أسعار الكهرباء في فرنسا تنخفض إلى دون الصفر بسبب زيادة إنتاج الطاقة المتجددة
⬤ انخفضت أسعار الكهرباء في فرنسا لمستويات قياسية منخفضة دون الصفر في عطلة نهاية الأسبوع المنصرمة.
⬤ سبب السعر السالب هو ارتفاع حاد في إنتاج الطاقة المتجددة، مقابل انخفاض الطلب على الطاقة في نهاية الأسبوع.
⬤ من المرجح أن تتكرر هذه الظاهرة نتيجة تزايد اعتماد الطاقة المتجددة، وافتقار حلول البطاريات وتخزين الطاقة الكبرى.
أفادت تقارير عالمية عديدة أن أسعار الكهرباء في فرنسا انخفضت إلى مستوى تاريخي أوصلها إلى قيم سلبية بسبب زيادة إنتاج الطاقة المتجددة، حيث ذكرت وكالة Bloomberg أن الأسعار في قد وصلت مؤخراً إلى مستوى قياسي منخفض بلغ -5.76 يورو لكل ميجا واط/ساعة في مزاد العقود الفورية لبورصة الكهرباء الأوروبية (Epex Spot SE)، مما دفع العديد من المحطات النووية الفرنسية إلى التوقف عن العمل قبل عطلة نهاية الأسبوع المنصرم.
ويُعزى هذا الانخفاض إلى الزيادة الكبيرة في توليد طاقة الرياح والطاقة الشمسية، إلى جانب الانخفاض المتوقع في الطلب في عطلة نهاية الأسبوع. ونتيجة لذلك، اضطرت شركة كهرباء فرنسا، وهي شركة مرافق مملوكة للدولة، إلى تعطيل العديد من المفاعلات النووية. وقد تم بالفعل إيقاف ثلاث محطات مؤقتاً، وهناك خطط لإيقاف ثلاثة مصانع أخرى عن العمل.
ووفقاً للمصدر، فإن هذا الانخفاض المحلوظ ليس نادر الحدوث وغالباً ما يتكرر في عطلات نهاية الأسبوع في فرنسا، كما يحدث بشكل دوري كذلك في جميع أنحاء أوروبا، بما في ذلك إسبانيا، والمنطقة الاسكندنافية، وجميع أنحاء القارة بشكل عام، حيث أدت الجهود المبذولة للحد من انبعاثات الكربون في شبكات الطاقة إلى توسع سريع في البنية التحتية للطاقة المتجددة.
ومع ذلك، فإن الافتقار إلى تكنولوجيا البطاريات المتقدمة والاستثمار الكافي في حلول تخزين الطاقة قد أدى إلى خلل في التسعير خلال فترات فائض الطاقة. ومؤخراً، كان أمر مشابه قد حصل في ألمانيا عندما تجاوزت إمدادات الطاقة الشمسية الطلب عليها.
وكان الباحثون والمحللون في سوق الطاقة من شركتي AleaSoft وSolarPower Europe قد أرجعوا اتجاه الأسعار السلبي إلى عوامل عديدة شملت فيروس كورونا المستجد، وانخفاض الطلب، وعدم كفاية حلول التخزين وتخطيط الطاقة، وتوقعوا أن الوضع سيستمر على الأرجح في فصل الصيف الحالي، وذلك من خلال ورقة بحثية نُشرت في وقت سابق من أبريل.
وأشارت Reuters إلى أن الوضع في فرنسا يختلف عن الوضع في دول أخرى في المنطقة بسبب تباطؤ نشر الطاقة المتجددة. يُجدر بالذكر أن باريس قد قامت بتركيب ما يقرب من 45 جيجا واط من طاقة الرياح والطاقة الشمسية، وهو ما يتخلف عن الأهداف التي حددتها المفوضية الأوروبية، لكنه يعكس الحالة الفريدة لفرنسا المعروفة بكونها أكثر بلدان العالم اعتماداً على الطاقة النووية، حيث تعتمد فرنسا على مصدر الطاقة المعروف بديمومته في حوالي 70% من احتياجاتها، وذلك ما يجعلها تحافظ على «استقلال طاقي» كبير مقارنة ببلدان العالم الأخرى، حيث لا يساهم الوقود الأحفوري بشكل كبير في البنية التحتية للبلاد.