أغرب الأفكار التي طرحها رجل الأعمال والملياردير الشهير إيلون ماسك
عبر السنوات عرف الملياردير الشهير إيلون ماسك (Elon Musk) بأفكاره الجريئة والمثيرة للجدل، بالإضافة إلى أحلامه المستقبلية التي يعمل بشكل جدي على تحقيقها وقد نجح بتحقيق جزء منها منذ الآن على الأقل. وعلى الرغم من شخصيته المثيرة للجدل وبالأخص حسابه الشخصي على تويتر، لا شك بأن ماسك واحد من أنجح رجال الأعمال في العالم اليوم، حيث أن ثروته التي باتت تزيد عن 100 مليار دولار أمريكي وشركاته العديدة الناجحة دليل على ذلك دون شك.
بينما تحققت بعض من أهم أفكار ماسك، مثل استغلال السيارات الكهربائية الفاخرة لتطوير سيارات كهربائية أرخص وبالمحصلة جعل السيارات الكهربائية أكثر انتشاراً، أو حتى صنع صواريخ قابلة لإعادة الاستخدام مرات عديدة وجعل إطلاق الأقمار الصناعية وحتى الرحلات المأهولة إلى الفضاء متاحة لفئات أكبر، فالواقع هو أن العديد من أفكار ماسك لا تزال بعيدة المنال. وفي هذا الموضوع سنتناول بعضاً من أهم أفكار وطموحات الملياردير الشهير وأغربها.
السياحة الفضائية
في بداية القرن العشرين كانت فكرة الطيران بمركبات أثقل من الهواء (مثل الطائرات الحديثة، فالمناطيد تطير بكونها أخف من الهواء) لا تزال حلماً حتى تم تحقيقها على يد الأخوين رايت، ومن ثم انتقلت طموحات البشر إلى السفر إلى الفضاء في منتصف القرن الماضي. ومع أن البشر قد وصلوا إلى الفضاء وإلى القمر حتى، فقد بقي هذا النوع من الرحلات حصرياً للغاية لمهمات العمل والأبحاث دوناً عن سواها.
من منظور إيلون ماسك، فالفضاء قد يكون الوجهة المقبلة للسياحة البشرية في المستقبل. ومع أن ماسك لم يكن أول من فكر بالأمر دون شك، فهو يبدو الأقرب إلى تحقيق ذلك عبر شركة SpaceX التي حققت نجاحات هائلة عبر السنوات بتطوير صواريخ قابلة لإعادة الاستخدام وإطلاق مئات الأقمار الصناعية وحتى إيصال رواد الفضاء إلى محطة الفضاء الدولية.
العائق الأساسي أمام فكرة السياحة الفضائية اليوم هو التكلفة الهائلة لها، بالإضافة إلى مخاوف الأمان كون السفر إلى الفضاء لا زال يتم بشكل محدود جداً اليوم. لكن التكاليف قد انخفضت بشكل هائل في السنوات الأخيرة، وبات نقل البضائع والحمولات إلى الفضاء أرخص من أي وقت مضى، مما يعني أن سفر البشر إلى الفضاء قد يكون المرحلة التالية وربما تشهد السنوات أو العقود القادمة بداية السياحة الفضائية بشكل واقعي.
اقرأ أيضاً: كيف جنى إيلون ماسك ثروة 70 مليار دولار أمريكي
أنفاق السيارات الكهربائية عالية السرعة
لطالما كانت فكرة استخدام نظام نقل تحت أرضي مغرية للكثيرين كوسيلة لتقليل الازدحام المعتاد وجعل النقل أكثر فعالية، لكن حتى الآن تقتصر شبكات النقل تحت الأرضي على أنظمة المترو في العديد من المدن حول العالم. لكن بنظر إيلون ماسك فالأمر قابل للتطبيق على السيارات كذلك بصنع شبكة من طرق النقل عالية السرعة تحت الأرض في المدن الكبرى، ولهذه الغاية أسس ماسك شركة “The Boring Company” للعمل على البدء بهذه المشاريع.
المثير للاهتمام في الأنفاق التي تحفرها شركة ماسك الجديدة هو حجمها الصغير للغاية، فبدلاً من الأنفاق كبيرة الحجم المعتادة فهذه الأنفاق صغيرة للغاية وبقطر 4.3 متر فقط، مما يعني أنها بالكاد تتسع لسيارة بحجم معتاد فقط ولا يمكن مرور السيارات الكبيرة أو الشاحنات من أي نوع ضمنها. وحتى أن هذه الأنفاق التي بدأت بالفعل في ولايتي كاليفورنيا ونيفادا الأمريكيتين ستكون حصرية للسيارات الكهربائية فقط.
النقل البري السريع للبضائع والأفراد
طرح ماسك فكرة نقل البضائع والأفراد بسرعة هائلة بالاعتماد على أنابيب مفرغة منذ عام 2013 باسم “Hyperloop”، حيث تتمحور الفكرة الأساسية هنا حول استخدام أنابيب كبيرة شبه مفرغة من الهواء تسمح بانتقال مركبات خاصة ضمنها بسرعات هائلة تتجاوز 1200 كيلومتر بالساعة (أسرع من الطيران التجاري حتى) بالاعتماد على كون الاحتكاك هنا بحدوده الدنيا مما يقلل فقد الطاقة. ومنذ حينها ظهرت عدة نماذج مع أفكار لإبقاء المركبات بعيدة عن قاع الأنبوب سواء بالاعتماد على طبقة من الغاز المضغوط أو حتى التنافر المغناطيسي.
حالياً لا تزال فكرة هذا النوع من النقل نظرية إلى حد بعيد، لكن بدأت العديد من الشركات الناشئة باستغلال كون الفكرة التي أطلقها ماسك ومهندسو شركته SpaceX مفتوحة المصدر، وحتى أن هناك عدة مشاريع تخطط لاستخدام هذه الطريقة الثورية من النقل في عدة بقاع من العالم لعل أبرزها الإمارات العربية المتحدة حيث يخطط إنشاء أنبوب بين مدينتي دبي وأبو ظبي يختصر وقت السفر بينهما من 90 دقيقة إلى 12 دقيقة فقط.
للتنويه من المهم ذكر أن هناك الكثير من الشكوك المحيطة بفكرة “Hyperloop” ومدى جدواها الحقيقية، حيث أن الاختبارات على التقنيات المتعلقة بالأمر لا تزال غير مثمرة حقاً، كما أن تكاليفها الهائلة تضع حولها علامات استفهام كبرى بالأخص مع التطورات الأخيرة في عالم السكك الحديدية عالية السرعة التي تكلف أقل بكثير وتستطيع نقل أعداد أكبر من الركاب بسرعات ممتازة. وبإضافة كون معظم الشركات التي بدأت العمل على مشاريع Hyperloop خاصة بها تبدو في طور المماطلة حالياً تبدو الأمور غير مبشرة حقاً لهذه الفكرة.
اقرأ أيضاً: من إيلون ماسك حتى جيف بيزوس، من أين جمع أثرياء التقنية أموالهم؟
استعمار المريخ وحتى قصفه بقنابل نووية
منذ البداية كانت واحدة من أهم أهداف شركة SpaceX على المدى البعيد هي استعمار المريخ ووضع مستوطنات بشرية عليه بهدف جعل البشرية جنساً متعدد الكواكب. وعبر السنوات ظهرت الكثير من الأفكار المقترحة لجعل البيئة المريخية ملائمة أكثر لوجود البشر، وواحدة من أكثرها إثارة للجدل هي فكرة قصف سطح الكوكب الأحمر بقنابل نووية لجعل غلافه الجوس أكثر سماكة وجعل الكوكب ككل أدفئ وبالتالي أنسب للحياة البشرية.
للأسف تبدو أحلام ماسك باستعمار المريخ بعيدة للغاية في الوقت الحالي، فالمشروع يمتلك تكاليف خيالية حتى بالبناء على أفضل الافتراضات، كما أن المستعمرات التي ستبنى هناك ستحتاج للاعتماد الكامل على الأرض بإرسال المؤن المستمر إليها لمدة 100 عام أولية، وحتى بعدها لن تكون ظروف العيش فيها مغرية حقاً.
الإنترنت الفضائي للجميع
منذ بدأت شبكة الإنترنت بشكل حقيقي بدأت فكرة إتاحة خدماتها عبر الأقمار الصناعية التي تدور حول الأرض. لكن المشكلة المستمرة في الامر هي السرعات المنخفضة والتغطية الضعيفة بأفضل الحالات بسبب قلة عدد الأقمار الصناعية ضمن الشبكات المشغلة. لكن علاج الأمر بشكل جذري كان أحد أفكار إيلون ماسك عبر شركته SpaceX، وعلى عكس بعض أفكاره الأغرب فالأمر يبدو قريباً حقاً اليوم.
ترتكز فكرة “Starlink” على إرسال 12 ألف قمر صناعي (يمكن التوسيع إلى 42 ألفاً لاحقاً) تدور بمدارات قريبة من الأرض وتتوزع بشكل مكثف كفاية يسمح للمستخدمين الاعتماد على أطباق استقبال صغيرة للحصول على إنترنت عالي السرعة في أي مكان في العالم. حيث تم إطلاق أكثر من 650 قمراً صناعياً ضمن الشبكة حتى الآن، ويخطط ان تبدأ الخدمة في أمريكا الشمالية خلال عام 2020 الجاري مع إطلاقها التدريجي في مناطق أخرى خلال عام 2021 القادم.
التعديل على الدماغ البشري
تم إطلاق فكرة شريحة “نيورالينك” (Neuralink) كأداة تسمح بوصل الدماغ البشري مع أجهزة إلكترونية خارجية وبالتالي إتاحة العديد من الأمور التي تبدو خيالية مثل علاج الشلل وأمراض أخرى وحتى تحسين القدرات البشرية منذ عام 2016، وقبل فترة قصيرة فقط خرج إيلون ماسك في مؤتمر صحفي للكشف عن النموذج الأولي للشريحة مع وعود كبرى حول مستقبلها وبالأخص في المجال الطبي.
حالياً هناك الكثير من اللغط وبعض الادعاءات التي تبدو أقرب للأساطير حول الشريحة الجديدة التي أساء البعض فهمها وادعوا أنها حاسوب مصغر أقوى من الحواسيب الخارقة حتى، لكن في المقال التالي ” كل ما تحتاج لمعرفته عن شريحة “نيورالينك” Neuralink المستقبلية من إيلون ماسك” يمكنك معرفة المزيد عن الشريحة والأمور التي من الممكن أن تفعلها (والتي لا تزال نظرية بمعظمها حالياً).