أرباح Berkshire Hathaway ترتفع 71%، والسيولة المتراكمة أكبر من 300 مليار دولار

⬤ سجلت Berkshire Hathaway قفزة بنسبة 71% في أرباح التشغيل للربع الرابع، لتصل إلى 14.5 مليار دولار.
⬤ قفزت السيولة لدى الشركة لمستوى قياسي عند 334.2 مليار دولار، ما أثار تكهنات حول استراتيجيتها المستقبلية.
⬤ عزا وارن بافت ذلك النجاح إلى زيادة في الدخل الاستثماري إلى جانب أرباح لقطاع التأمين التابع للشركة.
واصلت Berkshire Hathaway، تحت قيادة المستثمر الشهير وارن بافت، مفاجأة الأسواق، معلنة عن قفزة هائلة بنسبة 71% في مكاسب التشغيل للربع الرابع، لتصل إلى مستوى قياسي بلغ 14.5 مليار دولار بعد الضرائب. وسجلت المجموعة أرباح تشغيلية بلغت 47.4 مليار دولار لعام 2024، بزيادة قدرها 27% عن 2023، مما يعكس القوة المتواصلة لإمبراطوريتها التجارية المتنوعة.
في رسالته السنوية المنتظرة للمستثمرين، أقر بافت بأن أداء Berkshire كان أفضل مما توقع هو شخصياً، وعزا هذا النجاح إلى «زيادة متوقعة وكبيرة في الدخل الاستثماري» نتيجة ارتفاع عوائد سندات الخزانة وزيادة مقتنيات المجموعة من هذه الأدوات المالية السائلة قصيرة الأجل. فضلاً عن دور هام لقطاع التأمين التابع لشركة Berkshire، فقد قفزت أرباح التأمين من عمليات الاكتتاب بنسبة 66% لتصل إلى 9 مليارات دولار، زيادة عن 5.4 مليار دولار في 2023.
لكن وراء هذه الأرقام القياسية، يبرز لغز محير يشغل الأوساط المالية في وول ستريت، إذ تربض Berkshire Hathaway على جبل من السيولة بلغ مستوى غير مسبوق عند 334.2 مليار دولار، وبزيادة حادة مقارنة بمستوى 325.2 مليار دولار في الربع السابق و167.6 مليار دولار قبل عام واحد فقط، وهو ما أثار تكهنات واسعة بين المستثمرين والمحللين.
رغم هذا التراكم الضخم من النقد، واستمرار Berkshire في بيع الأسهم للربع التاسع على التوالي، متخلصة من أكثر من 134 مليار دولار من الاستثمارات في 2024، بما في ذلك تقليص حصصها في Apple وBank of America، سعى بافت إلى طمأنة المستثمرين، في ظل جو من الحيرة إزاء توقعات بتراجع أسعار الفائدة عن مستوياتها المرتفعة الأخيرة.
في سياق آخر، تضمنت رسالة بافت السنوية تأكيداً وتأييداً لخليفته المنتظر، غريغ آيبيل، نائب رئيس العمليات غير التأمينية في Berkshire. وقد أدى ذلك إلى تصاعد التكهنات بأن تحركات Berkshire الحذرة ليست مجرد تقييم للسوق، بل ربما تمثل استعداداً استراتيجياً لبناء صندوق نقدي قوي يمكن لآيبيل استثماره عند توليه القيادة.
برغم التحفظ في الإنفاق، كشف بافت عن مجال محتمل للاستثمار، حيث أشار إلى أن Berkshire ستواصل تعزيز ملكيتها في الشركات التجارية اليابانية الخمس التي بدأت في شرائها قبل ست سنوات.
مع اقتراب نهاية عهد وارن بافت في Berkshire Hathaway، تقف المجموعة عند مفترق طرق مثير. فبينما تعكس الأرقام القياسية قوة متماسكة، يظل الغموض يحيط بالتوجه الاستراتيجي المستقبلي، خاصة مع تكدس السيولة غير المسبوقة، واستعداد غريغ آيبيل لاستلام دفة الإرث الضخم وتوجيه رأس المال الهائل للمجموعة نحو المستقبل.