أحرقت مليارات الدولارات ثم اختفت! إليك قائمة أغلى المشاريع الفاشلة في التاريخ التي دمرت ميزانيات دول
ما هي أغلى المشاريع الفاشلة في التاريخ؟ يمكن القول بأن الكوارث لا تأتي دائمًا على هيئة حروب أو أزمات عالمية، أحيانا تبدأ بفكرة استثنائية ومشروع عملاق، وخطة تعد بتحويل دولة كاملة إلى قوة لا يمكن إيقافها. ثم لا يمر وقت طويل حتى يتبين أن الحلم لم يكن سوى فخ باهظ الثمن، ابتلع المليارات وترك خلفه صمتا ثقيلًا وأسئلة بلا إجابات.
من مشاريع بنية تحتية انهارت قبل أن تستخدم، إلى مبادرات تكنولوجية التهمت الميزانيات ثم تبخرت. إلى مخططات وطنية كان يفترض أن تغير المستقبل لكنها انتهت في أدراج التاريخ. لنأخذكم في جولة عبر الزمن ونتعرف على أحرقت مليارات الدولارات ثم اختفت! إليك قائمة أغلى المشاريع الفاشلة في التاريخ التي دمرت ميزانيات دول.
أغلى المشاريع الفاشلة في التاريخ

تتطلب المشاريع العملاقة، سواء كانت في مجال استكشاف الفضاء أو النقل فائق السرعة، استثمارات هائلة تتجاوز في بعض الأحيان ميزانيات دول صغيرة. ومع ذلك، لا يضمن ضخ المليارات النجاح دائمًا، فقد شهد التاريخ مشاريع تكنولوجية وهندسية طموحة ابتلعت ميزانيات ضخمة قبل أن يتم إلغاؤها بشكل مفاجئ، تاركة خلفها مليارات الدولارات من الخسائر ونماذج أولية مهجورة. إليك قائمة تحتوي على أغلى المشاريع الفاشلة التي التهمت المليارات:
1-صاروخ N1 السوفيتي: مشروع القمر الذي لم يغادر الأرض

الخسارة الإجمالية: 2.5 مليار دولار
رغم ضخامة برنامج الاتحاد السوفيتي للهبوط على القمر، انتهت محاولاتهم بأربع تجارب إطلاق كارثية. الصاروخ العملاق N1، الذي كان يفترض أن ينافس “ساتورن 5” الأمريكي، لم ينجح حتى في تجاوز الغلاف الجوي. انتهى المشروع بخسارة المليارات، ومعه انتهى الحلم السوفيتي باللحاق بالولايات المتحدة في سباق الفضاء.
اقرأ أيضا: واحدة منها بـ 2.1 مليار دولار! إليك قائمة أغلى الطائرات العسكرية في العالم وأسعارها الخيالية
2-المسرّع الأمريكي العملاق SSC: خسارة علمية لا تعوض

الخسارة الإجمالية: 12 مليار دولار
قبل إطلاق مصادم الهيدرونات الكبير في أوروبا، كانت الولايات المتحدة تطوّر مشروعًا يفترض أن يكون أضخم مختبر في تاريخ البشرية لدراسة وفهم طبيعة المادة والطاقة. تم حفر أكثر من 20 كيلومترًا تحت تكساس، ثم توقف كل شيء فجأة بسبب خلافات سياسية وتكاليف متصاعدة. هكذا تحول المشروع إلى أطول نفق عديم الفائدة في العالم.
3-طائرة الكونكورد: نجاح هندسي وانتحار اقتصادي

الخسارة الإجمالية: 1.3 مليار دولار
كان مشروع كونكورد تعاونا هندسيا بين المملكة المتحدة وفرنسا لإنتاج طائرة نفاثة تجارية تطير بسرعة تفوق سرعة الصوت. لم تصل طائرة مدنية إلى سرعة الكونكورد، إلا أن المشروع كان كارثة مالية. بسبب ارتفاع أسعار الوقود وصوت الطائرة المزعج للغاية فوق المدن وعدد الركاب المحدود. كل هذا ساهم في فشل المشروع وبعد عقود من الخسائر، توقفت الطائرة إلى الأبد.
اقرأ أيضا: ما هي أغرب التقنيات الموجودة في أسرع طائرة في العالم وما أسماء هذه الطائرات وكم تكلفتها الحقيقية؟
4-مطار برلين الجديد: انتهى بسبب التأخير

الخسارة الإجمالية: 6.5 مليار دولار
كان من المفترض أن يكون تحفة معمارية، لكن سلسلة لا تنتهي من الأخطاء الهندسية وفضائح تتعلق بالفساد وفشل أنظمة السلامة حوّلت المطار إلى مادة للسخرية. بعد صرف مليارات إضافية، تم افتتاح المشروع أخيرًا متأخرًا عقدًا كاملًا، وبتكلفة غير مبررة.
5-مغامرات جنرال موتورز مع السيارات الكهربائية

الخسارة الإجمالية: 1 مليار دولار
قبل أن يصبح العالم مهووسًا بالسيارات الكهربائية، كانت GM تمتلك السبق. أنفقت قرابة مليار دولار على تطوير EV1 ثم تخلت عنها تمامًا قبل الإطلاق التجاري. الخطأ الاستراتيجي لا يزال يُدرس حتى اليوم كأحد أكبر الإخفاقات في تاريخ صناعة السيارات.
6-مشروع القطار الياباني المغناطيسي: عقود من التجارب ثم البدء من الصفر

الخسارة الإجمالية: 10 مليار دولار
كانت اليابان تريد ريادة النقل الأسرع في العالم، فاستثمرت أكثر من 10 مليارات في نماذج مبكرة من القطارات المغناطيسية. لكن تتابعت المشكلات وتعقدت التكنولوجيا وانتهى الأمر بتفكيك الأنظمة القديمة والبدء من جديد. الخسائر ضخمة والزمن ضاع والنتيجة كانت مشروع لم يرى النور إلا بعد إعادة تصميم كامل.
اقرأ أيضا: ما هي أخطر التقنيات التي يجب أن تكون في أسرع طائرة حربية في العالم وكم تبلغ سرعتها؟
7-طائرة بوينغ Sonic Cruiser: حلم الطيران الفائق الذي لم يناسب السوق

الخسارة الإجمالية: 10 مليار دولار
حاولت بوينغ تصميم طائرة تجارية تفوق سرعتها سرعة الصوت. لكن شركات الطيران لم تجد أي جدوى اقتصادية من مشروع مكلف يستهلك كميات وقود خيالية. أُلغي المشروع بعد مليارات من الأبحاث والتطوير قبل أن تتحول الشركة للتركيز على الطائرة 787 دريملاينر الأكثر واقعية.
في النهاية، تكشف لنا هذه المشاريع العملاقة أن الفشل أحيانا لا يأتي من نقص الأفكار أو غياب الطموح، بل من سوء التخطيط وغياب الرؤية وانفصال القرارات عن الواقع. فبين صواريخ لم تقلع وأنفاق تُركت فارغة وطائرات سبقت زمنها لكنها لم تجد من يركبها. تظل الخسائر درسا قاسيا لكل دولة وشركة تتعامل مع المستقبل بتهور مالي. ربما اختفت هذه المشاريع من المشهد، لكن صدى مليارات الدولارات التي التهمتها سيظل محفورًا في ذاكرة الاقتصاد، أيضا يجب أن نضع دائما في الاعتبار بأن الابتكار لا قيمة له دون حكمة وأن الحلم مهما كان كبيرًا قد ينتهي في لحظة إلى دخان.