيار حصتها من السوق.
5. فيفو (VIVO)
10.7% من السوق – 69.8 مليون هاتف مباع
عبر العامين الماضيين كانت حصة VIVO من السوق ثابتة نسبياً ومستقرة. حيث كانت الشركة تسيطر على 7 أو 8% من السوق وتحتل المرتبة السادسة طوال الوقت تقريباً. لكن كما شركات الصين الأخرى كان لانهيار مبيعات هواوي أثر على الشركة. وحصلت على أكبر حصة سوقية في تاريخها ونمت مبيعاتها وبالأخص في سوقها الأساسية في الصين.
6. هواوي (Huawei)
3.7% من السوق – 24.2 مليون هاتف مباع
في الربع الأول من عام 2020 امتلكت هواوي 17% من السوق. وفي الربع الثاني من العام الماضي هيمنت على 20% وباعت هواتف أكثر من سامسونج الكورية حتى. لكن العقوبات الأمريكية وما نتج عنها من عدم قدرة الشركة على الحصول على الأجزاء أو التقنيات أو القدرات التصنيعية المطلوبة قد أصاب قطاع هواتفها بمقتل. حيث سرعان ما باعت قسم هواتف Honor منها، كما تراجعت مبيعاتها بشكل كبير ومستمر مع غياب أي هواتف جديدة ومثيرة حقاً منها.
في الواقع كانت مبيعات هواوي في الربع الثاني من 2021 سيئة كفاية لتتجاوزها كل من Realme وMotorola. وهذه المرة الأولى التي يحصل فيها ذلك منذ صعود هواوي الصاروخي قبل سنوات. لكن يجدر بالذكر أن علامة Honor التجارية قد استفادت من الانفصال عن هواوي. حيث قفزت مبيعاتها من 3.6 إلى 6.7 مليون هاتف. لكن لا تزال هذه الأرقام بعيدة عن المقارنة مع مستويات الشركة السابقة.
مواضيع قد تهمك:
- رغم تكلفتها الأعلى، مبيعات السيارات الكهربائية تنمو باستمرار، لماذا؟
- بمناسبة رحيلها أهم ميزات ظهرت في هواتف LG الذكية قبل البقية
من أين أتى نمو الشركات الخمسة الكبرى؟
مقارنة بالربع الأول من عام 2020، كانت جميع الشركات الخمسة الأكبر قد حققت نمواً ملحوظاً من حيث الحصة السوقية. لكن مع كون الحصة السوقية هي نسبة مئوية فمن الضروري أن تكون تلك النسبة قد أتت من مكان ما. حيث أن مجموع السوق سيكون دائماً 100% بغض النظر عن عدد الهواتف المباعة.
عموماً هناك مصدران أساسيان لنمو حصص الشركات المختلفة، والأول والمتوقع هو الفراغ الكبير الذي تركته شركة هواوي. حيث خسرت الشركة معظم حصتها السوقية وتراجعت بشكل حاد ومستمر منح الشركات الأخرى فرصة أكبر للنمو. لكن تراجع هواوي لم يكن الوحيد. بل يبدو أن هناك حالة عامة من التراجع تشمل الشركات الصغيرة التي عادة ما تكون حصصها صغيرة كفاية لتجمع معاً ضمن تصنيف “أخرى”.
عبر العامين الأخيرين كانت أرقام الشركات الصغيرة تتراجع بشكل مستمر في الواقع. حيث عانت العديد من الشركات مثل Sony وحتى Nokia بقيادتها الجديدة من تراجع مبيعاتها. وكذلك هو الحال لعلامات تجارية جديدة وصغيرة لكنها لم تحقق نجاح شاومي وأوبو على سبيل المثال. والنتيجة هي ما نشاهده الآن: تنوع أقل، لكن تنافس كبير بين مختلف الشركات. وبالأخص مع تحول الشركات الصينية لبيع هواتف الفئة العليا أكثر بدلاً من اختزال الأمر بالهواتف الاقتصادية فحسب.