نصف شركات العالم الكبرى ترى الذكاء الاصطناعي خطراً: الترفيه هو الأكثر تهديداً، فيما صانعوا السيارات مطمئنون
⬤ ازداد عدد شركات Fortune 500 التي تعتبر الذكاء الاصطناعي كعامل خطر بنحو خمسة أضعاف بالمقارنة مع العام الماضي.
⬤ جاءت شركات الإعلام والترفيه، والبرمجيات، والرعاية الصحية في طليعة المحذرين، رافقتها شركات البرمجيات، وتجارة التجزئة.
⬤ كانت شركات الطاقة، وصناعة السيارات، والصناعات التحويلية، الأقل حماسة لتمييز تقنيات الذكاء الاصطناعي كخطر.
أظهرت دراسة استقصائية حديثة للتقارير السنوية لكبرى الشركات الأمريكية زيادة بارزة في تسليط الضوء على الذكاء الاصطناعي كعامل خطر محتمل. فوفقاً لتقرير من شركة Arize AI للأبحاث، ارتفع عدد الشركات المندرجة ضمن قائمة Fortune 500، والتي أشارت للذكاء الاصطناعي باعتباره خطراً إلى 281 شركة، ما يمثل 56.2% من مجموعها، وبزيادة نسبتها 473.5% عن العام السابق، حين أشارت 49 شركة فقط إلى أخطار تلك التقنية الناشئة.
بطبيعة الحال، تتزامن تلك الزيادة في التحذيرات مع تنامي الوعي والاهتمام بالذكاء الاصطناعي بعد إطلاق OpenAI لروبوت ChatGPT في أواخر العام 2022. إذ قفز عدد الشركات التي تطرقت لذكر الذكاء الاصطناعي ـ بشكل أو بآخر ـ بنسبة 152% إلى 323 شركة. ومع تكشف مزيد من جوانب هذه التقنية، تظهر مواضع التأثير السلبي لدى المزيد والمزيد من الشركات.
على أن بعض الشركات أكثر قلقاً من أخرى. ففي مقدمة التذمرين شركات صناعة الإعلام والترفيه، حيث أشار 91.7% منها ضمن قائمة Fortune 500 إلى أخطار الذكاء الاصطناعي، في ظل سعي الفنانين وأصحاب الأعمال الأصلية لحماية حقوق ملكيتهم من تطفل الذكاء الاصطناعي، بين مستخدميه وشركاته.
خوضاً في مزيد من التفاصيل، نوهت Netflix في تقريرها السنوي إلى تسارع تطوير واستخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي، مشيرة إلى إمكانية تأثر قدرتها على المنافسة بشكل فعال في حال اكتساب منافسيها أفضلية بحكم الاعتماد على تلك التقنية. في حين سلطت ديزني الضوء على حالة «عدم الاستقرار» التي تحكم الذكاء الاصطناعي التوليدي وسواه من التقنيات الجديدة.
ذكر تقرير Arize AI كذلك أن تحذيرات مماثلة صدرت عن 86.4% من شركات البرمجيات والتكنولوجيا، و70% من شركات الاتصالات، و65.1% من شركات الرعاية الصحية، و62.7% من شركات القطاع المالي، و60% من شركات تجارة التجزئة.
على النقيض من ذلك، اقتصرت نسبة المحذرين من النتائج المترتبة على الذكاء الاصطناعي على 18.8% فقط من شركات السيارات، و37.3% من شركات الطاقة، و39.7% من شركات الصناعات التحويلية.
بدورها، انضمت مجموعة أخرى من الشركات التي تُدمج الذكاء الاصطناعي في منتجاتها لجوقة المحذرين، مثل Motorola، والتي أشارت إلى احتمالية وقوع تلك التقنية في الخطأ، وعدم كفاية مجموعات البيانات التي يجري تدريبها عليها، أو أنها قد تحتوي على معلومات غير قانونية، أو متحيزة، أو ضارة، أو مسيئة، مما قد يؤثر سلباً على سمعة العلامة التجارية وقبول العملاء للعروض ذات الصلة بالذكاء الاصطناعي.
من منظور مشابه، تطرقت شركة Salesforce إلى أن الذكاء الاصطناعي قد يجلب معه الكثير من الجدل إذا ما تم إقحامه في المنتجات والحلول يمنة ويسرة، وقد تصطدم الشركات في وقت لاحق بأشياء مثل التدقيق الحكومي، أو التنظيمات والأطر التشريعية الجديدة، ويمكن أن يوقعها ذلك في فخ الإضرار بالسمعة والمسؤوليات القانونية.
في سياق متصل، رأينا كيف يمكن للذكاء الاصطناعي أن يؤثر على أمان المستخدمين وخصوصيتهم على الإنترنت، وتجلى دوره البارز في حوادث تسريب البيانات، وقد سلط عدد من الباحثين الأمنيين الضوء على ذلك خلال مؤتمرَي Black Hat وDef Con 2024 الأخيرين للأمن والاختراق.
فضلاً عن ذلك، يبدو وأن تدنى مستوى الثقة قد انسحب أيضاً على المستهلكين، والذين أبدوا إقبالاً متواضعاً واهتماماً أقل عند ربط منتج ما بتقنية الذكاء الاصطناعي، وفقاً لدراسة نُشرت حديثاً. وحسبما صرح به أحد الباحثين، فمن منا يحتاج حقاً للذكاء الاصطناعي في آلة صنع القهوة أو الثلاجة مثلاً!