أكبر شركة تنقيب وتعدين في العالم تتحول للشاحنات الكهربائية
⬤ تخطط أكبر شركة تنقيب وتعدين في العالم، BHP، لاستبدال أسطولها من شاحنات الديزل بشاحنات كهربائية.
⬤ تقول الشركة أن استخدام البطاريات والكهرباء في معداتها أوفر تكلفة وأقل هدراً للطاقة من الديزل وحتى الهيدروجين.
⬤ يعني هذا التحول مستقبلاً أكبر للنقل الكهربائي في المجال الصناعي بدلاً من انحصاره بالنقل الفردي فقط.
كشفت أكبر شركة تنقيب وتعدين في العالم، BHP، عن خططها لاستبدال أسطولها من شاحنات الديزل بشاحنات كهربائية تدريجياً. وذلك بدافع تقليل انبعاثات الشركة المباشرة وتوفير التكاليف التشغيلية عليها أيضاً. كما قالت الشركة أن تحاليلها تشير إلى أن تشغيل شاحناتها على البطاريات أوفر وأكثر فعالية من الديزل وحتى وقود الهيدروجين.
إذ قالت نائبة رئيس التخطيط والمعادن التقنية في أستراليا لدى BHP، آنا وايلي: “تستخدم عملياتنا في أستراليا أكثر من ألف آلة، والتي تستهلك حوالي 1500 لتر من الديزل كل عام. وأكثر من نصف هذه الكمية تستهلكه شاحناتنا. لذا جعل هذه الشاحنات كهربائية هو الحل الأرجح لوقف استهلاك كل هذا الديزل، كما أنه الأكثر كفاءة وتوفيراً للطاقة.”
درست تحاليل BHP استخدام كل من الديزل والكهرباء والهيدروجين كوقود لمعداتها، وقارنت بينها من ناحية الطاقة الضائعة عند انتقال الوقود من مصادره إلى محركات المعدات وحتى تحريكها لعجلات الشاحنات. وبالنتيجة، ظهر أن الطاقة الكهربائية تتمتع بكفاءة إجمالية تقدر بحوالي 80%، أما الهيدروجين فيتمتع بأقل من نصف تلك الكفاءة. كما تم تقدير خسائر كفاءة الطاقة عند استخدام الديزل والهيدروجين بنسبة 70%، وبنسبة 20% فقط عند استخدام الكهرباء.
ولكن في الحقيقة، توفير الكهرباء للتكلفة أعلى مما أشارت إليه تحاليل BHP. إذ تغاضت التحاليل عن حساب الطاقة الضائعة خلال إنتاج وقود الهيدروجين. حيث قال خبير الطاقة سول جريفيث أنه في أفضل الحالات عند إنتاج الهيدروجين الأخضر، سيخزن الهيدروجين الناتج أكثر بقليل من 70% من الطاقة الكهربائية المولدة من الخلايا الشمسة والمستخدمة في إنتاجه.
هذا يعني أنه إذا تم حساب الطاقة الضائعة عند استخدام الهيدروجين ابتداءً من انتاجه فإن كفاءة نظام الهيدروجين ستنخفض من 30% إلى 21% فقط، وتبقى كمية الطاقة الضائعة في النظام الكهربائي ضئيلة جداً. إذاً ستضيع قرابة 80% من الطاقة المتجددة الأصلية المولدة عند استخدام الهيدروجين بحلول الوقت الذي تتحرك فيه عجلات الشاحنة. مما يعني أنه على BHP دفع 4 إلى 5 أضعاف التكاليف عند استخدام الهيدروجين من استخدام الكهرباء المُولدة من طاقة الرياح والطاقة الشمسية.
أما بالحديث عن تكاليف التشغيل، فتقول ويلي: “تشير النمذجة الأولية إلى أن تكلفة [تشغيل الكهرباء] ستكون هي نفسها أو أقل مقارنة بالديزل. فإننا نتوقع أن تكون التكلفة أقل بشكل عام نظراً لكفاءة الشاحنات الكهربائية والفرق المتوقع في أسعار الطاقة. ونتوقع أيضاً أن نرى توفيراً إجمالياً في صيانة الشاحنات، فستقل أجزاء الشاحنات بدون محركات ديزل أو سلاسل قيادة ميكانيكية، مما يجعلها سهلة الصيانة.”
تُظهر نمذجة BHP أن وقت الضائع في شحن بطاريات المعدات قد يكون الأكبر تكلفة على الشركة. ولحل هذه القضية، تتوقع BHP أن تعتمد على أنظمة شحن ثابتة وأخرى متحركة تشحن المعدات الكهربائية أثناء عملها، مما سيقلل من وقت الشحن وتكلفته بشكل كبير. ومع التطور السريع لتقنيات الشحن والبطاريات، فلا عجب من رغبة شركة التعدين بالتحول إلى الكهرباء بالكامل.