كيف تهيمن 6 شركات فقط على أكثر من نصف أهم مؤشر للأسهم التقنية في العالم؟
⬤ تعد بورصة ناسداك الأمريكية ثاني أكبر بورصة في العالم من حيث الحجم والتداول (بعد بورصة نيويورك).
⬤ تتضمن البورصة العديد من الشركات المتنوعة، لكنها معروفة بكونها المفضلة للشركات التقنية حول العالم.
⬤ ضمن مؤشر ناسداك 100 الخاص بالبورصة، تهيمن 6 شركات تقنية فقط على أكثر من نصف تقييم المؤشر.
تأسس مؤشر ناسداك 100 (Nasdaq 100) عام 1985 ليعقب أداء كبرى الشركات التي يتم تداولها في بورصة ناسداك الأمريكية الشهيرة. وبالنظر إلى أن بورصة ناسداك هي واحدة من الأكبر في العالم مع مجموع رأس مال سوقي يقارب 20 تريليون دولار للشركة المدرجة ضمنها، فقد حافظ المؤشر على أهمية كبرى لدى المستثمرين والمتداولين حول العالم، وعادة ما يتم النظر إليه بالإضافة لكل من مؤشري داو جونز (Dow Jones) وS&P 500 لتشكيل نظرة عامة عن حالة سوق الأسهم الأمريكية.
بالنظر إلى كونه يمثل واحدة من أكبر البورصات في العالم، ويتضمن، كما يظهر اسمه، مئة شركة مختلفة، فمن المتوقع أن يعطي هذا المؤشر تمثيلاً شاملاً لتوجهات السوق عموماً، والمجال التقني خصوصاً. لكن وعند النظر إلى توزيع المؤشر وطريقة تقييمه، فهو لا يساوي بين الشركات المئة المدرجة ضمنه حقاً، بل أنه يمنح لكل من هذه الشركات “وزناً” مختلفاً يعبر عن مدى تأثير حركة هذا السهم على أداء المؤشر ككل.
من حيث الأرقام، هناك 6 شركات تقنية تسيطر وحدها على أكثر من نصف المؤشر التقني الشهير، وهذا ما يعطي لهذه الشركات تأثيراً هائلاً على الأسواق وتقييمها. إذ يمكن أن تعم حالة من التراجع أسهم معظم الشركات الموجودة في المؤشر، فيما يبقى مسار المؤشر إيجابياً لأن شركتين أو ثلاثة من شركاته الكبرى قد حظيت بارتفاعات ملحوظة.
وفق البيانات الأحدث والتي تعود إلى يوم 30 يونيو الماضي، كانت أكبر الشركات التي تهيمن على مؤشر ناسداك 100 هي:
- مايكروسوفت (Microsoft) – تمثل 12.92% من المؤشر
- ابل (Apple) – تمثل 12.57% من المؤشر
- ألفابت (Alphabet) – تمثل 7.36% من المؤشر
- إنفيديا (Nvidia) – تمثل 6.95% من المؤشر
- أمازون (Amazon) – تمثل 6.85% من المؤشر
- تسلا (Tesla) – تمثل 4.25% من المؤشر
- ميتا (Meta) – تمثل 4.22% من المؤشر
- برودكوم (Broadcom) – تمثل 2.4% من المؤشر
- بيبسيكو (PepsiCo) – تمثل 1.7% من المؤشر
- كوستكو (Costco) – تمثل 1.59% من المؤشر
لتوضيح التباين الهائل في التمثيل ضمن المؤشر، ينعكس التغير في سعر سهم الشركة الأولى في ناسداك 100، وهي مايكروسوفت، على قيمة المؤشر أكثر 153 مرة من التغير في سعر سهم الشركة الأخيرة، شركة السيارات الكهربائية Lucid.
بينما تعد هيمنة الشركات في مؤشر ناسداك 100 تابعة لحجم تداول أسهمها ورأس المال السوقي الخاص بها، فهو يعكس التأثير الكبير الذي تمتلكه هذه الشركات على الاقتصاد والعالم ككل في الوقت الحالي. إذ أن كلاً من الشركات السبعة الأولى ترود في مجالها من القطاع التقني حالياً، وبينما يعتمد تقييم بعضها على الأداء الاستثنائي لمنتجاتها وحجم عائداتها وأرباحها الكبير، فمن الواضح أن هناك دوراً كبيراً للتخمينات المستقبلية والرهانات على نمو مجالات معينة أو استمرار هيمنة شركات محددة عليها.
بين الشركات الأكبر تأثيراً، ربما تظهر إنفيديا كحالة خاصة بين الشركات الأخرى، فهي لم تكن يوماً بحجم عمالقة التقنية الأخرى، كما أن مجال عملها التقليدي، والذي هو تصميم وتصنيع بطاقات الرسوميات الحاسوبية، يتراجع بشدة مؤخراً مع انهيار مبيعاته في عام 2023. خلال نفس فترة تراجع مبيعات بطاقات الرسوميات، شهد سهم إنفيديا نمواً هائلاً لقيمته وبات سعره الحالي قرابة 3 أضعاف سعره في بداية عام 2023. وبالطبع هناك سبب واحد وأساسي لهذا النمو: الذكاء الاصطناعي.
تعد إنفيديا اليوم الشركة المتصدرة لمجال الشرائح المخصصة لمعالجة مهام الذكاء الاصطناعي، والتي يمكن أن تتجاوز أسعارها عتبة 10 آلاف دولار للشريحة. وبينما لا تزال مبيعات هذه الشرائح وعائدات الشركة منها أدنى من أن تبرر سعر سهم الشركة وتقييمها السوقي الحالي، فالطلب على هذه الشرائح كبير للغاية، ويعتقد الخبراء أنه سيستمر بالنمو وسط ثورة الذكاء الاصطناعي التوليدي الأخيرة.
عموماً، وعلى الرغم من أن مؤشر ناسداك 100 يتلقى العديد من الانتقادات المستحقة بسبب تركز التأثير عليه بيد عدد قليل جداً من الشركات، فقد أظهر أنه واحد من أنجح المؤشرات للمستثمرين في السنوات الأخيرة. إذ تشير التقديرات إلى أن استثمار ألف دولار أمريكي في صندوق استثماري يطابق توزيع المؤشر عام 2013 كان سيصبح 5 آلاف دولار حالياً، وذلك أكبر بوضوح من قيمة 3 آلاف دولار التي كان سيصل إليها الاستثمار الأولي لو أنه وضع في مؤشر S&P 500 الأكبر والأكثر تنوعاً على سبيل المثال.