ومضات من حياة جاك ما . . . أغنى أغنياء الصين || الجزء الثاني
تحدثنا في الجزء الأول من ومضات حول جاك ما وحلمه في بناء شركته علي بابا وكيف كانت حياته قبل بنائه لشركته ونحن في هذا الجزء سنتطرق إلى بعض الومضات حول حياته في بداية ارتباطه بإسم علي بابا وما بعد ذلك.
برغم الخبرة الضعيفة تجاه أجهزة الحاسب الآلي ولغات البرمجة المختلفة كان جاك ما مفتوناً حينها بإستخدام الإنترنت لأول مرة في رحلته عام 1995 إلى الولايات المتحدة حيث كان يعمل في الترجمة ومساعدة أحد الشركات الصينية في الدفع وعندما بحث لأول مرة عن البيرة الصينية فوجئ بقلة النتائج التي ظهرت وكان ذلك قراراً لإفتتاح شركته الصينية للإنترنت.
على الرغم من فشله في أول مشروعيه إلا أنه بعد أربع سنوات قام بجمع 17 من أصدقائه في شقته وأقنعهم بالإستثمار في مشروعه القادم الذي أطلق عليه “علي بابا” والذي يمثل سوقاً على الإنترنت بحيث يمكن نشر قوائم المنتجات التي يمكن للعملاء شرائها مباشرة.
بدأت الخدمة بجذب الأعضاء حول العالم وبحلول شهر أكتوبر من عام 1999 كانت قيمة الشركة حوالي 5 مليون دولار في بنك جولدمان ساتشز و20 مليون دولار في سوفتبنك وهي شركة الإتصالات اليابانية التي استثمرت في شركات التكنولوجيا.
كانت إحدى أهداف جاك ما في عمله داخل الشركة هو نشر المرح بين موظفيه في علي بابا أثناء العمل وفي وقت مبكر من عام 2000 قررت الشركة بدأ مشروعها Taobao المنافس لـ eBay كان لديها فريق عمل مخصص للحفاظ على مستويات الطاقة المبذولة.
في عام 2005 استثمرت شركة ياهو بقيمة حوالي 1 مليار دولار في علي بابا مقابل 40% من حصة الشركة وكان هذا المبلغ ضخماً حينها وفي وقت كانت تتغلب شركة eBay على الصين ولذا كان الفوز من نصيب شركة ياهو التي عرض عليها 10 مليار دولار في الإكتتاب وحدها.
تخلى جاك ما من منصبه كرئيس تنفيذي لشركته في عام 2013 وتفرغ لإدارة الشركة وأصبحت شركة علي بابا متاحة للجميع وحصلت على قيمة بلغت 150 مليار دولار في الإكتتاب الأكبر في تاريخ الشركات المدرجة بقائمة بورصة نيويورك بالولايات المتحدة وعلى إثرها كان جاك ما أغنى رجل بالصين بقيمة مالية قدرها 25 مليار دولار.
أقام موظفو الشركة حفلاً كبيراً في مقر الشركة ومن خلال الحفل أكد جاك ما لموظفيه على أن يستغلوا ثروتهم في مساعدة الآخرين وجعل الحياة أبسط مما هي عليه الآن.
على الرغم من أن جاك ما أصبح أحد أغني البشر ولكنه لم يتخلى عن عاداته بما في ذلك القراءة والكتابة والكونغ فو ولعب ألعاب البوكر والخيال والتأمل وممارسة رياضة التاي تشي، قد تعاون جاك ما مع جيت لي لنشر الوعي حول رياضة التاي تشي ويقوم جاك ما باصطحاب مدرب معه أثناء سفره.
اهتم كثيراً بحماية البيئة بعدما أصيب أحد أفراد عائلة زوجته بإحدى الأمراض التي يسببها التلوث وكان له يد في تمويل محمية طبيعية تبلغ مساحتها حول 27 ألف فدان.
أبقى جاك ما عائلته بعيدة عن الأضواء إلى حد كبير. قام بالزواج من تشانغ بينغ إحدى المدرسات اللاتى إلتقين بهن أثناء عمله كمدرساً بعد أن تخرج في أوئل الثمانينات ولديه إبنه وابن خريج جامعة كاليفورنيا.
يهتم كثيراً بالمرح وهو ما دعاه لإرتداء أحد ملابس الروك في أداء له بإحدى عروض المواهب السنوية في ذكرى سنوية بالشركة أمام 20 ألف موظف في شركته علي بابا ، يكمن السر وراء إسم علي بابا هو السر في الكلمة السحرية التي كان يتم تداولها في قصة علي بابا والأربعين حرامي الشهيرة والتي من خلالها يكشف ما بداخل شركات صغيرة من قدرات حتى يذيع ذيتها في الآفاق.