أرباح Tesla لم تأتِ من بيع السيارات الكهربائية حقاً
طوال سنوات عملها في سوق السيارات الكهربائية والطاقات المتجددة، كانت شركة Tesla تعاني من مشكلة كبيرة في الواقع، فعلى الرغم من تزايد المبيعات ورأس المال السوقي للشركة، فقد كان نمط عملها خاسراً إلى حد بعيد حيث تصرف الشركة مالاً أكثر مما تجني، وبالتالي كانت الشركة تحتاج للمزيد من الاستثمارات كل عام لتتمكن من الاستمرار بالعمل. لكن الأمر تغير مع عام 2020 عندما باتت الشركة رابحة للمرة الأولى في تاريخها عندما كشفت تقاريرها المالية عن دخل صافٍ بقينة 270 مليون دولار أمريكي خلال العام (أدنى بوضوح من التقديرات السابقة التي وضعت القيمة عند 780 مليوناً).
على العموم ورغم أن الشركة قد حققت الربح للمرة الأولى في تاريخها، فذلك لم يكن نتيجة تحسن نسب الربح على السيارات مثلاً، أو حتى النمو الكبير لمبيعات الشركة خلال العام الماضي، بل نتيجة بيع أمر آخر غير متوقع: بيع الرصيد البيئي، حيث جلي الأمر أكثر من 1.6 مليار دولار أمريكي للشركة خلال عام 2020.
مواضيع مرتبطة:
- من يقود الانتقال العالمي نحو السيارات الكهربائية؟ أرقام وإحصائيات
- لماذا تصدر السيارات الكهربائية صوت محرك مزيف؟
- شركة Tesla تبيع نصف مليون سيارة خلال 2020 محطمة أرقامها القياسية
- لماذا تسلا (Tesla) أكبر بكثير من VW مع أنها تنتج سيارات أقل بكثير
لتوضيح طريقة عمل الأمر، فقد قامت العديد من الولايات الأمريكية بتطبيق قواعد جديدة في السنوات الأخيرة لتشجيع صناعة وبيع السيارات الصديقة للبيئة، حيث تضع التشريعات الجديدة حداً أدنى يجب على شركات السيارات تجاوزه من مبيعات السيارات التي لا تطلق أية انبعاثات ضارة بالبيئة، وفي حال لم تصل الشركة إلى النسبة المطلوبة منها، يجب عليها شراء “رصيد بيئي” من شركة أخرى تجاوزت النسبة المطلوبة منها.
بالنسبة لشركة Tesla فالأمر مناسب جداً دون شك، حيث أن السيارة لا تبيع سوى السيارات الكهربائية التي لا تصدر أية انبعاثات كربونية بطبيعة الحال، وبالتالي تمتلك الشركة الكثير من الرصيد البيئي الإضافي الذي تستطيع بيعه للشركات الأخرى محققة ربحاً كبيراً وصل إلى 1.6 مليار دولار في العام الماضي، مما يعني أن الشركة كانت لتكون خاسرة كما العادة خلال العام الماضي لولا هذه الإضافة المالية الكبيرة.
بالطبع لا يمكن الاعتماد على هذا النوع من الدخل بالنسبة للشركة على المدى الطويل، حيث أن شركات السيارات الأخرى تعمل على إطلاق المزيد من السيارات الصديقة للبيئة، وهي تحسن من مبيعاتها في مجال السيارات التي لا تصدر الانبعاثات بشكل مستمر، وبالنتيجة سينخفض الطلب على هذا “الرصيد البيئي” مع الوقت وسيكون على Tesla إيجاد طرق أفضل لموازنة حساباتها وجني الأرباح من مجال عملها الأساسي.